تسبب الارتفاع الكبير لنسبة الاستهلاك بين المواطنين في شهر رمضان المبارك إلى زيادة حجم أكوام القمامة والتي أصبحت من أهم ديكورات شوارع بلديات ولاية عنابة، خصوصا وأن الإمكانيات القليلة التي تتوفر عليها هذه الأخيرة لا تمكنها من رفع الكميات الكبيرة من القمامة. وتشتكي مصالح النظافة ببلديات عنابة من التصرفات غير الحضارية للمواطنين والتي تزيد عليهم العبء أثناء رفع القمامة، وهذه التصرفات تتمثل أساسا في عدم احترام المواطنين لمواقيت رمي القمامة المحددة من طرف البلديات، ولا للأماكن المخصصة لرميها. فالمتجول في بلديتي عنابة والبوني؛ على سبيل المثال لا الحصر، يلاحظ التراكم الكبير لأكياس القمامة رغم المجهودات التي تقوم بها مصالح النظافة، حيث وبمجرد رفع هذه الأخيرة لأكوام القمامة حتى تمتلئ مرة أخرى بها. وتعاني أغلب بلديات عنابة من ارتفاع ديونها مع المفرغة العمومية ب «البركة الزرقة»، وخصوصا بلدية عنابة التي ترفع منها أكبر نسبة من القمامة نظرا لكونها الأولى من حيث الكثافة السكانية ما بين باقي البلديات. وفي استطلاع للرأي قامت به «آخر ساعة» حول كثرة النفايات في رمضان، أعرب جل من شملهم الاستطلاع عن رفضهم للمظاهر التي تشوه صورة المدن في رمضان والتي ربطوها بالتبذير، موجهين أصابع الاتهام إلى سلوكات المواطنين، ولكن في الوقت نفسه وجه بعض اللوم لرافعي القمامة حيث قالوا بأنهم عند قدومهم بالشاحنات لا يقومون برفع كل القمامة كما يتركون الكثير منها مرميا على الأرض. وربط أحد المسؤولين بمديرية البيئة والمحيط لولاية عنابة بين المواطنين والانتشار الكبير للنفايات في المدينة من خلال رميهم العشوائي لها دون شعور بالمسؤولية تجاه حييهم ومدينتهم، كما ربط حمل التجار الشرعيين والفوضويين المسؤولية أيضا. جدير بالذكر أن محمد الطاهر بولنوار الناطق باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين كشف خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا بولاية عنابة بان العنابيين يستهلكون حوالي 50 مليون خبزة خلال شهر رمضان المعظم 4 ملايين منها ترمى في القمامة، فيما يستهلكون حوالي 30 ألف طن من الخضر، أزيد من ألف طن منها ترمى أيضا، أما الحليب فيستهلكون منه 120 مليون لتر يبذر «المواطن العنابي» منها ما يتراوح بين 10 إلى 20 مليون لترا.