الفقر,البرد,قلة الحيلة فالموت هي المآسي التي عايشتها الضحية “منية" صاحبة 22 ربيعا والتي لم تر منهم سوى البؤس والشقاء لتكون نهايتها الموت حرقا ولم تكد تعرف من هذه الدنيا سوى اسطبل منزلها الهش وبقرة العائلة التي يقتاتون من حليبها لتجتمع الأحزان في منزل هذه العائلة الفقيرة التي تسكن بمنطقة عين الكرمة الحدودية قبل وبعد رحيل ابنتهم “منية" خاصة بعد متابعة والدة الضحية قضائيا بجناية القتل العمدي في حين توبعت أختاها بجنايتي عدم الابلاغ عن جريمة بعدما عثرتا على منية جثة متفحمة في مرحاض المنزل . كانت مهمة الهيئة القضائية لمحكمة الجنايات نهار أمس صعبة للغاية فالأم في قضية الحال هي المتهمة والضحية هي فلذة كبدها وأمام هذه الحادثة الغريبة التي هزت مشاعر الحاضرين بالجلسة استمع القضاة بإمعان لتصريحات المتهمة التي قالت بأن التهمة باطلة نافية اقدامها على حرق ابنتها التي تكن لها معزة خاصة علما أن المتهمة أم لسبع بنات ثلاث منهن توائم وولدان مضيفة أن الضحية لم تتعرض للضرب إلا أنها تعاني من اضرابات نفسية كما تخرج خلال الليل من المنزل عن طريق النافدة وقد أكدت أنها اكتشفت خبر حملها من خطيبها من قبل رجال الدرك الذين أرسلوا عينات من مسرح الجريمة الى المركز الوطني للأدلة الجنائية التابع للدرك حيث تم اثبات بأن وفاة الضحية التي لقيت مصرعها خلال شتاء السنة المنصرمة كان بسبب تعرضها الى الحرق الى غاية التفحم بواسطة المازوت خاصة أن هذه المعلومات تم تأكيدها من طرف الدرك من خلال الأدلة التي عثر عليها بمسرح الجريمة كالدلو ذي سعة خمس لترات وشعر الضحية المتفحم وبقع من الدم علما أن تقرير الطبيب الشرعي جاء فيه تعرض الضحية الى الضرب بعصا في عدة مناطق من جسدها ووجود نزيف داخلي على مستوى عنقها وتعرضها للحرق مما افضى الى وفاتها. من ناحية أخرى خالفت المتهمتان الأخريان وهما أختا الضحية تصريحاتهما التي جاءت بهما أمام مصالح الدرك و كذلك قاضي التحقيق الذي امتثلتا أمامه عقب شهر عن مرور الحادثة حيث أكدتا سابقا على تورط والدتهما في هذه الجريمة خاصة وأنها قد هددتهما بنيل ذات المصير في حال الافصاح عن الأمر وخلال جلسة نهار أمس أنكرتا هذه الأقوال مصرحتين أن الحادث قد يكون انتحار وأن والدتهما لم تقم بهذا الفعل علما أنهما كانتا غائبتين عن المنزل خلال أطوار الواقعة في حين أشار والد الضحية بأنه كان عند ابنته وهي توأم الضحية وقد أخطرته زوجته بأن ابنته قد تعرضت الى صعقة كهربائية ونقلت الى مستشفى بوحجار ليتفاجأ بخبر وفاتها بعد خمسة عشرة دقيقة من وصولها الى المستشفى . هذا وقد فصلت الهيئة القضائية في ملف هذه القضية بإدانة والدة الضحية بعشرين سنة سجنا نافدا عن جناية القتل مع تسليط عقوبة ستة أشهر حبس موقوفة النفاذ عن جناية عدم الابلاغ لأختي الضحية .