قدر الشعراء ان تفهم افكارهم بعد ان يرحلو \ مقولة نتفق عليها جميعا فكم من كاتب او مفكر اهمل في حياته ولم يعرف تكريما او يعلق في رقبته وساما الا بعد ان تنهك عظامه تحت التراب او يتطوع باحث للكشف عن خبايا اثاره ..او طالبت اسرته بالحفاظ على تراثه او غالبا لرد ماء الوجه عندما يكرم في الخارج ويعلق له تاج الاعتراف والواضح ان الجزائر تعمد هذا الاسلوب ضمن سياستها الثقافية الموقرة حتى ان اجيالا من الشباب والاطفال والشيوخ لا يعرفون شيئا عن مفكريهم او مثقفيهم او شعرائهم عدا من لعبت بهم السلطة وجعلتهم واجهة لسد الرمق الاشهاري بعد الاستقلال وحتى هذا لم يشفع لهم عند الاجيال الذكية ممن اكتشفوا هذه اللعبة الغبية ..منذ ايام رحل واحد من اهم الفاعلين الثقافيين في المجال السينمائي وهو المخرج محمد بوقرموح ويكفي ان اذكر من نسى بأهمية فيلمه الامازيغي الاول في تاريخ الثقافة الوطنية « الربوة المنسية« المقتبس عن رواية الكاتب مولود معمري الذي يعرفه الشعب الفرنسي اكثر منا وتقدره دولته اكثر من دولتنا لاسباب انسانية اكثر منها سياسية \ اتفاجأ على إثرها بإكتفاء مسؤولينا في القطاع الثقافي بتخصيص خبر مقتضب عن وفاته ومسيرته العملية فزيادة عن وفاته بمرض عضال الزمه الفراش فقد رحل الرجل وحيدا كما ترحل كل الاشياء الثمينة في مهب الريح ..منذ ايام اجتهد بعض اصدقائه ومحبيه وكرموه على طريقتهم الحميمة بمقر الجاحظية اعترافا بمجهوده وعطائه وتثمينا لتجربته في المجالات التي اثرى بها الساحة الثقافية في بلادنا ولكن رغم الدعوات التي وجهت لعدد من المسؤولين الثقافيين والفنانين الا ان اغلبهم لم يحضروفضلوا تهميشه مرة اخرى متناسين ان الموت حق على الجميع ولو عاشوا الف سنة وعاتب بعض المشاركين في التكريم هؤلاء وتم توجيه اصبع الاتهام للضمير الفني الذي زكته « الزردات« و« اللمات« الثقافية على «الشطيح« و« الرديح« وبرامج العبث بأصالتنا الثقافية لما تم تحويلها الى كرنفالات ينقصها البقر والحمير حتى تعيدنا للزمن الفلاحي .. إجابة عن سؤال وبعد هل مات حقا الفنان محمد بوقرموح ..لا رأيته يوم وفاته ينزل من الربوة المنسية متواضعا كي يصافح معالي الوزيرة إكراما على مبادرة النسيان .