لويزة ريشي انتشرت في الآونة الأخيرة وبصورة مذهلة ظاهرة المحلات المتخصصة في الأكلات السريعة أو ما يعرف ب»الفاست فود» و«الشاورما« وكل مشتقاتها المختلفة، حيث نلاحظ تزايد الإقبال على مثل هذه المحلات بصورة كبيرة من طرف المواطنين بصفة عامة وفئة الشباب بصفة خاصة، ونجد الفتيات في المرتبة الأولى وبالمقابل سجل تراجع في الإقبال على المطاعم الشعبية. هو انعكاس واضح لعصر السرعة والمأكولات السريعة لتتماشى مع هذا العصر، إضافة إلى انخفاض ثمنها مقارنة بثمن المأكولات المقدمة في المطاعم الشعبية وكذلك تغير نمط معيشة مجتمعنا بحكم خروج المرأة للعمل أين يتعذر عليها تحضير وجبات الطعام في المنزل نظرا لضيق الوقت. لكن الملاحظ أن طريقة تحضير هذه المأكولات والظروف التي تقدم فيها يكشف أن بعضها يهدد صحة المواطنين الذين يقبلون عليها بل وتغيرت عاداتهم وأصبحوا من المدمنين على هذا النوع من الأكلات، هذا بالرغم من تأكيد الاختصاصيين على أن مثل هذه الوجبات هي السبب الأول لمختلف أنواع السمنة والسرطانات من بينها (سرطان المعدة والقولون) خصوصا وأن هذا النشاط التجاري يرتبط ارتباطا وثيقا النظافة لكونه يتعلق بمادة استهلاكية سريعة التلف. إن الإقبال المتزايد على محلات الأكل السريع فتح المجال واسعا للعديد من المحلات لتغير نشاطها إلى هذا النشاط المربح بشكل كبير، لكن الملفت للانتباه أن أغلب المحلات تفتقد إلى شروط النظافة وقواعد الاستهلاك، وهذا حسب شهادة الزبائن الذين أكدوا لنا عدم احترام شروط النظافة سواء بالنسبة للمحل أو بالنسبة للعاملين الذين يرتدون ملابس عمل غير نظيفة واستعمالهم لمواد الطهي أكثر مما هو منصوص عليه كما هو الحال بالنسبة للزيت والمواد الأخرى دون أية مبالاة بصحة الزبون وهمهم الوحيد هو الربح السريع، إضافة إلى المعاملة السيئة لبعض العاملين اتجاه الزبائن حيث يجبرونهم على الإسراع في الأكل لترك المكان لمن ينتظر. لذا وجب دق ناقوس الخطر لتوعية المستهلك ووضع حد لتجاوزات أصحاب المحلات، وتبقى الصرامة في تطبيق القوانين من طرف أعوان الرقابة أكثر من مطلوبة خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف أين تزداد فيه المشاكل الصحية المتعلقة بالمواد الاستهلاكية والتسممات الغذائية.