خسائر بالجملة بالمنطقة الصناعية و تضرر عشرات السيارات المياه تجرف المليارات في سكيكدة خلفت الأمطار التي تهاطلت بداية هذا الأسبوع خسائر مادية كبيرة في ولايات الشرق الجزائري لم يكن يتوقعها أكبر المتشائمين لتفضح مرة آخرى سياسة “الترقيع” في البلديات حيث كبدت زخات الأمطار ولايات سكيكدة،خنشلة،قسنطينة وميلة خسائر كبيرة في المناطق الصناعية والمحاصيل الزراعية وتسببت في تحطم العديد من السيارات وشردت العديد من العائلات وقطعت الطرق والجسور كما تسبب في انقطاع الكهرباء في العديد من المناطق تساقطت ليلة السبت إلى الأحد أمطار غزيرة على مختلف مناطق ولاية سكيكدة سبقتها كمية كبيرة من حبات البرد التي وصل حجمها بعاصمة الولاية إلى حجم بيضة دجاج ، ما تسبب في تحطم زجاج عشرات السيارات و الشاحنات التي أوقفها أصحابها بالخارج ، ما خلق طوابير صبيحة اليوم الموالي أمام محلات تركيب زجاجات السيارات ، و تسببت الأمطار الغزيرة في خسائر مادية كبيرة للشركات و المخازن الموجودة بالمنطقة الصناعية الصغرى بفالي ، حيث تدفقت لها المياه من الوادي القريب ، لتتلف كميات معتبرة من المواد الغذائية و المعدات و التجهيزات ، كما ذكرت تقارير انجراف جسر في طور الانجاز بمنطقة القرية بواد القصب بفعل المياه القوية ، كذلك حدث للأشغال المنجزة على مستوى الطريق السياحي المزدوج بجان دارك. و ظلت أصوات أبواق سيارات الحماية المدنية تسمع طيلة الليل و اليوم الموالي ، حيث سارع الأعوان إلى تلبية نداء سكان الأكواخ الذين غطتهم المياه و أجبرتهم على الخروج للشارع بدلا من الموت تحت القصدير الذي اقتلعت الرياح القوية جزءا كبيرا منه ، كما عملوا على امتصاص المياه من داخل المنازل و الهياكل العمومية ، والسكنات القديمة بوسط مدينة سكيكدة الذين سهروا يشاهدون تفتت أجزاء من السكنات و تخلخل العمارات بفعل حبات البرد. و بالنسبة لعاصمة الولاية فقد غطت الأوحال الشارع الرئيسي الممتد من ليزاركاد لغاية حي ممرات 20أوت بشكل اثار الاستغراب حيث لم يسبق و أن شوهد منظر الوحل بقلب مدينة سوى سكيكدة ، كما تساقطت الأشجار و اتلفت الرياح بعض اللوحات الاشهارية و الأعلام الوطنية ، و غرقت معظم أحيائها السكنية في بحيرات صغيرة خاصة حي مرج الذيب الذي قام بعض الشباب بالتنقل به بواسطة قوارب صغيرة ، و أيضا اقتحمت المياه مؤسسات تربوية و معاهد للتكوين المهني ، أما الحي الاداري الجديد بالسيسال المحتضن لمقرات عمومية حديثة الانجاز كمديرية التربية ، مديرية الشؤون الدينية و ادارة التخطيط فقد غطت الأوحال الشوارع الرئيسية و أجبر المواطنون على تغطية أنفسهم بأكياس بلاستيكية عند الخروج من المنزل ، أو الاستعانة بالأحذية المطاطية ، وظهرت الشوارع أمام الادارات العمومية السالفة الذكر قاتمة و غريبة عن الوجه المألوف و كأنها تحولت فجأة لإحدى المداشر أو القرى الريفية. حال عاصمة الولاية لم يتغير عن الشتاء السابق و كل الشتاءات ، حيث يتكرر الديكور ما يدل على أن السلطات لم تتخذ اجراءات مناسبة للحيلولة دون عودة نفس السيناريو و اجبار السكان على البقاء لساعات في انتظار انخفاض منسوب المياه عند مداخل أو مخارج العمارات للدخول أو الخروج منها ، و رغم أن سكيكدة مهددة بالفيضان و أجريت دراسة خاصة متعلقة بالموضوع لكنها وضعت بالأرشيف ، لتتحول سكيكدة عند كل موسم مطر لدشرة لم تصلها الحضارة بعد ، عكس باقي البلديات التي لم تكن بمثل هذا السوء باستثناء بلدية الحدائق التي غمرت المياه مقر دائرتها الواقع على الشارع الرئيسي و كاد مدخل مدينة سكيكدة أن يغلق لو استمر سقوط الأمطار . حياة بودينار