عادت قضية الطفلة «سحر» ذات التسع سنوات الى أروقة المحاكم نهار أمس وهي من تعرضت الى أقصى طرق التعذيب بشاعة من طرف والديها لتفقد الحياة بعد معاناة نفسية وجسدية آخذة معها الحقيقة حول هوية المعتدي عليها جنسيا وهو ماكان ينوي والداها الوصول له من خلال استنطاقها بطرق أفضت الى وفاتها. المتهمان وبعد مثولها نهار أمس أمام الهيئة القضائية لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة اعترافا بتهمة التعذيب فيما انكر والدها جرم الاعتداء على ابنته جنسيا وهي التهمة التي تثبت ضده بسبب عدم توافر أدلة جنائية حيث أدينا بذات الحكم الصادر ضدهما خلال سنة 2010 حيث قضت المحكمة بإدانة الأب بأربع سنوات سجنا نافدا فيما سلط القضاء على والدة الضحية عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا . تفاصيل الواقعة تعود الى شهر أفريل من سنة 2007 عندما تقدمت والدة الضحية الى مصلحة الأمن الحضري الرابع للإبلاغ عن تعرض ابنتها القاصرة «سحر» والبالغة من العمر عشر سنوات لاعتداء جنسي من قبل والدها بعدما رجعت الطفلة الصغيرة الى المنزل وأفصحت لامها عن طريقة الاعتداء التي كان يمارسها أبوها ضدها داخل المنزل وقد جاء في هذه الشكوى التي تم ايداعها أن ابنتها قد اخطرتها بقيام والدها بممارسة الجنس عليها خلال سنة 2006 وكذلك بتاريخ 23 أفريل من سنة 2007 بمطبخ المنزل وعند استماع المشكو منه نفى الأمر وعند عرض القاصرة على الطبيب الشرعي أكد تعرضها للضرب والاعتداء الجنسي وهو الأمر الذي اثبت من خلال الشهادات الطبية المرفقة . إلا أن الأوضاع قد تطورت الى الأسوأ حيث عذبت الصغيرة من طرف والديها بعدما ثارا غيضا من صمتها وعدم التصريح باسم المتهم الحقيقي ما جعلهما يستعملان شحنات كهربائية بإيصال التيار الكهربائي عن طريق سلك وذلك بعد تقييدها بكرسي خشبي بواسطة قطع من القماش مكررين العملية لعدة مرات متتالية على مستوى اصابع قدميها ليتعدى الأمر ذلك بضربها بواسطة عصا خشبية على مستوى ركبتيها من طرف والدتها في فترة غياب الأب عن المنزل ثم دفعتها الى أن سقطت على عتبة الباب مغمى عليها وعند رجوعه منتصف الليل وجد ابنته مرمية بفناء المنزل على «كرتونة» فاقدة للوعي حيث اكتفى بإفاقتها بقليل من العطر والبصل و قام بنقلها الى المستشفى في اليوم الموالي تاركا اياها تعاني الالم والوجع خلال ليلة كاملة وبعد أسبوع من الصراع مع الموت فقدت الطفلة الصغيرة حياتها دون أن تشفي غليل والديها بالكشف عن هوية المعتدي عليها جنسيا خاصة وأنها قد اتهمت والدها بالقيام بهذا الفعل أمام مصالح الأمن لتنفي تصريحاتها هذه ذاكرة أسماء أخرى وأمام هذا التناقض تنازلت الوالدة عن الشكوى التي رفعتها ضد زوجها . أما عن تقرير الطبيب الشرعي فيفيد بأن الوفاة كانت عنيفة وناتجة عن اصابة على مستوى الجمجمة نتيجة اصابة على مستوى الرأس وكسور على مستوى الضلوع ويفيد أيضا تقرير تشريح جثة الضحية بأنها تعرضت الى حروق وتعذيب أما عن التقرير الخاص بالاعتداء الجنسي فقد أتبث أن هنالك فعلا انسلاخ على مستوى منطقة «الشرج « للضحية ما يتبث حدوث اعتداء جنسي ضدها . وبعد انتهاء المداولات قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة بإدانة المتهمين بالأحكام السالفة الذكر عن جناية التعذيب والضرب والجرح العمدي المفضي الى الوفاة فيما برأت ساحة الجدة عن تهمة عدم الابلاغ .