نظمت أول أمس جمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي أمسية أدبية نشطها كل من رئيس الجمعية السيد محمد لخضر بوبكر والدكتور سعيد دحماني حول العمل الذي قاما بتحقيقه وشرحه والتعليق عليه، وهو الدرّة المصونة في علماء وصلحاء بونة، بحضور جمع من الأساتذة والصحافة والطلبة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بتاريخ المدينة من خلال أسئلتهم وانشغالاتهم. والعمل أخرجته الجمعية تحت إشراف المجلس الشعبي البلدي لمدينة عنابة، طبع بلبنان من طرف دار الوسام العربي. وقد ركز المحاضران على دور ابن شنب- رحمه الله- في نشر المخطوط أولا سنة 1912 بالتقويم الجزائري، ودور الشيخ فرحات بلعابد في نشر هذا العمل على سكان بونة/عنابة والاطلاع عليه..وكان من بين من اطلع عليه الدكتور سعيد دحماني الذي كان الشيخ فرحات صديقا لوالده-رحمة الله عليهم-. والعمل عبارة عن مخطوط لأحمد بن قاسم البوني، يتناول علماء المنطقة وصلحاءها والوافدين عليها والمقيمين بها.لفترة تزيد عن الخمسة قرون ابتداء من نهاية القرن الرابع وبداية الخامس للهجرة.ومن أشهر العلماء والصلحاء الذين تناولهم/سيدي الهواري / سيدي أبي مروان البوني/ سيدي علي الفضلون صاحب كتاب الكلل والحلل/ سيدي أبي العباس البوني صاحب منبع أصول الحكمة وشمس المعارف/ سيدي بلعيد / سيدي خليف البوني دفين قسنطينة/ سيدي إبراهيم بن التومي ...فضلاء الشابية...الوافدين عليها من باجة، تستور، قسنطينةالجزائر، المغاربة.....المؤسسة الصوفية ودورها في حياة وصيرورة البلده....... *ومما تناولاه أيضا التركيز على دور الجامعة في نشر التراث وتحقيقه .... فحبذا لو كانت رسائل الدكتوراه تشمل دراسة وتحقيقا لمخطوط من المخطوطات.. كما تناولا بخل من بحوزتهم المخطوطات..فكثيرا من العائلات البونية/العنابية تفضل ضياع المخطوطات على تسليمها ليتم دراستها.. *وكم كانت حسرة رئيس الجمعية الذي بدل كل ما في وسعه لاقتناء كتب التعاليق التي تفوق 100 عنوان موزعة بين المصادر والمراجع والدوريات... حاثا الجمعيات الفاعلة على تقديم كل ما هو أهم ومفيد من أجل نفض الغبار عن تراث المدينة المكتوب والمغنى... قائلا في الأخير أن جمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي تعيش وتحيا بما تنتجه من تراث وبحت ومعارض ومحاضرات...وكم نتمنى المشاركة في المهرجانات مثلما كان ذلك بالأمس حيث أثبتنا جدارتنا في الميدان.... *كما كانت أسئلة الحضور جد مركزة وتوحي بمدى وعي الشباب بقيمة التراث وفي الأخير وعلى خلاف العادة لم يتم البيع بالتوقيع بل كان هناك إهداء بالتوقيع