عرفت الوقفة الترحمية التي نظمتها جمعية الجاحظية أمس على روح فقيد السينما الجزائرية عبد الرحمن بوقرموح، غياب أبرز الوجوه السينمائية، حيث كان من المنتظر حضور كل من محمد لخضر حمينة، سيد علي كويرات، موسى حداد وأحمد عيسى..أعاب المخرج السينمائي الكبير لمين مرباح الذي أبى إلا أن يلبي دعوة المنظمين، عن غياب السينمائيين عن هذه الوقفة التأبينية التي تأتي كتكريم ما بعد الوفاة لأحد عمالقة الفن السابع الجزائري، مشيرا إلى أنه لو كانت هذه المناسبة وليمة أقامتها وزارة الثقافة لشهدت حضور نخبة من الفنانين والمخرجين. وأشاد لمين مرباح بمناقب الفنان الراحل عبد الرحمن بوقرموح، مؤكدا بأنه من كبار السينمائيين الذين أنجبتهم الساحة الفنية الجزائرية، حيث كان يتمتع بقدرات وإمكانيات كبيرة برهن عليها من خلال الأفلام التي أنتجها طيلة مشواره الفني، مشيرا في سياق حديثه أنه قدم الكثير للمشاهد الجزائري. وتأسف مرباح للتهميش الذي طال المخرج الفقيد الذي بدأ مشواره في الستينيات إلا أنه توقف بسبب قلة الإمكانيات المادية. كما أثنى الفنان المسرحي السعيد حلمي على خصال الفنان الراحل عبد الرحمن بوقرموح، مشيرا إلى أنه شخصية مثقفة محبة لوطنها، حيث كان يعتز بانتمائه إلى الجزائر، قائلا بأنه كان يصرخ دائما بأنه جزائري. وطالب السعيد حلمي بضرورة الاهتمام بالفنان الجزائري وتركه يعمل، حتى لا يعيش مأساة من سبقوه، ويفارقون الحياة وهم يعانون التهميش. أما خضرة بودهان، فقد قالت بأن الفقيد عبد الرحمن بوقرموح كان صديق الجميع وذو قلب محب، مؤكدة بأنه كان حاضرا في مختلف المهرجانات الوطنية والدولية التي احتضنتها الجزائر، وأضافت بأنه قدم الكثير وكافح من أجل إنهاء فيلم «الربوة المنسية». في حين اعتبر رئيس جمعية الجاحظية السيد محمد التين، عبد الرحمن بوقرموح مناضلا ومثقفا ذو قضية، وهو ما جعله في حياته عرضة لشتى أشكال الرقابة. وأضاف بأن الفقيد تميز بشخصية قوية، وكان له باع طويل في مجال الثقافة وناضل من أجل أن تسود الديمقراطية وحق الاختلاف في المجتمع الجزائري. وقال محمد التين ان الهدف من هذا اللقاء هو خلق ملتقى للمثقفين الذين يعيشون الشتات والانزواء، من خلال هذا اليوم الذي نقف فيه ترحما على روح الفقيد عبد الرحمن بوقرموح، لنجعل منه يقول منطلق الالتقاء للقيام بواجبنا نحو جيل المستقبل، داعيا إلى ضرورة العمل وتضافر الجهود لأجل النهوض بالثقافة الجزائرية. من جانب آخر شهدت الوقفة الترحمية عرض بورتري يكشف عن مسار أب السينما الأمازيغية، الذي كان زاخرا بالأعمال الفنية، التي لقيت إقبالا كبيرا من قبل المشاهد الجزائري، لا سيما الفيلم الطويل «كحلة وبيضا» و«الربوة المنسية»، الذي تحصل على الزيتونة الذهبية في مهرجان الفيلم الأمازيغي 2012.