قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تبسة يوم أمس بحكم الإعدام في حق 04 أشخاص بتهمة تكوين جمعية أشرار بغرض إرتكاب جناية القتل العمدي ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة المقترنة بظرف التعدد بإستعمال العنف وسلطت محكمة الجنايات حكم المؤبد في حق خامسهم فيما أستفاد آخران من البراءة مع الأمر بمصادرة المحجوزات في قضية إستدراج وقتل شخص عنابي ومحاولة قتل شخص آخر من نفس الولاية بآعالي مدينة تبسة، وقد طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة الإعدام في حق المتهمين 07 بينما حاول دفاعهم إعادة تكييف الإتهام الموجه إليهم وإسعافهم بظروف التخفيف وقائع القضية تعود إلى تاريخ جانفي 2011 حينما إتفقا (ق.ب) مع شريكه (ق.بدرالدين) للتخطيط في عملية سرقة السيارات لحاجته للأموال مع إستغلال خبرة الأول في مجال إيهام الضحايا وإستدراجهم إلى مناطق معزولة عن الأمن والسكان وقد تم إختيار ضحاياهم من ولاية عنابة لإستدراجهم إلى منطقة حي الزيتون بأعالي مدينة تبسة وهو المكان المناسب لهذه العملية وحسب المخطط فقد إستعانا ب 04 شركاء آخرين ينشطون في مجال تهريب السلع والبضائع إلى الحدود التونسية و من بينهم لاعب سابق لوفاق تبسة وقد جاءت حيثيات القضية الأولى عندما قام المتهم (ق.ب) بإقتياد الضحية طاير مروان الذي ينحدر من ولاية عنابة بعد تكوين معه علاقة صداقة لقرابة 05 أشهر حسب ما أكده والد الضحية وفي يوم 23/01/2011 أخبره بأنه يحتاج مساعدته في حفل زفاف لأحد أقربائه وإيهامه بإستعمال شاحنته من نوع نيسان لذاك الغرض وبعد عرض المتهم الفكرة على شركائه للتنسيق مع بعضهم البعض لإنجاح العملية، توجه المتهم والضحية من مدينة عنابة وصولا إلى مدينة تبسة وبالضبط بالمكان المسمى المقام بحي الزيتون أين كان ينتظره كل من (ك.ع) (س.ح) و(ك ف) المكلف بقيادة السيارة بعد الإستيلاء عليها أما (ع.ح) كانت مهمته قطع الطريق بواسطة سيارته من نوع R25 حتى لا يسمح بمرور السيارات بذات المسلك وبدأت العملية عند إنزال الضحية من الشاحنة ليتم إستعمال العنف معه بوسائل من بينها بخاخة مسيلة للدموع كانت بحيازة أحد المتهمين ليتم بعدها تكبيل الضحية ووضع قطعة قماش داخل فمه ولف رأسه بشريط لاصق ثم وضعه في الصندوق الخلفي للشاحنة وبرفقتة (ق.ب) وتنطلق بعد ذلك الشاحنة عبر مسلك ترابي بإتجاء مدينة الماء الأبيض وفي الطريق تفطن المتهمان لوفاة الضحية جراء إختناقه لتتوقف السيارة حينها ويتم إنزال الضحية وتركه بمكان كثيف الأشجار وبعيد عن الأنظار بعدها قاموا بالإتصال بشريك لهم آخر (ب.ع) بإعتباره أحد المتاجرين في السيارات المسروقة الذي قام ببيعها لأشخاص آخرين من جنسية تونسية بمقابل مبلغ مالي قدره 25 مليون سنتيم وتم إقتسام ثمنها مع شركاء العملية وتليها القضية الثانية بعد 13 يوم من سابقتها ويتكرر نفس السيناريو مع الضحية الثانية (ل.ح) القاطن بولاية عنابة حينما تقدم إليه نفس المتهم الأول الذي كان متواجدا بمحطة الفرود واستقال سيارة الضحية من نوع شيفرولي أفيو بغية إيصاله إلى مدينة الذرعان بولاية الطارف مقابل 400 دج وعند وصولهما إلى المكان المقصود وبالضبط بمكتب البريد والمواصلات بالمدينة قصد سحب المتهم لمبلغ مالي حسب ما أوهم ذلك الضحية الذي بقي في إنتظاره وعند عودته إستظهر حزمة من النقود مدعيا برغبته في إقتناء قطع غيار لسيارته من مدينة تبسة طالبا من الضحية نقله إلى هناك مقابل مبلغ مالي قدره 2800 دج وعند دخولهما مدينة تبسة قام المتهم بإقتياده إلى نفس مسرح الجريمة في القضية الأولى وكان في إنتظاره باقي الشركاء ليتم تكبيله بنفس الطريقة مع ضحيتهم السابقة لكن الضحية تظاهر بأنه ميت دون أن يتطفن إليه أحد وتركوه هناك إعتقادا منهم أنه جثة هامدة وبنفس العملية الأولى تم بيع السيارة بمبلغ مالي يقدر ب 20 مليون سنتيم وإقتسامهم المبلغ فيما بينهم وللتذكير فإن هذه القضية عالجتها مصالح الدرك الوطني بولاية تبسة والتي تم فيها القبض على جميع أطرافها وتقديمهم على العدالة.