تتذكر الجمعية الثقافية أحباب وتلاميذ حسان العنابي الناشطة محليا شيخ الاغنية العنابية محمد ولد الكرد في ذكرى رحيله وتتهيئ منذ مدة لتخصيص يوم تكريمي لروحه ،حيث ينتظر هذا الثلاثاء أن تعيده إلى جوارها ضمن احتفالية بإنجازاته في مجال الموسيقى والطرب الاصيل وحسب محمد لخضر بوبكر رئيس الجمعية فإن محاورا عديدة و شخصيات مهمة ستكون حاضرة في هذه التكريمية على غرار أصدقائه وعائلته وكتاب الفوا حوله كتبا ومقالات هذا كما ينتظر ان تكرم اسماء فاعلة في الساحة الثقافية والفنية والإعلامية ممن التزموا بممارسة نشاطات مكملة لمسيرة الفنان على غرارالاستاذ الدكتور سعيد دحماني الذي شرح وحقق وعلق على مخطوط الذرة المصونة في علماء وصلحاء بونة الصادر مؤخرا الى جانب المرحوم المؤرخ حسن دردور عن تأليفه كتاب حول المرحوم ولد الكرد ممثلا في ابنه شكيب دردور والمرحوم عبد السلام لعجيلي من قدامى سلايمية وعيساوية عنابة ممثلا في ابنه الحاج ناصر الدين لعجيلي والحاج علاوة بوغمزة. بالإضافة إلى احد أعضاء الجمعية الناشطين وهو الفنان توفيق خليل هذا كما ستكرم السيدة عقيلة زلاقي الى جانب ولد الكرد ممثلا لأول مرة في ابنته نجاة حسب ما ذكره منظم النشاط “لآخر ساعة” ..يذكر أن جمعية تلاميذ وأحباب حسان العنابي تعد من أكثر الجمعيات الناشطة على المستوى المحلي والوطني لما تتوفر عليه من طاقات في مجال الموسيقى والطرب والتاريخ الفني سيما لشيوخ وإعلام بونة وعن ذلك صدر عدة بحوث تتضمن سير ذاتية وجماعية لهؤلاء وتحاليل في تسجيلاتهم وكتاباتهم الشعرية والغنائية سنتطرق لها لاحقا وبتفاصيل أكثر في مرورنا على تذكارية المرحوم في الموعد المحدد بهذا الثلاثاء بعنابة أين سيتم زيارة قبر المرحوم المتواجد بمقبرة زغوان . من هو الشيخ محمد ولد الكرد محمد بن عمارة الملقب بولد الكرد، من عمالقة الطرب الأندلسي خلال النصف الأول من القرن العشرين. ولد في أسرة فقيرة بالمدينة العتيقة بتاريخ 02 أوت 1895. ومن شارع الفدا كانت انطلاقته الأولى ،حيث أدخله والده الكتاتيب، فحفظ القرآن وتعلم شيئا من اللغة والكتابة، سرعانما انفصل عنها مرغما لمساعدة والده . وكثيرا ماكان محمد ولد الكرد يرافق والده أثناء الحفلات التي تحييها فرق القادرية والعيسوية إذ كان نقارا معهم على آلة الدف والطار. . ففي عام1914 يجند ولد الكرد وفي سوريا تمكن من التعرف على أنماطهم الموسيقية كالوصلات والموشحات والمعزوفات...و المقامات العربية والتمرن قدر المستطاع على آلتي العود والكمان ومطولات كبارالشعراء ك: أبي فراس الحمداني،أبي العلاء المعري،البوصيري،محمود سامي البارودي،أحمد شوقي.كما تنقل بعد نهاية الحرب العالمية الأولى فيما بين مصر وتركيا، وكان للقائه بالسيد درويش والأستاذ محمد عبدالوهاب أثرا بليغا في تكوين شخصيته الموسيقية وإتمام عمل مشائخه الأوائل بعنابة عزفا وأداء . وقد أتاحت له الفرصة عند مروره بتونس على التعرف بالشيخ خميس ترنان والاستفادة من خبراته في ميدان الملوف ومن ثمة اقتباس بعض البشارف و الفوندوات. وفي 1925 يعود ولد الكرد إلى عنابة ويعمل على تأسيس جوقه الخاص مع بعض أصدقائه: عبدالعزيز ميمون على الإيقاع، وسيفي حسن الملقب بالشيخ سفان على آلة الكمان ومشيشى محمد على آلة العود وسي محمد بن دندان على آلة الطار... غير أن هذا الجوق لم يكن قارا فكثيرا ما كان يدخل عليه بعض التغييرات،ومنهم: - على آلة الكمان: سي محمد بن مكروهة. ريمون برامينو.بوردوز. - على آلة العود: براهيم سطمبولي عجيب، سي الصادق الارقش. - على آلة النفخ: قارها بيشي ،محمد بناني، عبد الحميد خمار. - على آلة الطار: سمار نور الدين، بوشمال. و من خلال جوقه أثبت ولد الكرد وجوده كعازف انفرادي على آلة البيانو ومن خلال العمل الجماعي فنافس معاصريه وذاعت شهرته . كان ولد الكرد كثير الحل والترحال ما بين قسنطينة وسطيف وسوق أهراس ومدينة الجزائر وتلمسان وبجاية و في هذه الأجواء بلغت عملية التأثر والتأثيرأوجها خاصة مع العربي بن صاري و(Rymond- lyris) والشيخ حمادة وعيسى الجرموني الذي كثيرا ما كان يقتبس العديد من مواوليه