الحكم بالإعدام على أربعة لصوص قتلوا سائق شاحنة من عنابة سلطت في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء تبسة عقوبة الإعدام في حق 4 شبان متهمين بعد استدراجهم لشخصين اثنين من ولاية عنابة بنية سرقة مركباتهما وقتلهما فيما بعد بأعالي مدينة تبسة،كما أدانت هيئة المحكمة خامسهم بالمؤبد ،وفي المقابل برأت ساحة اثنين آخرين من التهم المنسوبة لكليهما. وكانت محكمة الجنايات قد استمعت إلى المتهمين السبعة في قضية تكوين جمعية أشرار والقتل العمدي مع سبق الاصرار والترصد ومحاولة القتل والسرقة المقترنة بظرف الليل واستعمال العنف،حيث نفى كل طرف في هذه القضية التي هزت الرأي العام وتمت معالجتها من طرف مصالح الدرك الوطني بتبسة تهمة القتل ،مؤكدين بالمقابل على نية السرقة فقط عند استدراج الضحيتين. وفي المقابل طالبت النيابة العامة بتسليط أقصى العقوبات ،بينما التمست هيئة الدفاع اعادة تكييف التهم الموجهة لموكليهم بما يمكنهم من الاستفادة من ظروف التخفيف والبراءة مراعاة لأعمارهم التي لا تتجاوز ال 30 سنة ولظروفهم الاجتماعية التي دفعت بهم إلى الدخول في عالم الجريمة،ليأتي قرار هيئة المحكمة بعد المداولات مدينا كل من (ق/بلال) و (س/ح) و(ك/ف) و(ق/ بدرالدين) بالإعدام و بالمؤبد في حق (ب/ع/غ)،وبرأت ساحة كل من ( ك/ع) و(ع/ح) مع الأمر بمصادرة المحجوزات التي عثر عليها عند المتهمين. وتعود وقائع القضية إلى شهر جانفي من عام 2011 حين التقى كل من المتهم الرئيس (ق/بلال)مع شريكه الحامل لنفس اللقب العائلي (ق/ بدر الدين) للتخطيط لسرقة السيارات عن طريق استدراج ضحايا من عنابة وسرقة مركباتهم لاحقا بعد تحويلهم إلى مناطق معزولة قريبة من تبسة،ليتم رسم خطة في هذا المجال بعد الاتصال بأشخاص آخرين ينشط بعضهم في مجال التهريب لتنفيذها،حيث أسندت مهمة استدراج الضحايا للمتهم الأول لخبرته في هذا المجال فقام بنسج علاقة تعارف متينة مع الضحية المنحدر من ولاية عنابة (طاير مروان) لمدة 5 أشهر حسب ما أفاد به والده. وفي ال 23 من شهر جانفي 2011 زار المتهم الضحية طالبا منه نقل بعض أمتعته إلى مدينة تبسة بواسطة شاحنته من نوع نيسان وعند بلوغهما الولاية رقم 12 وبالمكان المسمى “المقام" بأعالي تبسة كان في انتظارهما باقي الشركاء ،ليتم انزال الضحية من الشاحنة باستعمال العنف و بخاخة مسيلة للدموع،وانتهت العملية بتكبيل الضحية ووضع قطعة قماش على فمه ولف رأسه بشريط لاصق ووضعه لاحقا في الصندوق الخلفي بشاحنته التي كانت وجهتها مدينة الماء الابيض عبر مسلك ترابي،غير أن أحدهم تفطن لوفاة الضحية اختناقا فقام بإخبار شركائه،ليتم انزال الجثة ورميها داخل أحراش غابية. وبعدها غادر الحضور مسرح الجريمة بالشاحنة المسروقة و اتصلوا بشريك آخر (ب/ع/غ) للاتفاق معه حول كيفية بيع الشاحنة،وبينت التحقيقات اللاحقة انه تم بيعها الى اشخاص آخرين بتونس مقابل مبلغ 24 مليون سنتيم ووزع المبلغ على المجموعة . وشجعت العملية الشبان على إعادة سيناريو مشابه لها بعد 13 يوما ،ليتم استدراج الضحية الثانية(ل/ح) المنحدر من ولاية عنابة ويتفق مع أحد عناصر هذه الشبكة على نقله بسيارته من نوع “شيفرولي أفيو" إلى تبسة مقابل مبلغ 2800 دينار لاقتناء قطع غيار لسيارة المتهم ،وبعد الوصول إلى تبسة تكرر المشهد السابق وتم رمي جثة الضحية بين الأشجار بعدما تظاهر الضحية بالموت. فغادر المتهمون المكان وبيعت السيارة واقتسم الشبان مبلغ 20 مليون،غير أن الضحية بعد مغادرة المعتدين لمسرح الجريمة استطاع تجاوز عجزه وتبليغ مصالح الدرك التي باشرت بعدها تحقيقاتها واستطاعت التعرف على المتهمين. الجموعي ساكر