وقد انطلقت الإحتجاجات المذكورة في ساعة مبكرة من صبيحة أمس الإثنين من خلال اقدام العشرات من السكان الغاضبين على محاصرة مقر بلدية سيدي معروف وسد جميع المنافذ المؤدية الى هذه الأخيرة مستعينين بالمتاريس والمواد الصلبة قبل أن يقدموا على غلق مقر البلدية بالكامل ومنع أي حركة باتجاهه وذلك وسط فوضى عارمة عادت بأذهان سكان سيدي معروف إلى الذكريات المرة التي عاشتها هذه البلدية مع الإحتجاجات السابقة .وقد رفع المحتجون طلبا رئيسيا ويتمثل في معالجة مشاكلهم مع موضوع السكن الريفي وازلة العقبات التي تحول دون استفادتهم من المساعدة الخاصة بهذا النوع من السكن خاصة في ظل امتناع الجهات الوصية عن الإستجابة لهذا المطلب على مدار السنوات الأخيرة ولجوئها في كل مرة الى اختلاق الأعذار من أجل القفز على هذا الملف الذي حرم المئات من سكان قرية بني حي من حقهم في الإستفادة من المساعدة الخاصة بالسكن الريفي وذلك على عكس بقية القرى والمناطق المجاورة التي استفاد سكانها من هذه المساعدة المقدرة ب(70) مليون سنتيم رغم أنها تتقاسم مع قرية بني حي كل الخصائص التي تجعل من منحها الأولوية على حساب هذه الأخيرة ضرب من العبث واللاعدل يقول المحتجون .هذا وقد بلغ التذمر بسكان بني حي الى حد رفض التحاور مع السلطات المحلية التي حضرت بكثافة الى موقع الإحتجاجات في محاولة لتهدئة المحتجين حيث طالب هؤلاء بحضور الوالي شخصيا من أجل التحاور معه والحصول على وعود نهائية منه تقضي بحل هذا الإشكال بشكل قطعي وهو الطلب الذي لم يتسن للمحتجين بلوغه الى حدود زوال أمس الإثنين مما يفسر استمرار الحركة الإحتجاجية المذكورة الى حد كتابة هذه السطور وذلك وسط سخط سكان عاصمة البلدية الذين سئموا من الإحتجاجات المتكررة بقلب البلدية والتي حولت هذه الأخيرة الى فضاء للفوضى المستمرة التي أثرت على مصالح عدد كبير من سكانها .