كلمة مدير النشر كان أول صدور لجريدة آخر رسميا في 17 أكتوبر سنة 2000،وكانت الفكرة تتراود في أذهان مؤسسيها الثلاث “السعيد بلحجوجة “المدير الحالي للنشر والمسير الأول للجريدة”، لزهاري لبتر، معمر فارح قبل 6 أشهر من تاريخ الصدور، حيث طرحت الفكرة للتشاور فيما بينهم في مأدبة عشاء ،ومنذ ذلك الحين قرروا إنشاء هذه الجريدة بولاية عنابة باللغة العربية لما تستهدفه من كم هائل من القراء في الولايات الشرقية بما فيها ولاية عنابة ، كون أن هذه الاخيرة في تلك الفترة ليست لها جرائد محلية أو أسبوعية ، حيث إنطلقت الجريدة بإمكانيات شخصية قليلة ولكن بتحدي كبير وعزم وإصرار على النجاح بالرغم من أن المؤسسين الثلاث كانوا صحفيين باللغة الفرنسية في جرائد اخرى ، لكن لم يمنعهم ذلك ليقدموا لقراء اللغة العربية جريدة بالجهة الشرقية ، فبدأ هذا المولود الجديد بالمساهمة المالية لفردين من مؤسسيها ،وبطاقم صحفي شاب حديث التخرج من الجامعة بما فيهم قيادي التحرير اليوم والذين كانوا لا يتمتعون بخبرة ،ماعدا المؤطرين محمد الصغير زعيم وفريد آيت سعادة الذي أتى من الجزائر العاصمة خصيصا من أجل تأطير الصحفيين، حيث كان يقدر عددهم في الأيام الأولى من عمر الجريدة ب 10 صحافيين، لأن هناك معايير معينة لإنشاء جريدة وأهمها عدد الصحافيين الذي لا يجب أن يقل 10 صحافيين. كان أول صدور للجريدة في الفترة المسائية، إلا أنه سرعان ما تحول الى الفترة الصباحية ، وفي هذا الصدد قال مدير النشر أن الجرائد المسائية في العالم بأسره في تراجع كبير بالرغم من وجود بعضها الى حد الآن ، إلا أنها ليست لها صدى كبير، أما عن صدى جريدة “آخر ساعة” في البداية، فقال ذات المتحدث أنها في السنة الأولى وكأي مولود جديد ليس لها صدى كبير، وكان من المفروض التعريف بها من خلال حملة اشهارية واسعة ،إلا أن الإمكانيات المحدودة لم تسمح لهم بذلك، وبالرغم من ذلك فإن نوعية الأعداد الأولى تركت المواطنين يهتمون بالجريدة، حيث بدأ صيت الجريدة يذاع في الولايات الشرقية وأصبحت بعد سنة تقريبا لها مكانتها عند قرائها. ماهي الصعوبات والعراقيل التي واجهت الجريدة في مسارها ؟ أوضح “السعيد بلحجوجة” أن الجريدة واجهتا صعوبات مادية في البداية أكثر من أي صعوبات أخرى ، لأنها ترتكز على الإمكانيات الذاتية، ولم تأخذ يوما إعانات أو قروض من البنك ،وكانت دائما تعتمد على الإمكانيات المتوفرة لديها وهو الأمر الذي بدأت به وسارت عليه إلى حد الآن،أما ما تتمتع به الجريدة فيرجع الى التسيير المحكم من طرف المدير العام والمستمد من خبرته الطويلة في مجال الصحافة حيث أنه كان يعمل صحفيا في عدد من الجرائد الناطقة باللغة الفرنسية لمدة 20 سنة، ومسيرا للآخر ساعة منذ صدورها، بالإضافة الى المجهودات المبذولة من طرف قيادي التحريروالطاقم ، وتتمثل كذلك أكبر الصعوبات في السنوات الأولى في تكاليف المطابع والتي كان مؤسسوها يعجزون في بعض الأحيان عن تسديد الفاتورة والتي يتصرفون في تسديدها كل مرة بطريقة .كما واجهت الجريدة صعوبات خاصة بتكوين الصحفيين والتقنيين العاملين بهافي البداية ،كون انهم لم يسبق لهم وأن عملوا في المهنة لأن “آخر ساعة” هي أول جريدة ناطقة باللغة العربية في مدينة عنابة ولذا كانوا التقننين والصحافيين يعانون من نقص الخبرة، حيث أخذ التكوين مجهودات ووقت، هذا خلال السنوات الثلاث الاولى أما بعدها فعرفت المؤسسة توازن مالي إلى غاية سنة 2011، وبعده بدأ الوضع في التدهور بسبب ما خلفته الأزمة المالية العالمية على المؤسسات الخاصة والعمومية ،وكانت مؤسسة “آخر ساعة” من المؤسسات التي تأثرت بها ،من خلال تراجع إشهار الشركات التي تنشره في الجريدة على غرار وكالات بيع السيارات ومؤسسات الاتصالات بأنواعها ...، وذلك بسبب تركته الأزمة المالية على مداخيل هذه الشركات الدولية ،حيث أثر بصفة مباشرة على مداخيل الاشهار بالجريدة. لماذا تصدر؟ آخر ساعة بالولايات الشرقية وليس على المستوى الوطني كان إختيار صدور الجريدة في الولايات الشرقية من طرف مؤسسيها الثلاث، لأن الهدف كان ليس إنتاج جريدة وطنية ،ولكن انشاء جريدة تذهب في عمق بلديات الولايا ت الشرقية، لتعالج أخبارها الجوارية وكذا وصولها إلى أبعد المناطق والبلديات التي لا تصلها الجرائد الأخرى ، وبذلك لا يستطيعون إنشاء جريدة وطنية جوارية تمس جميع أنحاء الوطن، لذا أختير أن تكون جريدة “آخر ساعة” جريدة الشرق الجزائري بمبدأ جريدة جوارية بحتة ،بغض النظر للمساحة الصغيرة التي تمنح للأخبار الوطنية والعالمية. ماهي طموحات الجريدة المستقبلية؟ تطمح الجريدة للوصل لتحقيق هدفها المبدئي والمتمثل في أن تكون آخر ساعة هي صحيفة كل مواطن في الولايات الشرقية يقرأ باللغة العربية ،وأن يقول كل مواطن جريدتي هي “آخر ساعة” ،ويعتقد مدير النشر أن الهدف قد بلغته الجريدة بنسبة 60 بالمئة، ويزال المشوار متواصل للتحقيق الأفضل. ماهو ترتيب آخر ساعة في مجموعة الجرائد الجزائرية ؟ في هذا الصدد يقول مسير الجريدة ان “آخر ساعة” تحتل المرتية 10 على المستوى الوطني من بين أكثر من 90 جريدة محلية ووطنية من حيث المقروئية، وذلك حسب ما قامت به أحد الوكالات الأجنبية المختصة في الإحصائيات سنة 2010، والتي أنجزت إحصاءا رتبت فيه مراتب الجرائد الجزائرية من حيث المقروئية، وهي المرتبة التي فاجأت مدير النشر السعيد بلحجوجة، كون أن هذه الجريدة تخص الولايات الشرقية وانشئت بإمكانيات قليلة دون دعم أي جهة حكومية ، وأضاف ذات المسؤول أن الأمور قد تغيرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة أي بعد إحصاء سنة 2010 حيث ظهرت (جرائد جوارية أخرى) ناطقة باللغتين العربية والفرنسية في مدينة عنابة، أمّا من حيث أرقام المبيعات في الجهة الشرقية فتحتل “آخر ساعة” المرتبة الثانية بعد “جريدة l'est” الناطقة باللغة الفرنسية التي تحتل الريادة في المبيعات، و من حيث المقروئية باللغة العربية ف “آخر ساعة” تحتل المرتبة الآولى في المبيعات في الشرق ، ويرجع ذلك الى المجهودات المبذولة من طرف الطاقم الصحفي والتقني وجميع العمال بالجريدة. الكلمة الخاتمية ختم السعيد بلحجوجة مدير نشرالجريدة، كلمته بأنه قد بوده أن يترك مؤسسة إعلامية مرتكزة على أسس وركائز صحيحة وقوية ، من أجل مواصلة الجيل القادم مسيرتها بكل نجاح ،لأنه حاليا لم يعد مسؤول عن قسم التحرير بها ،وذلك لأنه مارس هذه المهنة مدة20 سنة وسير “آخر ساعة” منذ صدورها أكثر من 13 سنة اضافة الى عامل السن الذي يجبره على الراحة ، وكل هذا يجعله يمنح جريدة لقيادي التحرير وللطاقم العامل بها من صحفيين وتقنيين وموظفين ،مؤسسة اعلامية مبنية على قواعد صحيحة ،وهو متقين بأنهم قادرين للوصول الى أقصى الاهداف والغايات.