تعرف المؤسسات التربوية لولاية عنابة منذ بداية الموسم الدراسي العديد من حالات العنف داخل المؤسسات التربوية سواء كان بين التلاميذ وزملائهم أو بينهم وبين الاساتذة وهذا عن طريق الاعتداءات اللفظية والجسدية وكذلك باستعمال السلاح الابيض حيث بلغ عدد الاعتداءات داخل المؤسسات الى أزيد من 12 حالة تسببت في اصابة العديد من التلاميذ بجروح خطيرة ناهيك عن تعرض بعض الاساتذة وكذلك المساعدين التربويين الى اصابات خطيرة من بينها اجهاض أحد المساعدات التربوية نتيجة تعرضها للضرب من قبل تلميذ بأحد المتوسطات بحي بوخضرة ،ومن بين الحالات قيام تلميذ بطعن زميل له وتشويه وجهه بالسلاح الابيض ببوزعرورة وهو الامر الذي يدق ناقوس الخطر وان هذه الظاهرة لابد لها من اجراءات ردعية تساهم كثيرا في وضع حد لهذا الوضع الكارثي ،الى ذلك فقد شهدت المؤسسات التربوية الى جانب العنف بين التلاميذ والاساتذة تسلل غرباء الى وسط الحرم المدرسي وقيامهم بمشاجرات واعتداءات علنية على الموجودين . بعد أن كانت ظاهرة حمل الأسلحة البيضاء مقتصرة على تلاميذ الثانويات في السنوات القليلة الماضية ،صارت اليوم تحمل من طرف تلاميذ المتوسطات أو حتى بعض تلاميذ أقسام السنة الخامسة الابتدائي ، مما يؤدي إلى نشوب صراعات وحوادث بين التلاميذ داخل الأقسام أو في الساحة ، حيث تنشب شجارات تستعمل فيها الاسلحة البيضاء التي تؤدي الى إصابتهم بجروح خطيرة.وحسب بعض الأساتذة المتخوفين من تفشي هذه الظاهرة أن الأولياء مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراقبة سلوكيات أطفالهم فهؤلاء التلاميذ المزودون بالأسلحة في محافظهم يدخلون بها البيت في المساء في ظل غياب الرقابة الأسرية ودور الأسرة ، فالأمهات الحريصات على مصلحة أطفالهن يفتشون المحافظ كل يوم بدعوى تنظيم الأدوات المدرسية ولا تخفى عليهم خافية ، بل ويراقبون تواريخ الكراريس إذا كان أبناؤهم قد حضروا يومها كل الدروس المقررة أو فضلوا التسكع بالشوارع . فالعنف الذي اجتاح المدرسة ليس مهمة الأساتذة لوحدهم ، بل هو مهمة الأولياء بالدرجة الأولى أيضا والمجتمع ككل .