لم تمر ال 48 ساعة الماضية دون أن تخلّف العواصف الرعدية التي ضربت عددا من الولايات الشرقية، وقاطني البيوت الهشة، بل كانت واحدة من الليال الطوال التي مرت على عشرات العائلات، سجل فيها سقوط قتلا وجرحى، كما لم تسلم الحيوانات أيضا من الكارثة، حيث أحصى موّالون نفوق المئات من رؤوس الماشية، بينما شكلت خلايا أزمة لمتابعة وإجلاء المنكوبين . قتيل وانهيار سكنات.. ومواطنون يقطعون الطريق في تبسة خلّفت، مساء أول أمس، الأمطار الطوفانية، التي تساقطت على بلدية مرسط بتبسة، حدود الساعة الخامسة، في مصرع كهل بعد أن انهار سكنه العائلي وجرفته المياه الطوفانية، التي غمرت العشرات من البنايات الهشة، وأدت إلى فرار أصحابها نحو مساكن الأهالي تقع بمناطق عالية نسبيا عن السيول، كما أدت حبات البرد إلى تسجيل خسائر مادية معتبرة، إثر تحطم أسقف البنايات المغطاة بالترنيت والقرميد، ما دفع بمئات السكان إلى الخروج في مسيرة حاشدة وسط الأوحال، تم من خلالها قطع الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي تبسة وعنابة، مطالبين بتدخل السلطات المحلية ومنها والي الولاية لتشكيل خلية أزمة، ومتابعة الوضع عن كثب، خاصة في ظل العجز المسجل من طرف السلطات البلدية، والتي رغم تدخلها إلا أن تفعيل أدائها ميدانيا يبقى جد ضعيف، حسب تصريحات السكان ل«النهار». أزيد من 20 مسكنا تحاصرها السيول في خنشلة اضطرت، عشية أول أمس، 10 عائلات في حي موسى رداح وسط خنشلة، إلى إخلاء مساكنها والفرار للنجاة بأرواحهم وبما خف وزنه إلى العراء بعد أن اقتحمت سيول الأمطار الطوفانية المصحوبة بحبات البرد والرياح الهوجاء التي ضربت الولاية، تاركين وراءهم أملاكهم من الأثاث والتجهيزات المنزلية والمؤونة تحت رحمة أطنان الأوحال، بعد أن يئسوا من تدخل السلطات المحلية ووحدات الحماية المدنية التي تشكو من قلة الإمكانات والوسائل الضرورية لمواجهة الكوارث الطبيعية.المواطنون الذين عبروا عن تذمرهم الشديد واستيائهم العميق إزاء ما وصفوه بسياسة الترقيع والوعود السرابية التي ظلت تطلقها السلطات المحلية والمسؤولين المتعاقبين على الولاية منذ أزيد من 40 سنة، تجمعوا وسط شوارع الحي العليا، مناشدين السلطات في البلاد التدخل العاجل لوضع حد لمأساتهم، وإيجاد حل لمعضلتهم، بعد أن أصبحت الحياة داخل مساكنهم المهترئة على طول الوادي الذي يقطع الحي مهددة بالخطر في أية لحظة، ولم يعودوا يثقون في تطمينات المسؤولين الذين - حسبهم - تقاعسوا عن أداء واجبهم إزاءهم، وأحجموا عن مجرد الاطلاع على الوضعية الكارثية التي يعيشون في ظلها مع هطول الأمطار الغزيرة في كل مرة. .. وسكان 3 أحياء يغلقون الطريق نحو ولايات أم البواقيوباتنة في خنشلة أقدم، عشية أول أمس، سكان أحياء النسيم وعين الكرمة وطريق عين البيضاء عقب الأمطار الطوفانية المصحوبة بحبات البرد والرياح الهوجاء، التي ضربت المناطق الغربية والشمالية لولاية خنشلة على التجمهر والتظاهر، قبل أن يعمدوا إلى قطع الطريق الوطني عند المخرج الغربي لمقر عاصمة الولاية خنشلة نحو ولايتي أم البواقيوباتنة والمخرج الشمالي نحو عين البيضاء، أين وضعوا المتاريس والحجارة وجذوع الأشجار لأزيد من ساعتين، متسببين في شلل تام في حركة المرور نحو جميع الاتجاهات احتجاجا على تقاعس السلطات المحلية المعنية في أداء واجبها نحوهم، أمام ما وصفوه بالكارثة الطبيعية التي ألمت بهم جراء اندفاع سيول الأمطار إلى داخل مساكنهم القصديرية والطوبية، وتكبدهم خسائر فادحة في الأثاث والتجهيزات رغم النداءات والتوسلات التي أطلقوها لنجدتهم.سكان هذه الأحياء المتضررة من الفيضانات، أكدوا أن مشكلتهم ظلت عالقة طيلة 40 سنة، وهم ينتظرون الحلول وتنفيذ وعود السلطات المحلية السرابية دون نتيجة، واليوم وقد أصبحت مياه الأمطار وسيول الفيضانات تهدد حياتهم داخل مساكنهم المهترئة، وهم في كل مرة مجبرون على تصعيد احتجاجاتهم والقيام بأي شيء في سبيل الضغط على السلطات المحلية لتسوية وضعيتهم والقيام بواجباتهم إزاءهم. قتيلان و15 مفقودا ونفوق أزيد من 700 رأس من الماشية تسببت الأمطار الطوفانية المصحوبة بحبات البرد ورياح عاتية على مستوى العديد من بلديات ولاية خنشلة الشمالية والغربية، عشية أول أمس، في خسائر مادية كارثية ووفاة طفلين جرفتهما مياه السيول، وفقدان أزيد من 10 أشخاص في بلدية تاوزيانت ونفوق ما لا يقل عن 700 رأس من الماشية والأبقار في كل من بلديات قايس وتاوزيانت وتازقاغت والرميلة ومتوسة وبوحمامة وشلية ويابوس، إلى جانب قطع العديد من الطرق الولائية والبلدية وعزل سكان القرى والمشاتي في عرض مزارع متوسة وتاوزيانت. الأمطار الطوفانية، تسببت أيضا في محاصرة قرابة 40 عائلة داخل بيوتهم في العديد من البلديات، فضلا عن مقر عاصمة الولاية خنشلة داخل وحول الأحياء الشعبية كمريطو وحي النسيم وحي موسى رداح وطريق عين البيضاء وعين الكرمة، كما تسببت الأمطار الغزيرة وحبات البرد في اقتلاع أسقف العشرات من المنازل في تلك البلديات الأشد ضررا، إلى جانب الخسائر الفادحة في المحاصيل الزراعية من الخضر والفواكه، أين غمرت مياه السيول أزيد من 1000 هكتار من مزارع الخضر والأشجار المثمرة التي أتلف تماما بسبب موجة البرد والرياح الهوجاء في امتوسة ودائرة بوحمامة وتاوزيانت.وفي سياق متصل، فقد تسببت الأمطار الطوفانية في خسائر جمة في التجهيزات والعتاد بمصنع النسيج في طريق باتنة بالمنطقة الصناعية في خنشلة، إلى جانب إتلاف معظم أجهزة ومكاتب وملفات وأدوية داخل مقر مصلحة حماية الأمومة والطفولة بعيادة سوناتيبا وسط خنشلة، فيما تم إجلاء وإنقاذ العشرات من المسافرين الذين نجوا بأعجوبة، بعد أن جرفت السيول سياراتهم لاسيما على الطريق الوطني بين خنشلةوأم البواقي، في الوقت الذي يشكو فيه السكان في مختلف تلك البلديات التي أصبحت في حكم المنكوبة تماما، كما هو الشأن في بلدية تاوزيانت وامتوسة من تماطل السلطات المحلية وتجاهلها كليا للكارثة التي حلت بهم، فضلا عن الصعوبة الكبيرة التي وجدتها مصالح الحماية المدنية في التنقل نحو المناطق المعزولة في البلديات المتضررة. غرق طفلة ومئات المنازل تغمرها السيول في أم البواقي شهدت، ليلة أول أمس، ولاية أم البواقي أمطار طوفانية مصحوبة بحبات البرد تساقطت بحجم كبير وكثيف في بلديات أولاد زواي، أولاد حملة واد نينيمسكيانة، بريش، عين البيضاء، سوق نعمان، عين امليلة وعين كرشة، حيث تسبب في فيضان الأودية والسدود وغلق الطرق الوطنية على غرار الطريق الوطني رقم 10، 32 و80، كما أدى لحدوث خسائر معتبرة في محاصيل الخضر وجرف المواشي خاصة الأبقار في واد نيني دائرة فكرينة، وتدخلت مصالح الحماية المدنية بهذه المناطق لإنقاذ المواطنين الذين خرجوا من منازلهم، بعد أن غمرتها مياه السيول، إذ أحصت ذات المصالح مئات المنازل وعشرات الأحياء المتضررة وبعض المؤسسات العمومية وحتى الأمنية، كما تم إنقاذ عشرات المركبات التي أوشكت السيول على جرفها، كما قام العشرات من المتضررين بغلق الطريق الوطني رقم 10 في في وجه حركة المرور، صبيحة أمس، مطالبين السلطات بتدخل بتهديم الحي ومنحهم عقود سكناتهم، كما تسبب فيضان سد الكدية ببلدية أولاد حملة، في جرف طفلة تدعى «ع.م» تبلغ من العمر7سنوات، والتي توفيت غرقا بعد أن تم انتشالها من بركة مائية بمشتة كدية الصيد، فيما نجت شقيقتها. جريحان في انهيار منزل بعين بوزيان بسكيكدة دفعت، الأضرار الأخيرة، التي تسببت فيها سيول الأمطار التي تساقطت على ولاية سكيكدة، سكان قرية السعيد بوصبع ببلدية الحروش بولاية سكيكدة، إلى قطع الطريق الولائي رقم 33 الذي يربط بلديات الحروش، زردازة أولاد أحبابة وامجازالدشيش، باستعمال الحجارة والمتاريس في ساعة متأخرة من مساء السبت، و حسبما قاله السكان ل«النهار»، إن الأمطار حاصرت العشرات من العائلات بالمنازل وتعذر عليهم الخروج، كما ألحقت أضرارا كبيرة بالطرقات التي أصبحت في وضعية كارثية وغير صالحة للسير تماما، بفعل انجراف التربة والمياه والأوحال التي باتت السمة الغالبة بطرقات القرية التي هي عبارة عن مسالك ترابية لم تخضع إلى أية عمليات تهيئة، وكان أكثر الأحياء السكنية تضررا في المنطقة هو الحي المعروف ب«لاكابير»، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى الحقبة الاستعماري، مشيرين في هذا الخصوص ب«البريكولاج» الذي صاحب إنجاز مشروع قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى منطقة «طبة الزاوش» ومدخل القرية التي توقفت به الحركة بسبب السيول التي غمرت الطريق إلى جانب ذلك ألحقت الأمطار أضرارا متفاوتة بالمدرسة الابتدائية «الإخوة بوعنينبة»، التي امتلأت ساحتها بالأوحال والطين، وتنقلت مصالح الحماية المدنية إلى الجهة، وكذا أعضاء من المجلس البلدي لبلدية الحروش للوقوف على حجم الخسائر التي خلفتها تلك الأمطار، وبلدية عين بوزيان جنوبي الولاية تسبب الأمطار الغزيرة في انهيار وإصابة شخصين تم نقلهما إلى المستشفى بعد أن وصل منسوب المياه في المنزل إلى حولي متر ونصف حسب صاحبه. مقتل طفلة وسقوط جرحى.. وخسائر بالملايير في أمطار طوفانية بباتنة سجلت، أمس الأول، مصالح الحماية المدنية، وفاة طفلة تدعى «ل.ب» 4 سنوات، بعد أن جرف وادي شروف ببلدية فم الطوب السيارة التي كانت على متنها رفقة عائلتها من نوع «بيجو 207»، كما جرف الوادي سيارة أخرى من نوع «بيجو 504» ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا بسببها إلى مصحة تيمڤاد، وكانت الأمطار الطوفانية المصحوبة بالبرد التي اجتاحت عدة بلديات من ولاية باتنة قد تسببت في خسائر بالملايير في صفوف الفلاحين الذين أتلفت بساتين مختلف أشجارهم المثمرة كالتين والرمان والتفاح، ومساحات واسعة من الخضروات الموسمية كالطماطم والفلفل، على غرار ما حدث في قرى بلدية شير خاصة منها نوادر وثنية المطحنة وآخريب التي جرفت فيها مقبرة بأكملها وفج القاضي، إضافة إلى بلديات فم الطوب ومنطقتي تيلاطو الدشرة ولقريدات وغافرو التابعة لبلدية تيلاطو، وعين ياقوت وثنية العابد وأولاد فاضل وتاكسلانت وأولاد سي سليمان وغيرها، وكانت الأودية المتدفقة في هذه البلديات قد تسببت في جرف عدد كبير من الجسور، وإتلاف عشرات الكيلومترات من شبكات الطرقات خاصة منها الريفية، بسبب ما سماه المواطنون الغاضبون، الذين احتج منهم الكثير يوم أمس، بسياسة البريكولاج المتبعة في أشغال الإنجاز من طرف المقاولين وبتواطؤ من المهندسين المشرفين على المتابعة، وكان البرد قد تسبب في كسر زجاج عشرات السيارات وإتلاف قرميد عشرات المساكن كما حدث في حي 30 مسكنا ببلدية تاكسلانت، وحتى الثروة الحويانية مسها الضرر بتسجيل نفوق عشرات الأغنام والماعز وعدد من رؤوس البقر. الأمطار تعزل المشيرة شلغوم العيد والعثمانية في ميلة شهدت، أمس، عدة بلديات بولاية شلغوم العيد تساقطا كبيرا للأمطار، مصحوبا بحبات البرد، أدخلتها في عزلة تامة، بعد أن قطعت السيول الجارفة عدة طرق، بفعل تكدس حبات البرد، وارتفاع منسوب المياه، في حين عاشت عشرات العائلات ليلة رعب حقيقية، بعد أن غمرت مياه الأمطار منازلها، وفي هذا الشأن سجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات من أجل معاينة منازل، رفع سكانها نداءات استغاثة، حيث سجل إحصاء 8 منازل في حالة هشة حرر في شأنها أعوان الحماية المدنية محاضر بشأن خطورتها على قاطنيها. مصرع فتاة ب«الخلعة» من حبات البرد المتساقطة بالمريج في تبسة توفيت، أول أمس، فتاة تبلغ من العمر 22 سنة، تدعى «ع.ب»، تقيم وسط بلدية المريج الحدودية، 50 كلم شمال عاصمة الولاية تبسة، متأثرة بصدمة قوية جراء تهاطل غزير للأمطار وحبات البرد على المنطقة، حيث تفاجأ الجميع بكمية التساقط التي لم تتوقف إلا بعد إحداثها حالة من الهلع والرعب وسط المواطنين الذين فجعوا وظنوا أن الأمر يتعلق بفيضانات، وقد تم تسجيل حالة الوفاة في المنزل العائلي، أين كانت الضحية رفقة أفراد عائلتها، قبل أن تبدأ الأمطار في النزول وبعدها حبات البرد، حيث بقيت في فناء البيت تحاول رد خطر المياه التي امتلأ بها هذا الأخير ولم تستوعبها البالوعة الصغيرة، ومع غزارة الأمطار وكبر حجم حبات البرد، تعرضت للإصابة بالصدمة التي عجلت بانهيارها ووفاتها ب «سكتة قلبية»، حسبما أكدته المصالح الإستشفائية لعائلتها التي زارتها «النهار»، أمس، أين كانت عائلتها في أشد درجات الحزن على فلذة الكبد التي غادرتهم دون أي سابق إنذار، وكان أفردها يتلقون التعازي من طرف المواطنين وممثلي السلطات المدنية والأمنية.