مرٌت الآن عشرة اشهر كاملة، ولازالت خالتي الزهرة ترقب عودة اصغر فلذات كبدها علاء الدين بومعزة الذي لم يظهر عنه أي خبر منذ سفره من مقر مسكنه بمدينة بوشقوف بولاية قالمة إلى تركيا في العاشر من شهر جانفي من السنة الحالية. الوالدة خالتي الزهرة كانت في حالة نفسية جد صعبة عندما زرناها بمقر سكناها ، و التي صرحت انها تذوقت شتى أنواع المرارة خلال فترة غياب ابنها، و لازال الحلم يروادها مع فجر كل صباح لرؤية ابنها أو على الأقل سماع أخباره، وعن تفاصيل حادثة اختفائه أكدت أن ابنها الذي كان رياضيا محبا للحياة، مواضبا على الصلاة، قرر السفر إلى تركيا بغرض السياحة وقضاء بعض الأيام هناك، واستخرج تأشيرة السفر وحجز على متن الخطوط التركية انطلاقا من مطار تونس. وفعلا في صبيحة العاشر من جانفي حمل أمتعته ووثائق السفر كاملة وسافر إلى تونس برفقة أحد أصدقائه ، لينتقلا سويا في اليوم الموالي إلى تركيا، كما كان مقررا، وفعلا اتصل علاء الدين هاتفيا بعائلته في اليوم الموالي وأخبرها بأنه يوجد في أحسن الأحوال، قبل أن يعيد الإتصال بها بعد يومين من ذلك وكان آخر اتصال لعلاء الدين بالعائلة، التي ظلٌت ترقب عودة ابنها على مدار أيام عديدة، قبل أن يتحول ذلك الإنتظار إلى كابوس مرعب، بعد ان تلقت العائلة اتصالا من مرافقه يخبرها فيه أنه وبتاريخ 14 جانفي، قرر برفقة علاء الدين ومجموعة من الأطفال المنحدرين من بعض ولايات الغرب الجزائري عبور الحدود بين تركيا واليونان بطريقة غير شرعية، وأضاف المتصل أنه تمكن لوحده من العبور فيما بقي علاء الدين وباقي مجموعة الأطفال عالقين على ضفة الوادي المتواجد بين تركيا واليونان، وكانت حشود من الجيش التركي تطاردهم قبل أنم يختفوا عن أنظاره ومن ذلك الوقت يضيف المتصل لم يشاهد علاء الدين ولا باقي الأطفال المرافقين له. خالتي الزهرة التي أصيبت بعديد الأمراض جرٌاء التفكير في لغز اختفاء أصغر أبنائها على الأراضي التركية طرقت أبواب مصالح وزارة الخارجية الجزائرية وحتى القنصليات والسفارات المعتمدة لدولتي تركيا واليونان وسلمتهم جميعا صوٌر ابنها الذي ضاع في صمت رهيب تكابده عائلته بولاية قالمة، دون أن تلقى مجيبا لصرختها التي تبقى مرفوعة علّها تجد آذانا صاغية مع قادم الأيام.