شهدت صبيحة أمس الجمعة عاصمة الكورنيش جيجل تهاطل أمطار طوفانية مصحوبة برياح عاتية وهو ماتسبب في الحاق خسائر مادية معتبرة بعدد من التجار الذين تسربت المياه الى محلاتهم وحتى ببعض العائلات التي وجدت نفسها في رمشة عين وسط طوفان جارف وقد فاجأت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على عاصمة الكورنيش جيجل منذ ليلة الخميس قبل أن تبلغ ذروتها صبيحة الجمعة الكثير من مواطني هذه الولاية خاصة وأنها جاءت بعد أيام طويلة من الحر الشديد مما يفسر الأضرار التي خلفتها هذه الأمطار بعدد من البلديات الشرقية وفي مقدمتها بلدية الجمعة بني حبيبي حيث تسبب ارتفاع منسوب الوادي الذي يشق عاصمة هذه البلدية في فيضانات عارمة بوسط البلدية المذكورة بدليل غزو المياه الطوفانية لعدد من المحلات التجارية واتلافها للعشرات من السلع المعروضة بهذه المحلات ، كما تسببت هذه الأمطار في اتلاف سلع العشرات من التجار الذين قدموا الى هذه البلدية لعرض منتوجاتهم بمناسبة السوق الأسبوعي الذي يقام كل جمعة وذلك بفعل ارتفاع علو المياه الذي قارب المترين ولم تقتصر الخسائر المادية الجسيمة على أصحاب المحلات التجارية والتجار المتجولين فقط بل طالت كذلك عددا كبيرا من العائلات حيث غمرت المياه العشرات من البيوت في ساعة مبكرة من الصباح سيما ببلدية سيدي عبد العزيز أين تسببت مياه الوادي الذي يشق التجمع السكاني المتواجد بالمدخل الغربي لعاصمة البلدية والمعروف باسم “تيمديوان” في اغراق عدد كبير من البيوت وتدمير محتوياتها مما استدعى تدخل رجال الحماية المدنية لإجلاء سكانها ومساعدتهم في النجاة بجلدهم من هذه الفيضانات وهو نفس ماحدث ببعض مناطق عاصمة الولاية التي تلقت فرق الحماية المدنية بها عددا لايحصى من نداءات النجدة ولو أنه لم تسجل الى غاية منتصف نهار أمس أية حالة وفاة بحسب مصالح الحماية المدنية مع الإشارة الى أن مياه الوادي الذي يطوق عاصمة بلدية سيدي عبد العزيز قد تسببت كذلك في قطع الحركة على الطريق الوطني رقم (43) لأكثر من ثلاث ساعات بعدما تجاوز ارتفاع المياه على هذا الطريق الخمسين مترا وهو مايفسر الخوف والرعب الذي ألم بالمئات من العائلات التي وجدت نفسها محاصرة بالمياه الطوفانية التي تضاعف سيلانها خلال ساعات الصباح الأولى بفعل استمرار تهاطل الأمطار بوتيرة رهيبة على مدار أكثر من أربع ساعات متتالية جارفة معها كميات معتبرة من الأتربة وكذا المواد الصلبة التي تراكمت على مدار أشهر الصيف الثلاث . هذا وعلمنا بأن بلديات أخرى على غرار الميلية ، القنار ، الطاهير ،السطارة ، الشقفة والعوانة عاشت أجواءا مشابهة بفعل التهاطل الكبير للأمطار التي بلغت حسب مصادر من مصلحة الإرصاد الجوية أكثر من أربعين ميلمترا وهو مافاجأ حتى الجهات المكلفة بتهيئة المجاري المائية والبالوعات التي لم تتمكن من امتصاص الكميات الكبيرة من المياه التي تساقطت في ظرف وجيز خاصة وأن أغلبها كانت مسدودة بفعل تراكم الأترابة والمواد الصلبة ولو أن حملوا مسؤولية ماحدث أمس بعدد من البلديات وخاصة الجمعة بني حبيبي الى السلطات المحلية وكذا مصالح التعمير والبناء التي سمحت باقامة عدد كبير من المشاريع الخاصة فوق المجاري المائية وكذا البالوعات مما ساهم بشكل كبير في هذه الفيضانات التي وضعت حياة المئات من العائلات على كف عفريت .