زروقي: الدولة تولي أهمية قصوى لتجسيد مشاريع المواصلات لفك العزلة عن المناطق الحدودية    الثلوج تغلق 6 طرق وطنية وولائية    حيداوي يشيد بدور الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ القيم الوطنية    إطلاق مخطط مروري جديد في 5 فبراير المقبل بمدينة البليدة    معسكر: الشهيد شريط علي شريف… نموذج في الصمود والتحدي والوفاء للوطن    إنتاج صيدلاني : حاجي يستقبل ممثلين عن الشركاء الإجتماعيين ومهنيي القطاع    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة و السبت    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    ميناء الجزائر: فتح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة بالمحطة البحرية للمسافرين "قريبا"    اللجنة الاستشارية ل"أونروا" تطالب الكيان الصهيوني بتعليق تنفيذ التشريع الذي يحد من عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    الأونروا مهددة بالغلق    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    بوغالي في أكرا    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة اختطفتني من سلك القضاء
نشر في المستقبل يوم 13 - 07 - 2009

صحفي مخضرم عاش تجربة الصحافة في عهد الحزب الواحد، وكان من المؤسسين لأول جريدة مشتركة بين القطاع العام والقطاع الخاص في الزمن "الحمروشي"، تابع عن قرب ميلاد التعددية الإعلامية والسياسية في البلاد، وفي الوقت الذي كان الناس يهربون من المناطق الداخلية للاستقرار في العاصمة، هاجر من العاصمة إلى عين الدفلى وغطى العديد من الأحداث الأمنية حتى في المناطق الجبلية التي كانت معاقلا للجماعات المسلحة، ساهم في تأسيس عددا من الجرائد البارزة كاليوم والجريدة والنهار، وتدرج من صحفي إلى رئيس قسم وطني وقاد بتحد هيئة تحرير جريدة اليوم في أحلك أيامها وأعاد لها بعض بريقها وقاوم كل الرياح التي كانت تعصف ضده باحترافية عالية وأخلاق قل نظيرها، جريدة المستقبل التقت الصحفي المخضرم مصطفى صالحي نائب رئيس تحرير يومية الفجر وجاءتكم بهذا الحوار:
المستقبل‮: الأستاذ‮ مصطفى‮ صالحي‮ صحفي‮ ورئيس‮ تحرير‮ سابق‮ وحاليا‮ أنت‮ نائب‮ رئيس‮ تحرير‮ بيومية‮ الفجر،‮ كيف‮ كانت‮ بدايتك‮ المدرسية‮ والعلمية؟
صالحي: من الصعب أن يرجع الإنسان أربعين سنة إلى الوراء ليتذكر ماضيه.. البداية كانت في مدرسة حي شعيبية ببلدية بئر توتة (البليدة سابقا الجزائر العاصمة حاليا) ثم في مدرسة أولاد شبل (البليدة)، وفي المرحلة الإكمالية درست في معهد تكنولوجي ببوفاريك طريق الصومعة، ثم‮ في‮ ثانوية‮ ابن‮ تومرت‮ وهي‮ ثانوية‮ عريقة‮ في‮ بوفاريك‮.‬
في‮ أي‮ تخصص‮ اجتزت‮ امتحان‮ البكالوريا؟
تخصص‮ أدبي‮.‬
كانت‮ لك‮ ميولات‮ أدبية‮ رغم‮ أنك‮ درست‮ في‮ معهد‮ تكنولوجي؟‮
طبعا كنت أحب الأدب، حتى أني كنت أكتب محاولات شعرية في المرحلة الإكمالية، أتذكر أن أول محاولة شعرية كانت عند وفاة الرئيس هواري بومدين (ديسمبر 1978) وكنت حينها في السنة الرابعة متوسط، عندما نظمت قصيدة شعرية فيها أرثي فيها الرئيس الراحل، كنت حينها صغيرا ولم تكن‮ الأبعاد‮ السياسية‮ بالنسبة‮ لي‮ واضحة،‮ وبعدما‮ كبرنا‮ اكتشفنا‮ حجم‮ ما‮ قدمه‮ الرئيس‮ هواري‮ بومدين‮ للجزائر‮ في‮ مختلف‮ المجالات‮.‬
كيف‮ تشكل‮ لديك‮ هاجس‮ الصحافة؟
أتذكر جيدا أنني في نهاية السنة الرابعة متوسط قدم لنا الدفتر الذي يرافقنا طيلة المرحلة الأساسية وطلب منا تسجيل رغبة التلميذ المستقبلية، فكتبت "صحافة"، وعندما اجتزنا امتحان البكالوريا البيضاء اجتمعت أستاذة الفلسفة السيدة غرمول مع أنجب الطلبة وكنت من بين هؤلاء‮ المحظوظين،‮ وسألتنا‮ عن‮ طموحاتنا‮ إذا‮ ما‮ نجحنا‮ في‮ البكالوريا،‮ فقلت‮ لها‮ أريد‮ أن‮ أكون‮ صحفيا‮.‬
وعندما‮ نجحت‮ في‮ البكالوريا‮ اخترت‮ دراسة‮ الصحافة‮ طبعا؟‮
لم أختر الصحافة لأسباب عديدة، ولكني سجلت ليسانس قانون وعلوم إدارية، صنف قضائيين، فكان من المفروض أن أصبح قاض على غرار العديد من زملائي الذين هم وكلاء جمهورية، قضاة، محامين، وهم مستغربون كيف طاب لي المقام في الصحافة لحد الآن خاصة وأنني كنت من بين الممتازين.
هل‮ اخترت‮ القانون‮ عن‮ رغبة‮ أم‮ أن‮ معدلك‮ لم‮ يؤهلك‮ لدراسة‮ الصحافة؟
لا لم يكن اختياري للقانون عن حب، لأنني كنت أرغب في أن أذهب إلى المدرسة العليا للإدارة، ولكن القدر شاء غير ذلك، فأنا أسكن في بئر توتة ولأصل إلى الجزائر علي أن أمتطي الحافلة أو القطار، فاخترت هذا الأخير لكن قطار ذلك اليوم لم يأت فضيع مني حلمي، خاصة وأن المدرسة العليا للصحافة لها سمعة ومصداقية في الشأن العام الوطني، لذلك اخترت القانون كنوع من التعويض عما فاتني، وقد نجحت في شهادة الماجستير ودرست ولكني لم أكمل رسالة الماجستير بسبب العمل فضاعت مني رغم أنني أردت أن أواصل دراستي العليا ولكنهم طلبوا مني أن أدخل مسابقة‮ الماجستير‮ ثانية،‮ وهذا‮ ما‮ أشعرني‮ بالظلم‮ لذلك‮ أطالب‮ بإعادة‮ النظر‮ في‮ هذا‮ الأمر‮.
وكيف‮ غيرت‮ الأقدار‮ مسار‮ حياتك‮ من‮ القضاء‮ إلى‮ الصحافة؟‮
خلال المرحلة الجامعية كنت أطالع جريدة الشعب كثيرا، واكتشفت فيما بعد أنني كنت متعاونا معها دون أن أدرك ذلك، إذ أنني من كثرة مطالعتي للكتب وعندما يعرض فيلم تاريخي حول قصة معينة كنت أقوم بالمقارنة بين ما قرأته في الكتاب وما شاهدته في التلفزيون فأكتشف أن هناك أخطاء‮ ومغالطات‮ تاريخية‮ فأقوم‮ بتصحيح‮ هذه‮ المغالطات‮ من‮ خلال‮ مقالات‮ كنت‮ أرسلها‮ إلى‮ يومية‮ الشعب‮ التي‮ كانت‮ تنشرها‮ في‮ شكل‮ مساهمات‮.
بماذا‮ أفادتك‮ دراسة‮ القانون‮ في‮ ممارسة‮ مهنة‮ المتاعب؟
بحكم التجربة أنا متيقن جدا أنه لا يجب الاكتفاء بخريجي معهدي الإعلام والعلوم السياسية لأن الصحافة تحتاج إلى كل التخصصات، خاصة وأنها مبوبة فمثلا القسم الاجتماعي بحاجة إلى متخصصين في علمي الاجتماع وفي علم النفس، فيه مثلا نشاطات برلمانية يستحسن أن يكون فيه متكون في القانون ليدرك المصطلحات القانونية والمراحل التي يمر بها مشروع أو مقترح القانون حتى يصبح معتمدا وجاهزا للتطبيق، وبرأيي فإن الصحافة يجب أن تجمع كل التخصصات لتقدم رسالة راقية موضوعية وشبه متخصصة.
وكيف‮ التحقت‮ رسميا‮ بقطاع‮ الإعلام؟
عندما تخرجت من الجامعة في سنة 1985، تقدمت بعدة طلبات عمل في الإدارة المحلية، وقرأت إعلان في جريدة عن مسابقة لتوظيف الصحافيين فتقدمت إلى هذه المسابقة رفقة نحو 70 مشارك من بينهم أساتذة مساعدين في الجامعة، واجتزنا المسابقة تحت إشراف في وزارة الإعلام في ذلك الوقت على عكس ما هو جار حاليا من توظيف حر على مستوى المؤسسة الإعلامية، وقد نجحت في المسابقة، وخضعنا لفترة تربص لمدة ستة أشهر في جريدة الشعب، وخلال هذه الفترة تم الاستغناء عن البعض والاحتفاظ بالبعض الآخر وكنت أنا من بين المحظوظين الذين هم حاليا مسؤولين في العديد‮ من‮ الجرائد‮.‬
مثلا؟‮
عثمان‮ سناجقي‮ رئيس‮ تحرير‮ الخبر‮ سابقا،‮ كمال‮ جوزي‮ نائب‮ رئيس‮ تحرير‮ في‮ الخبر‮ حاليا،‮ وهناك‮ أسماء‮ أخرى‮ تؤطر‮ المؤسسات‮ الإعلامية‮.‬
في‮ أي‮ قسم‮ صحفي‮ تخصصت؟‮
خلال‮ فترة‮ التربص‮ مررنا‮ بجميع‮ الأقسام‮ وقضينا‮ في‮ كل‮ قسم‮ 15‮ يوما‮ إلى‮ شهر،‮ وبعد‮ انتهاء‮ التربص‮ وجهت‮ إلى‮ القسم‮ السياسي‮ ثم‮ قسم‮ التحقيقات‮ والدراسات‮.‬
في الفترة التي التحقت فيها بالصحافة لم تكن هناك جرائد خاصة بل كل الصحف عمومية وخاضعة بشكل أو بآخر للحزب الواحد، فهل كان العمل الصحفي خاصة في المجال السياسي مغلقا ورتيبا ويفتقد للإثارة الإعلامية؟
الحياة السياسية لم تكن مغلقة أبدا، بل كانت أرحب وأوسع مما نحن عليه الآن، وبكل صراحة كانت هناك ديمقراطية داخل الحزب الواحد ونقاش داخلي ويتم في نهاية المطاف الاتفاق على طرح معين، بدليل النقاش الساخن الذي حدث حول قانون الأسرة في 1984 وفي الوقت الذي كان رابح بيطاط رحمه الله يترأس جلسة للبرلمان لمناقشة تعديل هذا القانون كانت زوجته تقود تجمعا احتجاجيا خارج مقر البرلمان للتنديد بهذه التعديلات، ولم يتم اعتقالها وهذا دليل على وجود نقاش وحراك داخل المجتمع، كما أثار ملف القروض غير المسددة والتي منحتها البنوك إلى رجال أعمال‮ والذين‮ لم‮ يسددوها‮ رغم‮ انتهاء‮ أجال‮ القرض‮ أثارت‮ نقاشا‮ كبيرا‮ داخل‮ قبة‮ البرلمان‮ وتم‮ إنشاء‮ لجنة‮ تحقيق‮ برلمانية‮ في‮ هذا‮ الأمر‮.‬
وهل‮ كان‮ للصحافة‮ الحق‮ في‮ انتقاد‮ خيارات‮ الحكومة‮ أو‮ الكشف‮ عن‮ تجاوزات‮ كبار‮ المسؤولين؟
كنا ننتقد القوانين بصفة عادية، وربما أكون أول صحفي تمكن من الدخول إلى السجن للتحقيق مع المساجين حول المخدرات، واتصلت بوزارة العدل ورخص لي بدخول السجن لمدة أسبوع، وذهبت إلى سجن الحراش والتقيت بسجناء المخدرات ورووا لي كيف دخلوا هذا العالم ومن أين تأتي المخدرات،‮ وكشفت‮ لأول‮ مرة‮ بأن‮ المغرب‮ هو‮ المصدر‮ الأساسي‮ للمخدرات‮ التي‮ تدخل‮ الجزائر،‮ وهذا‮ الأمر‮ كتبته‮ في‮ 1988‮ بالبنط‮ العريض‮.‬
لم‮ يكن‮ معروفا‮ هذا‮ الأمر‮ حينها؟‮
لم يكن مذكورا، فحين يقولون أن السجون في ذلك الوقت كانت مغلقة، بل بالعكس كانت الأبواب مفتوحة بدليل أنني دخلت بصورة عادية إلى "السجن"، وقد أحدث هذا التحقيق ضجة إعلامية وكان له صدى لأن جريدة الشعب حينها كانت الوحيدة التي تصدر بالعربية إلى جانب جريدة المجاهد بالفرنسية‮.
ما‮ الجديد‮ الذي‮ قدمه‮ قانون‮ الإعلام‮ 1990‮ للصحفي؟
قانون الإعلام 1990 كان بمثابة التأسيس للتجربة الديمقراطية في الجزائر، فبداية التعددية كانت من الإعلام وقبل الاقتصاد، فهو الذي أسس للممارسة الديمقراطية في كل المجالات، فمثلا المجلس الأعلى للإعلام كان عبارة عن مظلة تحمي الصحفي من أي ضغوط أخرى من العدالة مثلا، فكان عليه هو أن يقيم خطأ الصحفي هل بالغ في كتاباته أم أنه لم يتجاوز حدود المهنية، كما كان هناك مجلس أخلاقيات المهنة، فقبل أن تصل القضية إلى العدالة يفتح الملف على مستوى أخلاقيات المهنة، والصحفي عندما يعاقب من قبل زملائه من خلال المجلس هو أقسى وأكثر ردعا من‮ أن‮ يدان‮ من‮ العدالة‮ بحكم‮ قضائي،‮ وباعتراف‮ الخبراء‮ فإن‮ هذا‮ القانون‮ كان‮ مثاليا‮ وحمى‮ الصحفي‮ من‮ التجاوزات‮ ولكن‮ هذا‮ القانون‮ جمد‮ بعد‮ التعددية‮ لأغراض‮ سياسية‮ معينة‮ وليست‮ لخيارات‮ ديمقراطية‮.‬
ما‮ هي‮ هذه‮ الأغراض‮ السياسية؟
من بين الأسباب غير المعلنة لتجميد قانون الإعلام فرضه على الصحف الناطقة بالفرنسية أن تصدر عنوانا إعلاميا بالعربية أولا باستثناء الاصدارات المتخصصة، ولذلك قامت جريدة الوطن بإصدار جريدة الوقت بالعربية، كما أصدرت جريدة ليبرتي جريدة الصحافة، ولكن بعد ذلك لم تحترم‮ أغلب‮ الجرائد‮ الصادرة‮ بالفرنسية‮ هذا‮ القانون‮ فوضع‮ في‮ الرف‮.‬
ما‮ هي‮ النقابات‮ الصحفية‮ التي‮ نشطت‮ في‮ عهد‮ الحزب‮ الواحد‮ أو‮ في‮ بداية‮ التعددية؟‮
كانت هناك حركة الصحفيين وكنت ممثلا لجريدة الشعب في هذه الحركة، والتي ظهرت مع بداية التعددية الإعلامية حيث تحرك الصحافيون للتأسيس لهذه المرحلة من حيث حماية الصحفي ودعم حرية التعبير، ونظمت عدة تجمعات وكانت حركة نشيطة وللأسف اختزلت هذه الحركة في نقابة أو في شخص‮ معين‮.‬
من‮ كان‮ يقود‮ هذه‮ الحركة‮ التي‮ تنفي‮ عنها‮ صفة‮ النقابة؟
كانت حركة جماعية للصحافيين ولم يكن يقودها شخص بعينه، وفي ذلك الوقت لم تكن نقابة، وجاءت حركة الصحافيين لتعويض فصل الصحافيين عن اتحاد الكتاب والصحفيين، كان من اللازم حينها البحث عن فضاء للصحافيين للدفاع عن أنفسهم.
ما‮ هو‮ الوزن‮ الذين‮ كان‮ يتمتع‮ به‮ الصحافيون‮ داخل‮ اتحاد‮ الكتاب‮ والصحافيين؟
لم‮ يكونوا‮ مهمشين‮ بل‮ بالعكس‮ وصلوا‮ إلى‮ عدة‮ مناصب‮ قيادية‮ في‮ هذا‮ الاتحاد،‮ وكانت‮ لهم‮ حصة‮ معينة‮ داخل‮ الاتحاد‮ فضلا‮ عن‮ أن‮ العديد‮ من‮ الصحافيين‮ هم‮ كتاب‮.‬
قلت‮ بأن‮ حركة‮ الصحافيين‮ اختزلت‮ في‮ شخص،‮ من‮ هذا‮ الشخص‮ وماذا‮ تعيبون‮ عليه؟
قلت‮ بأنها‮ اختزلت‮ في‮ شخص‮ أو‮ في‮ نقابة،‮ والمشكل‮ أن‮ هذه‮ النقابة‮ لم‮ تكن‮ تمثيلية‮ ولم‮ تنفتح‮ على‮ جميع‮ الصحافيين‮ ويفترض‮ أن‮ تكون‮ أوسع‮.‬
لماذا‮ أغلقت‮ هذه‮ النقابة‮ أبوابها‮ في‮ وجه‮ فئة‮ واسعة‮ من‮ الصحافيين‮ رغم‮ أن‮ دورها‮ هو‮ الدفاع‮ عنهم‮ في‮ الأصل؟‮
صراحة قامت هذه النقابة بتهميش الصحافيين المعربين، مثلا عندما يحال صحفي يكتب بالفرنسية على العدالة تقوم الدنيا، أما إذا تعلق الأمر بصحفي يكتب بالعربية لا تجد له أثر في نشاط النقابة، كان هناك تمييز بين الصحافيين.
ولماذا‮ لم‮ يؤسس‮ الصحافيون‮ المعربون‮ نقابة‮ تمثلهم‮ في‮ ظل‮ الانقسام‮ الحاصل‮ على‮ أساس‮ لغوي؟‮
كانت هناك محاولات لتأسيس نقابات للدفاع عن الصحافيين لكنها لم تر النور لسبب أو لآخر، والآن أسسن نقابة جديدة تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين وكان الصحافيون المعربون هم السواد الأعظم الذين شاركوا في تأسيس النقابة الجديدة.
قامت‮ حكومة‮ حمروش‮ في‮ بداية‮ التعددية‮ بتقديم‮ دعم‮ مادي‮ للصحافيين‮ لتمكينهم‮ من‮ إنشاء‮ صحف‮ خاصة،‮ حدثنا‮ عن‮ هذه‮ التجربة‮ كما‮ عايشتها؟
هذه المبادرة كانت من حكومة مولود حمروش الذي يعد أبو التعددية الإعلامية في الجزائر، وحمروش هو كشخص تقاطعت فيه خيارات مؤسسات الدولة آنذاك، حيث دفعت أجور الصحافيين في القطاع العمومي لمدة ثلاث سنوات حتى تكون قاعدة لتمويل هذه العناوين، وأعطي الخيار للصحافيين إما‮ أن‮ تكون‮ هذه‮ العناوين‮ خاصة‮ 100‮ بالمئة‮ أو‮ تكون‮ بالشراكة‮ مع‮ الحكومة،‮ مثلا‮ أسست‮ جريدة‮ الخبر‮ كقطاع‮ خاص،‮ وأسست‮ جريدة‮ السلام‮ كشراكة‮ بين‮ الحكومة‮ والصحافيين،‮ وكنت‮ من‮ بين‮ الصحافيين‮ المؤسسين‮.‬
إحك‮ لنا‮ عن‮ تجربة‮ تأسيس‮ يومية‮ السلام؟‮
كنا نبحث عن حرية أكبر ومشروع نجد ذاتنا فيه، وعندما دفع لنا 30 شهر مسبقا من أجرتنا والتي لم نقبضها وإنما بقيت لدى خزينة الدولة، وعن طريق تحويل داخلي على مستوى المؤسسات المالية تم تأسيس يومية السلام.
كم‮ كان‮ عدد‮ الصحافيين‮ المؤسسين‮ للسلام؟
24 صحفيا‮ على‮ ما‮ أذكر‮.‬
كنتم‮ عددا‮ كبيرا؟
كذلك في الخبر كانوا نحو 22 صحفي وفي الوطن نفس الشيء وكلهم كانوا في مؤسسات عمومية، بل إن جميع الصحف العربية ولدت من رحم جريدتي الشعب والمساء، أما بالنسبة للجرائد بالفرنسية فانطلقوا من المجاهد أو لوريزون.
كنت‮ من‮ المؤسسين‮ ليومية‮ السلام‮ فأي‮ منصب‮ كنت‮ تحتله‮ فيها؟
لم‮ أكن‮ أشغل‮ أي‮ منصب‮ مسؤولية‮ كنت‮ صحفيا‮ في‮ القسم‮ الوطني
مرحلة‮ تأسيس‮ الصحافة‮ الخاصة‮ اصطدمت‮ بمخاضات‮ سياسية‮ وأمنية‮ صعبة‮ كيف‮ تعاملتم‮ مع‮ هذا‮ الوضع‮ الجديد؟
فعلا تميزت هذه المرحلة بصراع انتخابي ساخن، ومع ذلك كنا نمارس عملنا بكل حرية صدقني، ولم تكن علينا أية ضغوطات، فمثلا أثيرت في تلك الفترة قضية معتقلي الصحراء التي أحدثت ضجة إعلامية، وكتبنا عنهم وهم في معتقلاتهم برقان وعين مقل ووادي الناموس في 1992، واتصلت شخصيا‮ بعائلاتهم‮ وتحدثنا‮ عن‮ أوضاع‮ أبنائهم‮ في‮ السجن‮ وأنجزنا‮ روبرتاجات‮ عنهم‮.‬
ولم‮ تتعرضوا‮ إلى‮ أي‮ ضغوطات؟‮
كانت هناك توجهات عامة ولم تكن هناك ضغوطات، مثلا خلال الأزمة الأمنية طلب من الإعلاميين أن لا يروجوا للمجازر، فهناك جرائد التزمت بتقديرات السلطات العمومية منها جريدة السلام التي توقفت عن تغطية المجازر، بينما كانت هناك جرائد مستقلة بحثا عن الرواج والجانب التجاري‮ كانت‮ تكتب‮ عن‮ هذه‮ المجازر‮ وفي‮ الصفحة‮ الأولى‮.‬
جريدة‮ السلام‮ بالرغم‮ من‮ مقروئيتها‮ الجيدة‮ في‮ تلك‮ الفترة‮ لكنها‮ لم‮ تستطع‮ أن‮ تفرض‮ نفسها‮ من‮ بين‮ الجرائد‮ الكبيرة‮ التي‮ واصلت‮ مسيرتها‮ الإعلامية‮ إلى‮ اليوم؟‮
بل‮ فرضت‮ نفسها‮ في‮ الساحة‮ الإعلامية‮ وأفضل‮ من‮ جريدة‮ الخبر‮ بكثير‮ بل‮ وصلت‮ إلى‮ طبع‮ 80 ألف‮ نسخة‮ يوميا‮ وغطت‮ جيدا‮ حرب‮ العراق‮ الأولى،‮ وشخصيا‮ قمت‮ بالاتصال‮ بالجالية‮ العراقية‮ في‮ الجزائر‮.‬
ما‮ هي‮ الأسباب‮ التي‮ جعلت‮ يومية‮ السلام‮ تتوقف‮ عن‮ الصدور؟
قيل بأنها أسباب مالية ونحن واثقون وجازمون بأنها أسباب سياسية وكان ذلك بقرار من الحكومة، وأذكر جيدا أن المرحوم كمال عياش المدير العام السابق لمؤسسة الشعب للصحافة كان يتولى في ذلك الوقت منصب رئيس الديوان في وزارة الإعلام عندما اتصل به الفرع النقابي للجريدة صبيحة يوم الغلق فأكد لهم بأن غلق جريدة السلام أمر غير مطروح وفي تلك الليلة اتخذ قرار غلق الجريدة ويقال أن هذا القرار اتخذ خارج وزارة الإعلام، وفي تجمع لمسؤولي الهولدينغ الذي تخضع له الجريدة قيل بأن غلقها كان لأسباب اقتصادية، وتجدر الإشارة إلى أن جريدة السلام‮ سبق‮ وأن‮ علقت‮ في‮ 1993‮ لمدة‮ عام‮ عن‮ الصدور‮ في‮ عهد‮ رضا‮ مالك‮ وبرحيله‮ عادت‮ إلى‮ الصدور‮ قبل‮ أن‮ يتم‮ تشميعها‮ نهائيا‮ في‮ عام‮ 1997‮.
يقال بأن خطأ متعمد من أحد المصححين "المؤدلجين" حول حرف الخاء إلى هاء وبدل أن يكتب "خادم الحرمين الشريفين" كتب "هادم الحرمين.." مما أدى إلى احتجاج السعودية على هذا الخطأ فتم تشميع الجريدة، فما حقيقة هذه الرواية؟
لا أظن أن مصير مؤسسة إعلامية لا أحد ينكر دورها في صناعة الرأي العام الوطني يتم توقيفها بسبب هفوة ولو كانت متعمدة، قد يتم معاقبتها ولكن أن يتم محوها من السوق بسبب حرف، فذلك سيجعل منها خطيئة مقابل خطأ.
إلى‮ أين‮ شددت‮ الرحال‮ بعد‮ غلق‮ السلام؟
قبل‮ غلق‮ جريدة‮ السلام‮ اضطررت‮ للإقامة‮ في‮ عين‮ الدفلى‮ وكنت‮ رئيسا‮ للمكتب‮ الجهوي‮ للسلام‮ الذي‮ يغطي‮ الشلف‮ وغليزان‮ بالإضافة‮ إلى‮ عين‮ الدفلى،‮ وبعد‮ غلق‮ السلام‮ التحقت‮ بالخبر‮ في‮ هذا‮ الإطار‮.‬
في‮ عز‮ الوضع‮ الأمني‮ ذهبت‮ إلى‮ منطقة‮ أشد‮ سخونة‮ من‮ الناحية‮ الأمنية‮ من‮ العاصمة‮ رغم‮ أن‮ الصحافيين‮ كانوا‮ حينها‮ مستهدفين،‮ فكيف‮ عشت‮ تلك‮ الفترة؟
كنا نسكن في مركز الولاية والتي كانت مؤمنة جيدا، كما أننا كنا نحتاط في تنقلاتنا ومع ذلك قمنا بتغطية موضوعية وكاملة للأحداث الأمنية، فمثلا كنا نشارك في تغطية عمليات التمشيط التي تقوم بها وحدات الجيش للجبال والغابات أو محاصرة مجموعة إرهابيين، وأذكر أن الجيش تمكن من استرجاع مجموعة أطفال ونساء من عائلات الإرهابيين بعد نجاح عملية التمشيط، وتم نقلهم إلى بلدية تاشتة في جبال الظهرة، وقد أجرينا مع هذه العائلات حوارات صحفية حول ظروف عيشهم في الجبال وسط الجماعات المسلحة وقد أجابونا بشكل عادي وتحدثوا عن ظروفهم المعيشية السيئة‮ جدا‮ في‮ الجبال‮.‬
تركت‮ الخبر‮ والتحقت‮ بجريدة‮ اليوم‮ حديثة‮ النشأة‮ حينها،‮ لماذا؟
لأن‮ الذين‮ أسسوا‮ اليوم‮ كلهم‮ أصدقاء‮ من‮ نصر‮ الدين‮ علوي‮ إلى‮ علواش‮ زايدي‮.‬
ماذا‮ ميز‮ جريدة‮ اليوم‮ عند‮ انطلاقتها؟
جريدة‮ اليوم‮ كانت‮ صرخة‮ في‮ الساحة‮ الإعلامية،‮ كانت‮ تبحث‮ عن‮ السبق‮ الصحفي‮ عن‮ كسر‮ كل‮ الطابوهات،‮ وكسر‮ انفراد‮ جريدة‮ الخبر‮ بالساحة‮ الإعلامية‮.‬
يقال‮ أن‮ جريدة‮ اليوم‮ هي‮ التي‮ قادت‮ حينها‮ الخطاب‮ الإعلامي‮ المنفتح‮ على‮ المصالحة‮ بعدما‮ هيمن‮ الخطاب‮ الاستئصالي‮ على‮ الساحة‮ الإعلامية؟
لا أدعم هذا الرأي، ولكني أأكد بأن هذه الجريدة فتحت الأبواب لكل المقصيين ولكل المهمشين، أذكر أن قضية العروش كانت طابو لا أحد يستطيع الحديث عنه ولكن قامت الجريدة بدعوة مندوبي العروش إلى منتدى جريدة اليوم، وكان هذا المنتدى طفرة في الممارسة الإعلامية في الجريدة، فقد كان أول منتدى في الجزائر بذلك الطرح، حيث كان يخصص له ملحق كامل في الجريدة، ولا يحذف أي تصريح نطق به ضيف الجريدة، وتحولت جريدة اليوم إلى مدرسة تخرج منها عدة صحفيين هم اليوم إطارات في جرائد أخرى.
جريدة‮ اليوم‮ عرفت‮ عدة‮ استقالات‮ جماعية‮ وهزات‮ أفقدتها‮ توازنها،‮ ما‮ هي‮ أسباب‮ هذه‮ الاستقالات؟
كانت‮ هناك‮ صراعات‮ مع‮ أشخاص،‮ أو‮ رحيل‮ جماعي‮ لتأسيس‮ جرائد‮ جديدة‮ فمثلا‮ جريدة‮ الفجر‮ عند‮ تأسيسها‮ كان‮ أغلب‮ طاقمها‮ من‮ جريدة‮ اليوم‮.
من‮ "‬اليوم‮" إلى‮ يومية‮ "‬الجريدة‮" كيف‮ خضت‮ هذه‮ التجربة‮ الجديدة؟‮
كنا حوالي سبع صحافيين من جريدة "اليوم" وهم نواة يومية "الجريدة" وتم الانطلاق بعد ثلاثة أشهر من التحضير بقوة نظرا لخلفية التمويل التي كانت قوية كذلك فمجموعة بلانكي التي وقفت وراء هذا المشروع الإعلامي وقدمت الإمكانيات اللازمة لهذا المشروع، كما أن الجانب التحرير‮ كان‮ في‮ المستوى‮ سواء‮ من‮ حيث‮ التغطيات‮ أو‮ بقية‮ الجوانب‮ الأخرى‮.‬
لكن‮ هذا‮ المشروع‮ انهار‮ وسقط‮ كورقة‮ خريف‮ متهاوية؟
وقع‮ صراع‮ بين‮ مدير‮ النشر‮ والمسير‮ حول‮ الخط‮ الافتتاحي‮ وأدى‮ هذا‮ الصراع‮ بالإضافة‮ إلى‮ أخطاء‮ أخرى‮ إلى‮ تراجع‮ مستوى‮ الجريدة‮ وانسحاب‮ معظم‮ طاقمها‮ الصحفي‮ قبل‮ أن‮ تتحول‮ إلى‮ أسبوعية‮ ثم‮ أغلقت‮ أبوابها‮.‬
عدت‮ إلى‮ جريدة‮ "‬اليوم‮" كرئيس‮ تحرير‮ لتقود‮ ملحمة‮ إعادة‮ إحياء‮ الجريدة‮ بعد‮ أن‮ فقدت‮ مؤسسها‮ التاريخي‮ والعديد‮ من‮ أعمدتها‮ الصحفية،‮ كيف‮ خضت‮ هذه‮ التجربة‮ الصعبة؟
قبل إغلاق جريدة الجريدة اتصل بي عدد من صحفيي جريدة اليوم وبطلب من مالكها طلبوا مني أن أشرف على هيئة تحريرها وكان لي الشرف أن يأتي الطلب من الزملاء بعد ثلاث محاولات لترغيبي في الالتحاق بالجريدة، خاصة وأني كنت رئيس قسم وطني في يومية الجريدة.
ما‮ هي‮ الشروط‮ التي‮ يجب‮ أن‮ تتوفر‮ في‮ رئيس‮ التحرير‮ حتى‮ يتمكن‮ من‮ تحقيق‮ النجاح؟‮
أولا يجب أن تكون له خبرة واطلاع كافي على مستوى كل الملفات، وأن يكون له حس إعلامي، فقد تمر حادثة بسيطة لا ينتبه لها كثير من الناس رئيس التحرير يجب أن يكون يقظ ويفتح هذه القضايا التي لا تبدو للوهلة الأولى مهمة.
ماذا‮ أضفت‮ كرئيس‮ تحرير‮ لجريدة‮ اليوم؟‮
أعدت تنشيط منتدى جريدة اليوم بإمكانيات معدومة بعد أن توقف لفترة، وهذا نظرا للمساهمة الإعلامية التي يفتحها وأيضا تسويق الجريدة في أوساط الرأي العام ولدى مسؤولي الدولة لأن أغلب الضيوف من المهمشين ومن المسؤولين، ولكن مشكل الجريدة في التسيير المالي للجريدة وليس‮ في‮ التحرير،‮ فالجانب‮ المالي‮ لم‮ يواكب‮ تطور‮ القسم‮ التحريري،‮ وبسبب‮ سوء‮ تفاهم‮ ومناورات‮ داخلية‮ توقف‮ مساري‮ المهني‮ بها‮.‬
التحقت‮ بيومية‮ الخبر‮ التي‮ كانت‮ في‮ يوم‮ ما‮ الأولى‮ في‮ السوق،‮ ما‮ سر‮ نجاح‮ هذه‮ الجريدة؟‮
اتصلت بصديقي عثمان سناجقي رئيس تحرير الخبر الذي رحب بي في هذه الجريدة، التي هي مؤسسة بأتم معنى الكلمة تشابه للوضع الذي كنا فيه في جريدة الشعب فكل الظروف موفرة وما على الصحفي سوى أن يبدع وهامش الحرية متوفر.
رغم‮ كل‮ الظروف‮ المتوفرة‮ في‮ الخبر‮ خضت‮ تجربة‮ أخرى‮ في‮ النهار‮ كنائب‮ رئيس‮ تحرير‮ مكلف‮ بالوطني،‮ لماذا؟
لأن مؤسسي جريدة النهار كانوا زملاء في جريدة الخبر وتم إقناعنا بأن جريدة النهار ستكون قفزة جديدة في الصحافة وأعطيت لنا صورة خيالية عن هذا المشروع، الذي عرف انطلاقة قوية من خلال البداية بطبع 50 ألف نسخة والاعتماد على أقلام معروفة، حيث انطلقوا من تجربة الخبر الناجحة‮ وتم‮ إسقاطه‮ على‮ جريدة‮ النهار‮.‬
ولكنك‮ انسحبت‮ منها؟‮
لا‮ يمكنني‮ أن‮ أقول‮ شيئا‮.. ولكنني‮ وجدت‮ عرضا‮ أفضل‮ في‮ جريدة‮ الفجر‮.‬
ما‮ الفرق‮ بين‮ تجربة‮ النهار‮ وتجربة‮ الفجر؟
جريدة النهار تهتم أكثر بالجانبين الأمني والاجتماعي أما الملفات السياسية نادرة جدا، على أساس أن الناس ملت من السياسة التي لم تعد لها ذلك الأثر السابق، أما جريدة الفجر جاءت بأقلام جديدة لأن هناك تصور جديد لعودة قوية للفجر على الساحة الإعلامية لتصبح رقما أساسيا في الساحة الإعلامية، خاصة في وجود طاقم محترف على رأسهم أستاذي سعد بوعقبة الذي كان رئيس تحرير جريدة الشعب عند التحاقي بها أول مرة إلى جانب الجو المهني الذي توفره مديرة النشر حدة حزام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.