فتح عبد المالك بوضياف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ورشة كبرى من أجل إعادة النظر في الخريطة الصحية على مستوى كامل التراب الوطني وإعادة هيكلتها، يريد أن يشرك فيها جميع الفاعلين في القطاع. كشفت مصادر موثوقة ل “اخر ساعة” أن الوزير بوضياف يعد مشروعا لرسم خارطة صحية جديدة تتماشى مع المتطلبات الجديدة لهذا القطاع “المتعب” والذي أتعب معه المواطنين، وحسب المصادر ذاتها فإن هذا المشروع يتمثل في استحداث مقاطعات صحية في جميع جهات الوطن، على أن يكون على رأس كل مقاطعة مدير عام، ولفتت المصادر إلى أن هذا الإجراء جاء من أجل الحد من مركزية التسيير وبالتالي الإسراع في إيجاد الحلول للمشاكل التي تعاني منها المؤسسات الاستشفائية. وسيكون لمراكز الصحة الجوارية ضمن المنظومة الصحية الجديد التي تعدّها الوزارة دور أكبر وذلك من أجل تقليل الضغط على المستشفيات، حيث ستأخذ هذه المراكز المزيد من الاستقلالية في التسيير كما سيتم تدعيمها بالمزيد من الإمكانيات المادية والبشرية، لكي يصبح بإمكانها التكفل بجميع الانشغالات الصحية للمواطنين، على أن تستقبل المستشفيات الحالات المستعصية والحرجة فقط. كما أوضحت المصادر ذاتها، أن عبد المالك بوضياف استشار جميع الشركاء الاجتماعيين في قطاع الصحة بخصوص هذه الإصلاحات وذلك بهدف إثرائها أكثر خصوصا وأن هؤلاء أعلم أكثر أي شخص اخر بما يحتاج قطاع الصحة باعتبارهم رجال الميدان، حسب المصدر ذاته، الذي أوضح أيضا أن الوزير ما يزال يدرس؛ من خلال اللجنة الوزارية التي شكلها من أجل وضع الخريطة الصحية الجديدة للبلاد، اقتراح الشركاء الاجتماعيين وذلك قبل اتخاذ خطوات عملية نحو تطبيقها على أرض الميدان، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيله قبل شهر مارس 2014، تضيف المصادر ذاتها، التي أكدت أن هذه الإجراءات تدخل في إطار السياسة الجوارية التي جاء بها الوزير بوضياف منذ تنصيبه على رأس الوزارة.