وفاة امرأة، انهيارات وهلاك عشرات رؤوس المواشي في أمطار طوفانية تسببت الأمطار الطوفانية الغزيرة التي تهاطلت خلال ال 48 ساعة الماضية في وفاة امرأة و في انهيار الكثير من البيوت إلى جانب هلاك عشرات رؤوس المواشي وتضرر بعض الممتلكات جراء الفيضانات والعواصف الرعدية إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الحركة على مستوى محاور هامة من الطرقات فضلا عن تعرض القطاع الفلاحي بالعديد من الولايات لاسيما في شرق وجنوب شرق الوطن وفي بعض المناطق الوسطى. ففي ولاية بسكرة لقيت امرأة أمس حتفها بقرية البغلية التابعة لإقليم بلدية مزيرعة إثر انهيار أحد جدران مسكنها فوقها بسبب تشبعه بمياه الأمطار الغزيرة التي أدت من جهة أخرى إلى انهيارات جزئية وإلحاق أضرار متفاوتة الخطورة بالعديد من البيوت لاسيما الهشة منها بمدينة زريبة الوادي .كما تسببت العاصفة الهوجاء التي ضربت المنطقة قبل هطول الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي في العديد من بلديات سيدي عقبة ومشونش، إثر سقوط ما لا يقل عن 20 عمود كهربائي إلى جانب انقطاع مياه الشرب. كما تحطمت الكثير من الممتلكات وواجهات المحلات التجارية إلى ما أدى إلى إحداث شلل شبه تام في مدن المنطقة، فيما تعطلت الحركة في الكثير من الطرق والشوارع التي تحولت إلى سيول جارفة بعد انسداد البالوعات والمجاري بفعل تراكم الأوحال والطمي ما أثار تذمر المواطنين الذين استحال على عدد كبير منهم التنقل إلى مواقع عملهم.و في ظل هذا الوضع قضت الكثير من العائلات ليلة الاثنين إلى الثلاثاء عبر البلديات المتضررة وسط حالة من الهلع والخوف بعد تسرب كميات كبيرة من مياه الأمطار من أسقف بيوتها إلى الداخل وعجز الطرق التقليدية المستعملة في صدها أو وضع حد لها.ومست التأثيرات السلبية لهذه الاضطرابات الجوية القطاع الفلاحي حيث أتلفت مئات البيوت البلاستيكية ومساحات واسعة من المزروعات والمنتوجات الموسمية فضلا عن العزلة التي فرضها هذا الوضع على سكان التجمعات الفلاحية.نفس الوضع شهدته بعض المناطق من ولاية الوادي لاسيما في الحمادين والبعاج والمغير والدقلية والطالب العربي والحمراية وأم الطيور أين تسببت الرياح القوية والأمطار الغزيرة في سقوط الكثير من أعمدة الكهرباء ذات الضغط العالي والمتوسط ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في نفس الوقت الذي تسببت فيه الفيضانات في غلق الكثير من الطرقات وأجبرت عشرات العائلات القاطنة في البيوت الهشة على مغادرة بيوتها واللجوء إلى بيوت الجيران خوفا من انهيار أسقف وجدران منازلها فوق رؤوسها.كما غرقت بعض مدن ولاية قالمة أيضا في ظلام دامس لذات الوضع وتحولت محاور هامة من الطرقات إلى أشبه ما تكون بمجمعات مائية ما أدى إلى محاصرة الكثير من السائقين الذين تعطلت محركات سياراتهم بسبب ارتفاع منسوب المياه المتجمعة.أما سائقون آخرون فاضطروا للاحتماء بسياراتهم بالأشجار خوفا من تحطم زجاج سياراتهم إثر سقوط مكثف لحبات البرد ببعض مناطق الولاية.أما في ولاية الطارف أين حاصرت الفيضانات العديد من الأحياء فضلا عن تسجيل تسربات إلى العديد من المنازل فقد تسبب تساقط حبات البرد بحجم الحجارة في تكسير زجاج العديد من المساكن والسيارات، إضافة إلى تعرض 5 عائلات للنكبة بأحياء قصديرية.وكانت باتنة أيضا من بين الولايات المتضررة من الأمطار الطوفانية المصحوبة بعواصف رعدية التي تسببت في إتلاف مساحات شاسعة للمزروعات والمحاصيل المختلفة وبساتين الأشجار المثمرة إضافة إلى هلاك عشرات رؤوس المواشي وخاصة في بلديات المنطقة الغربية مثل مروانة، سريانة وزانة البيضاء وكذلك ببلديات جنوب غرب الولاية كعين التوتة. وفي سطيف غمرت مياه الأمطار عددا غير قليل من البيوت والمحلات التجارية متسببة في خسائر كبيرة لاسيما في بلدية عموشة وعين الروى والأوريسيا وعاصمة الولاية إلى جانب تعرض بيوتا هشة لأضرار متفاوتة فضلا عن الخسائر التي لحقت بالمحاصيل الزراعية.ولم يكن سكان مدينة القل أكثر حظا حيث كانت ساعة من الأمطار المتهاطلة بغزارة أمس كافية لأن تتحول شوارع المدينة إلى أودية وشعاب حظرت على السكان الخروج من بيوتهم أو مغادرة المواقع التي كانوا بها في نفس الوقت الذي ظهرت فيه تشققات عميقة على مستوى شارع بوقندورة تنذر بالخطر ما أثار استياء ومخاوف السكان من تداعيات هذه التشققات.من جهتهم، عانى سكان مدينة جيجل وضعا لا يحسدون عليه بسبب عجز قنوات الصرف عن استيعاب الكميات الكبيرة من مياه السيول التي اختلطت مع مياه الصرف وأغرقت الكثير من الشوارع وطرق المدينة في قذارة لا توصف وازداد الأمر سوء عندما تسربت هذه المياه القذرة إلى الكثير من المحلات والبيوت فيما أجبرت حافلات النقل على تغيير مساراتها.ونظرا لجسامة بعض الأضرار التي سببتها الفيضانات في برج بوعريريج التي أغرقت العديد من الشوارع والأحياء في عاصمة الولاية كما في بلدية العش أين خرج مواطنون من حي 45 مسكن للاحتجاج أمام مقر البلدية بسبب تكرر سيناريو تسربات مياه الأمطار كل مرة إلى البيوت بعد أن فقدت شبكة الصرف فعاليتها لقدمها وصغر قطرها الذي لم يعد قادرا على استيعاب الكميات الكبيرة لمياه السيول الجارفة وطالبوا بإيجاد حلول لتهديد الفيضانات لسكناتهم.وفي البرج أيضا توقفت حركة السير على الطريق الوطني رقم 45 الرابط بين ولايتي المسيلة و البرج لمدة تزيد عن الساعتين بسبب تراكم الأوحال، فضلا عن توقف رحلة المسافرين على متن القطار في منطقة الزرازريةتعلى الخط الرابط بين ولايتي المسيلة و البرج خوفا من وقوع انزلاقات بمنطقة غفستان. أما في ولاية البويرة التي شملت الأمطارتبها الجهة الجنوبية - الشرقية فقد تسببت الفيضانات في قطع مؤقت ولعدة ساعات الطريق الوطني رقم 5 وعديد من الطرق الولائية الأخرى إلى جانب تسرب المياه للعديد من البيوت والمنشآت وإتلاف عتاد في قاعدة للحياة خاصة بشركة كوسيدار في منطقة العجيبة .وإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها القطاع الفلاحي بسبب فيضان وادي زيان الذي أتى على مساحات واسعة من الحقول والبساتين فقد جرفت السيول 6 سيارات كانت خالية من أصحابها ببرج اخريص أين سجل انهيار جسر قديم. وبمنطقة حمام اكسانة ببلدية الهاشمية تم ترحيل وإعادة إسكان عائلتين بعد تعرض منازلها إلى أضرار كما أحصيت 10 مساكن أخرى بذات الموقع التي تعرضت إلى تسربات الأمطار.