تواصل معاناة سكان قرية السبت التابعة لبلدية "الشقفة" بولاية جيجل، مع الحقن وكذا الفحوص الطبية الخفيفة وذلك حسبهم بسبب إحجام الجهات الوصية، عن إعادة فتح قاعة العلاج الوحيدة المتواجدة بالمنطقة، والتي أوصدت أبوابها منذ أكثر من سنتين بسبب الحالة المزرية التي بلغتها . في سياق موازي وبالرغم من أن القرية السالفة الذكر قد استفادت من مشروع قاعة جديدة للعلاج، إلا أن هذا الأخير لم يرى النور وبقى حبيس الأدراج، وهو ما دفع بسكان القرية المذكورة أعلاه ومعهم سكان بقية القرى المجاورة، الذين اعتادوا على الاستفادة من قاعة العلاج المغلقة، إلى قطع عشرات الكيلومترات من أجل الحصول على الفحوصات الطبية حتى وإن كانت بسيطة وحتى الحقن، وذلك على مستوى عيادتي "الشقفة" و"الطاهير" بكل ما ترتب عن هذا الوضع من تذمر لدى هؤلاء السكان الذي توجهوا في العديد من المرات بنداءات للسلطات الوصية، بغرض أخذ مشكلتهم بعين الاعتبار وذلك من خلال ترميم قاعة العلاج القديمة أو الإسراع في بناء القاعة الجديدة، التي كان من المفروض أن لا تستغرق أشغال إنجازها أكثر من ستة أشهر . هذا وتبقى معاناة سكان قرية "السبت" مع قاعة العلاج المغلقة، واحدة من عشرات الحالات المشابهة على مستوى مختلف المناطق النائية بولاية "الكورنيش"، بدليل الأرقام التي كشفت عنها بعض الأطراف المهتمة بالشأن الصحي بالولاية، والتي أكدت وجود ما يقارب 100 قاعة علاج في نفس وضعية القاعة الواقعة بقرية "السبت"، وذلك بعد أن تم تخريبها خلال العشرية السوداء وتحويل بعضها إلى مقرات لأجهزة أخرى، إضافة إلى تلك التي لم تفتح أبوابها بعد بسبب قلة المناصب المالية الممنوحة من جهة، وإحجام العديد من الممرضين على الذهاب والعمل في المناطق الجبلية النائية من جهة أخرى، في ظل عدم توفر الضروريات العيش الكريم على غرار المحلات التجارية، دور الشباب، قاعات الترفيه واللعب وغاز المدينة ...وغيرها من ضروريات الحياة، حيث ترتب عن هذا الوضع معاناة لسكان هذه المناطق الذين وجدوا أنفسهم على حد تعبيرهم محرومين من أبسط حقوقهم الدستورية وهو الحق في العلاج.