لا حديث بولاية سكيكدة إلا عن جريمتي القتل اللتين وقعتا مؤخرا بكل من بلديتي رمضان جمال و كركرة دون التمكن من القبض على الفاعلين ، ما وضع الجهات الأمنية سواء كانت الدرك أو الشرطة في حرج و قفص الاتهام لعدم شفاء غليل الرأي العام باقتياد المجرمين للعدالة لينالا العقاب العادل.ورغم أن تفاصيل الجريمتين تختلف ، في كون الضحية الأولى حسب ما توفر من معلومات ضايقها سائق شاحنة شاب قبل أن تتعثر وتقع لتدهسها العجلات لحظة فراره ، مخلفا وراءه جثة “زهية رهواج” صاحبة 17سنة التي سقطت بالقرب من ثانويتها التي حلمت كثيرا بافتكاك البكالوريا منها لتطير للجامعة ، أما الثانية فذبحت فيها ابنة 28 سنة “بريزة .ق” بسكين كما تذبح الشاة بعدما عثر عليها داخل مسكنها بكركرة ، وفيما حامت الشكوك حول أفراد عائلتها اتضح أنه لا يوجد دليل قد يقود للفاعل و كأن شبحا قتل الفتاة بين جدران بيتها عند الرابعة مساء و اختفى ، و هو الأمر الذي لم يهضمه الرأي العام ،أما عائلة “ زهية “ فرفضت تقييد القضية ضد مجهول و اعتبار ما حدث لابنتها كأنه لم يكن لمجرد أن المجرم فر هاربا و لم يتمكن أي الشهود من التعرف على ملامحه أو تسجيل ترقيم الشاحنة التي كانت سببا في إدخال عائلة “رهواج “في حزن عميق لفراق ابنتها في مقتبل العمر. الجريمة التي وقعت منذ قرابة الشهر برمضان جمال يشرف على التحقيق فيها أفراد الشرطة أما درك كركرة فيتولى عملية السعي إلى كشف ملابسات مقتل “بريزة” التي راحت مند حوالي العشرة أيام ضحية جريمة شنعاء أقامت الدنيا و لم تقعدها بالبلدية التي لم يمكن فيها بأي حال من الأحوال تقبل فكرة أن تقع جريمة قتل بها و تقيد ضد مجهول كونها وقعت نهارا خلال ساعات الحركة ووسط حي سكني و الأخطر داخل مسكنها المفترض أنه مكان للحماية و الإحساس بالأمان و ليس التعرض للنحر فيه و يذهب دمها”هذرا”.سكيكدة الولاية التي لازالت رغم التطور الحاصل بالمجتمع محافظة بالعديد من بلدياتها لم يسبق و أن عرفت جريمة كاملة لم يتم فيها القبض على المجرم ، وحتى أعصى القضايا أغلقت خلال فترة وجيزة ، وإن استثنينا قتل ستيني لشقيقه بكركرة منذ سنة و هربه للجبل وسط معلومات تروج انتماءه للجماعات الإرهابية خوفا من العدالة و السجن ، فالمجرم معروف لكن القبض عليه أصبح صعبا ما يجعل القضية تختلف عن وقوع ضحايا لمجرمين مجهولين ما يزيد من حرقة عائلاتهم و يؤجل مسار العدالة و أكثر منها يحرم الضحية الراحة . جريمتا القتل برمضان جمال و كركرة تثيران الرعب بمواطني الولاية المطالبين بإجابات تأتي من القبض على منتهك القانون ، ورغم أن الفضول يطغى أكثر على الرأي العام لمعرفة سبب مقتل “بريزة” بوحشية داخل منزلها ، فإن كل فرد يحمل ضميرا يدعو إلى تقدم صاحب الشاحنة للشرطة ليسلم نفسه ليريح عائلتها الباحثة عن العدالة ، أما قضية كركرة فالناس تصلي للوصول للقاتل لاسيما أن الفتاة بشهادة تقرير الطبيب الشرعي لم ترتكب حراما أو منكرا يبيح سفك دمها ، ما يجعل التساؤلات تقفز بذهن كل مواطن من القاتل و لأي سبب ولما شح المعلومات القادرة على إفادة التحقيق و إماطة اللثام عن ما وقع ذات مساءا بمنزل احتمت به الفتاة من الغرباء لتطالها الأذية بعقر منزلها.