لاحديث بين سكان المناطق المعزولة بعاصمة الكورنيش جيجل سوى عن الملف الصحي الذي أضحى أحد أكبر الملفات التي تلبد يوميات المواطن الجيجلي بالكثير من السحب القاتمة وتفرض على هذا الأخير مكابدة الكثير من الآلام والويلات من أجل الإستنفاع بخدمة طبية بسيطة من قبيل حقنة مهدئة أو فحص طبي خفيف .ولعل أهم ملف يوجد على مكتب مدير الصحة بعاصمة الكورنيش جيجل هذه الأيام هو ملف العيادات الجوارية التي تم انشاؤها على مستوى أكثر من منطقة وذلك بغرض تخفيف العبء الصحي على سكان هذه الأخيرة والسماح لهم بالإستفادة من مختلف الخدمات الطبية البسيطة دون التنقل على مسافات بعيدة كما يحدث حاليا بأغلب المناطق النائية التي يضطر سكانها الى قطع عشرات الكيلومترات من أجل الإستفادة من خدمات طبية بسيطة كالحقن وكذا الفحوص الطبية الخفيفة التي يتكفل بها أطباء عامّون .ورغم اعادة بعث الروح في العديد من العيادات الجوارية التي تحولت الى أطلال خلال العشرية السوداء بل أن بعضها تحول الى مقرات لعناصر الجيش والحرس البلدي وذلك من خلال بناء عيادات جديدة أو ترميم تلك المتداعية إلا أن أمل سكان المناطق المعزولة في الإستفادة من هذه العيادات سرعان ماتبخر في لمح البصر بفعل المصالح المعنية وفي مقدمتها مديرية الصحة في اعادة فتح هذه العيادات رغم الوعود المتكررة للمسؤولين وفي مقدمتهم والي الولاية الذي وعد سكان المناطق التي زارها مع نهاية العام الماضي وبداية السنة الجارية و بايلاء هذا الملف العناية المطلوبة وذلك بحضور مدير الصحة بيد أن هذه الوعود ظلت ونحن على أبواب سنة ميلادية جديدة مجرد حبر على ورق ، والأخطر في هذا الملف أن عشرات العيادات التي أعيد ترميمها وتجهيزها بعتاد طبي متطور أضحت فريسة للإهمال المبرمج مما جعل عشرات الملايير التي كلفتها هذه التجهيزات في مهب الريح بعدما أتى عليها الصدأ وحولها الى أدوات مهترئة ليبقى المواطن الجيجلي هو وحده من يدفع ثمن هذا الإهمال الذي لايمكن تبريره بحال رغم تحجج المصالح المعنية برفض الأطباء والممرضين العمل بالمناطق المعزولة وعجزها عن ايجاد مؤطرين أكفاء لهذه العيادات التي تحولت الى ملاذ آمن للمنحرفين والحيوانات البرية.