الهدف رائدة الصحافة الرياضية وكثرة العناوين لم يصبها بالكساد تعد أسبوعية الهدف التي كانت تصدرها مؤسسة النصر ، رائدة الصحافة الرياضية في الجزائر ، حيث صدر أول عدد يوم الإثنين 3جانفي 1972، بعد ثلاثة أيام من تعريب جريدة النصر ، ورافقت الأسبوعية كل إنجازات الرياضية الجزائرية في القرن الماضي ، وكان طاقم التحرير مشكلا من العناصر التي كانت ضمن طاقم تحرير جريدة النصر باللغة الفرنسية والتي تم تعريبها على مراحل. الهدف كانت رفيق كل إنجازات الرياضة الجزائرية، من ألعاب البحر الابيض المتوسط1975، والألعاب الإفريقية 1978 إلى جانب إنجازات العاب القوى في المونديال و الألعاب الأولمبية ، ما أكسبها صدى كبيرا لدى القراء، والخاصية التي كانت تتمتع بها الهدف انها كانت شاملة، وتهتم بكل الرياضات الجماعية و الفردية سيما في تلك الفترة التي كانت تعرف أولى خطوات الرياضة الجزائرية على الصعيد العالمي، ولم تكن الأسبوعية تهتم فقط بتقديم المباريات و التغطيات لمختلف النشاطات الرياضية ، وإنما كانت كذلك تقدم مادة إعلامية متنوعة، من الربورتاجات و التحقيقات ، إلى جانب مساهمات أخرى ، خاصة وأن تلك الفترة عرفت فتح نقاش واسع حول إصلاح المنظومة الرياضية. المغامرة التي بدأت في بداية السبعينيات استمرت إلى غاية منتصف التسعينيات بفضل طاقم تحرير مميز مشكل من اقلام بارزة ، على غرار بوبكر حميدشي والفقيدين رحماني عزيز و سليم مصباح و معنصري مصطفى الذي تولى فيما بعد رئاسة إدراة الجريدة، كما تحولت الأسبوعية إلى مدرسة للأقلام الشابة التي تمرست في هذه الأسبوعية ، قبل أن تلتحق بعناوين أخرى، في صورة كل من يزيد وهيب، أو الهادي هامل الذي أصدر فيما بعد مجلة فوت أفريك وقد تطول القائمة . التطور الكبير الذي شهدته الأسبوعية، التي تضاعف سحبها في السنوات الأولى من 30ألف إلى الضعف في ظرف وجيز، دفع بالقائمين على الجريدة إلى إصدار عنوان جديد ( الهدف ويكاند )، وهذا لتلبية الطلب المتزايد على الأسبوعية، كما أنه جاء ضمن استراتيجية إدارة الجريدة ، للتأقلم مع مستجدات الساحة الرياضية، سيما وأن الأسبوعية لم تعد قادرة على استيعاب كل المادة الإعلامية التي كانت تفرضها تلك المرحلة، و المميز في هذه التجربة انها كانت تقدم مادة إعلامية ذات جودة و بأقلام راقية، وهو ما صنع قوتها و رفع من مقروئيتها ليس فقط في الوسط الرياضي و إنما وسط شرائح متعددة من المجتمع . توزيع الجريدة لم يكن يقتصر على التراب الوطني وإنما امتد إلى الخارج خاصة في فرنسا ، حيث كان يتابعها عدد كبير من الجزائريين المغتربين، سيما وانها لم تهمل الجالية الجزائرية في الخارج ، من خلال متابعتها لنشاط الرياضيين الجزائريين في المهجر، سواء تعلق الأمر بلاعبي كرة القدم، أو في رياضات أخرى. فترة التسعينيات كانت قاسية على الأسبوعية التي تراجعت مقروئيتها، ولم تواكب التطور الحاصل في تلك الفترة ، كما أن فتح المبادرة لإنشاء عناوين خارج القطاع العمومي، زاد من تعقيد أمور الهدف التي سرعان ما توقفت عن الصدور، لتبقى ذكرى الهدف عالقة في أذهان الكثير من الرياضيين والذاكرة الإعلامية. أسبوعية المنتخب رائدة الصحافة الرياضية المعربة تجربة الهدف الناجحة شجعت مؤسسة الشعب على إصدار أسبوعية المنتخب، سنة 1986حيث عرفت بدورها رواجا كبيرا، سيما و أنها كانت الأسبوعية الوحيدة التي تتطرق للشأن الرياضي باللغة العربية ، ما جعل سحبها يرتفع في ظرف قصير حيث بلغ في بعض الأحيان 100ألف نسخة كل نهاية اسبوع، حيث اهتمت هي الأخرى بمختلف الرياضات والأقسام الدنيا، ما أعطى لها مساحة كبيرة من المناورة ووسعت من دائرة مقروئيتها، وما جرى على اسبوعية الهدف جرى على المنتخب التي توقفت عن الصدور لأسباب عديدة ، ورغم محاولة بعض صحافييها إعادة بعث الجريدة من جديد ، ضمن تعاونية خاصة ،غير انها سرعان ما اختفت من الاكشاك لعدم قدرتها على المنافسة و غياب الإمكانيات المادية، مما حال دون استمراريتها. صدى الملاعب ، كومبتيسيون، الهداف، الكرة ... نهاية الثمانينات و بداية التسعينيات عرفت الساحة الإعلامية انتعاشا في إصدار العناوين الرياضية ، منها صدى الملاعب التي اصدرها عز الدين ميهوبي و التي كانت تجمع بين التعليق و التحليل الساخر، في تجربة كانت تعد فريدة من نوعها ، كما أصدرت وكالة النشر و الإشهار في عهد محمد روراوة الرئيس الحالي للفاف مجلة سبور إنترناسيونال سنة 1991، او أفريك سبور التي كانت تصدر عن مجلة الوحدة الإفريقية قبل أن تتدعم الساحة الإعلامية سنة 1993 بأسبوعية كومبتيسيون ، التي جاءت لتسد الفراغ الذي تركته الهدف، حيث تميزت هذه الاسبوعية بلغة بسيطة و قريبة الفهم للقراء ومعايشتها اللصيقة بيوميات الأندية ما أكسبها هي الأخرى انتشارا واسعا، و مقروئية كبيرة، ما جعلها تتحول إلى يومية رياضية في تجربة من نوعها، حيث تبقى من اقدم الصحف الرياضية المتواجدة في الساحة الإعلامية، قبل ان تتدعم بعناوين اخرى كالهداف ،الكرة ،الشباك و بلانت فوت و ماركانا، كما ان التطور التكنولوجي سمح لها بإصدار نسخ إلكترونية على شبكة الإنترنيت، ما أكسب البعض من هذه الجرائد مقروئية أوسع ، وتحول إصدار العناوين إلى ظاهرة فريدة من نوعها في الجزائر، خاصة في مجتمع شاب ،لا يتنفس سوى الرياضة و بالأخص كرة القدم ، فالنتائج التي سجلها الفريق الوطني و تأهله إلى نهائيات الكان و المونديال، كما أن انصراف القراء عن متابعة الأحداث السياسية ،ساهم بشكل كبير في انتعاش الساحة الإعلامية الرياضية . التحول من أسبوعية إلى يومية الإقبال الكبير على العناوين الرياضية ، دفع بالعديد من الأسبوعيات إلى التحول إلى يوميات ، حيث اصبحت تصدر كل أيام الاسبوع، في تجربة فريدة من نوعها في الجزائر كما ان بعض الجرائد اليومية أصدرت عناوين رياضية على غرار الخبر التي أصدرت الخبر الرياضي و النهار لكن هذه التجربة سبقهم إليها يومية لوسوار دالجيري الناطقة باللغة الفرنسية، التي اصدرت منتصف التسعينيات يومية "ماتش" غير انها سرعان ما توقفت عن الصدور لأسباب تجارية، و رغم الرواج الكبير الذي تعرفه هذه العناوين ، غير انها تبقى بحاجة إلى النضج و إلى الاحترافية في معالجة الخبر, سيما وان البعض من هذه العناوين أصبحت تسير على مزاج القراء و أنصار الاندية على وجه الخصوص ، ما قد يجعلها تنحرف عن مهمتها الأساسية وهي تقديم الخبر الإعلامي دون بهارات. آخر مولود إعلامي" لوسبور " يتمثل في جريدة شهرية مجانية، يهدف من ورائها أصحابها إلى تقديم مادة إعلامية في قالب و أسلوب مختلف، و للمساهمة في تطوير الرياضة الجزائرية. ع – قادوم