أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ، أن الجزائر لن تخضع للإرهاب مهما كلف الأمر، في رده عن سؤال حول وضع الرهائن الجزائريين من الدبلوماسيين، وقال ان الدولة الجزائرية تظل مجندة لإطلاق سراح دبلوماسييها المختطفين سنة 2012 في شمال مالي.معتبرا أن حديث الصحافة عن قضية محمد السادس «زوبعة في كأس ماء» وشدد لعمامرة في لقاء صحفي بمقر سفارة الجزائر بباماكو على هامش زيارة العمل و الصداقة التي يقوم بها لهذا البلد أن «الجزائر لن تخضع للإرهاب و ستظل مجندة لاطلاق سراح دبلوماسييها المختطفين». مؤكدا «أجدد تعاطفنا العميق و تضامننا مع مواطنينا ضحايا واجبهم المهني» مؤكدا «التزام الدولة الكبير» ببذل كل الجهود للتوصل إلى «نهاية سعيدة» لهذه المسألة. كما ذكر أن «الجزائر تبنت بحزم دور مصدر للأمن و الاستقرار و ستسهر على أن لا يستعمل ترابها في أعمال إرهابية و ذلك يستلزم تأمين حدودها». من جهته اشاد الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايطا بباماكو بدور الجزائر وبمساهمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تسوية الأزمة في مالي. واكد بمعية وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قائلا «أحيي الرئيس بوتفليقة الذي نعلق عليه آمالا كبيرة لاستتباب السلم و الاستقرار في بلدنا». كما اكد الرئيس المالي «يعتبر دعم الجزائر بالنسبة لنا أساسيا». وكشف لعمامرة ان الجزائر قدمت مساهمة «معتبرة» لحل الأزمة في مالي سواء من حيث الدعم اللوجستي أو من حيث المساعدة على التنمية. مشيرا الى أنه «خلال الأزمة المالية التزمت الجزائر بشكل كبير بالتعاون مع القوات المسلحة المالية و بعدها في الجهود التي بذلت من اجل تأهيل هذه القوات المسلحة» مضيفا لقد كان تواجدا كبيرا حتى وإن كان رصينا في تكوين الإطارات العسكرية المالية في مختلف التخصصات و لن يتوقف ذلك أبدا». و أوضح أن الجزائر قدمت «مساهمة لم تكن هينة و لا ثانوية و إنما كانت معتبرة». وأضاف «المشاركة في التكوين و التجهيز و في جعل عدد من وحدات القوات المسلحة لبلدان الميدان الثلاثة (مالي وموريتانيا و النيجر) يعد بالنسبة لنا واجبا و استثمارا للامان الجماعي». وشدد خليفة مدلسي بوزارة الخارجية أن «الجزائر التي لا مصلحة لها سوى ان ترى مالي مستقرة في جوارها المباشر» لن تدخر أي جهد لتعزيز هذا التوجه. و أعلن رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن أنه سينعقد يوم 5 نوفمبر المقبل في باماكو اجتماعا هاما حول مالي و الساحل سيسمح لبلدان المنطقة ب»تأكيد موقفها كأطراف أساسية في استرجاع السلم و الأمن و كذا في جهود التنمية في منطقتهم بمساعدة المجتمع الدولي». معتبرا ان «الوقت قد حان في ظل التغيرات التي شهدتها مالي للمضي قدما في تعزيز المكتسبات الديمقراطية و الأمنية و الإنمائية». كما قال لعمامرة بان الرئيس بوتفليقة «يعتبر انه يتعين علينا تعزيز قدراتنا لنصبح في موقف يسمح لنا بالتأثير على مجرى الأحداث وفقا لمبادئنا و أهدافنا و انشغالاتنا. و بنفس الطريقة ينبغي إلى جانب هذا التعزيز تصور شراكة واسعة قدر الإمكان من حيث تكوين و تأهيل أدواتنا للتدخل». وعن سؤال حول ما تناقلته بعض الصحف بخصوص العلاقات الجزائريةالمالية بعد أن شارك العاهل المغربي محمد السادس بصفة ضيف شرف في حفل تنصيب الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايطا صرح لعمامرة أن «بعض وسائل الإعلام حاولت بتفننها المعهود في الإثارة خلق زوبعة في كأس ماء».