تشهد ولاية عنابة في كل سنة ومع اقتراب فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، انتشارا كبيرا للحشرات الضارة وعلى رأسها الناموس، الذي أصبح يؤرق العائلات العنابية بل وأكرههم في موسم الاصطياف. وارتبط موسم الحر في أذهان الكثير من العنّابيين بالناموس، الذي لم تفلح حملات الإبادة التي تشنها مصالح البلدية بين الفينة والأخرى في القضاء عليه، وهو ما يرجحه البعض إلى اكتساب هذه الحشرة مناعة ضد المبيدات التي تستعملها البلدية على مدار السنين الماضية، حيث أن نوعية هذه المبيدات لم تتغيّر أو تطوّر خصوصا وأنه يوجد مزود واحد للبلديات بهذه المواد وبالتالي فإن غياب المنافسة في هذا المجال قتلت روح الابتكار. فيما يؤكد آخرون ان محاربة الناموس تتطلب التركيز على فترات الاباضة لمنع التكاثر من جهة، والتحسيس بأهمية النظافة من جهة أخرى. بالإضافة الى أن انتشار القمامة يعتبر المغذي الرئيسي لهاته الحشرات والتي لم تعد حكرا على فصل الصيف فقط وانما اصبح تكاثرها حتى في الشتاء يثير العديد من التساؤلات.كما أن عمليات رش البرك المائية وأقبية العمارات في مختلف البلديات بالمبيدات، قبيل موسم الاصطياف، لعدة مرات لم يأت بثماره، وهو ما حدث على سبيل المثال لا الحصر في بلدية البوني حيث أطلقت مديرية البيئة قبيل موسم انطلاق موسم الاصطياف برنامجها الخاص بالقضاء على الحشرات الضارة، حيث شملت هذه العملية الأحياء وأقبية العمارات بالبوني مركز، سيدي سالم وحي بوخضرة، إلا أن الناموس بهذه المناطق ما يزال متواجدا بكثرة. وأصبحت بعض المناطق في المدن العنابية يرتبط اسمها بالناموس على غرار السهل الغربي لمدينة عنابة، الذي أصبح يضرب به المثل في جوهرة الشرق بمدى تواجد الحشرات الضارة به والأحجام التي وصلت إليها، ولعل السبب وراء انتشارها به يعود إلى الوادي الذي يقطعه والذي تصب فيه مياه الصرف الصحي. وما زاد الطين بلة ان المواطن لم يعد يجد حلا ملائما للقضاء على الناموس بعد أن أثيرت العديد من علامات الاستفهام على المبيدات المنزلية القاتلة للحشرات وحتى الكريات والقارورات الباعثة للروائح القاتلة للحشرات والتي يرى الكثيرون أن أضرارها اصبحت وخيمة على الانسان خاصة على الجهاز التنفسي.