شهدت ساحة مقام الشهيد بالعاصمة صبيحة يوم أمس، تجمعا لعدد من قادة الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، من بينهم الجنرال بن يعلى وكذا رئيس الحكومة السابق»أحمد بن بيتور» و رئيس حزب العدالة والتنمية»عبدالله جاب الله»، وذلك لدعوة الشعب الجزائري الى مقاطعة الاستحقاق المقبل المقرر إجراؤه في ال17 من أفريل القادم، وسط تعزيزات أمنية مشددة منعتهم من الوصول إلى مقام نصب تذكار الشهداء لتلاوة بيانهم الأول. وقفت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات برؤسائها وقياداتها المركزية، وقفة رمزية لم يتعد عدد حاضريها الثلاث مائة، لتحسيس الرأي العام بالوضع الحالي التي وصفته بالهش و الخطير، بالاضافة الى التأكيد على خياراتها السياسية التي ثمنت فيها قرار المقاطعة الذي أثبتت التطورات المتتالية صوابه ومصداقيته على حد تعبيرها، أين اعتبرت مقاطعة الاستحقاق المقبل سلوك سياسيا حضاريا لرفض سياسة الامر الواقع، معتبرة ان اصرار السلطة على تنظيم الانتخابات بهذه الصورة هو الخطر الحقيقي على الجزائر. وفي بيان يحمل توقيع الاحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، دعت التنسيقية،الشعب الجزائري الى المساهمة الفعالة في التغيير السلمي ومقاطعة الاستحقاق الرئاسي، أين أفادت بأن هذه الاخيرة تكرس الرداءة والتزوير والفساد، مشددة على ضرورة انسحاب المرشحين مما أسمته بالمهزلة الانتخابية، كما دعت الطبقة السياسية الى الاجتماع حول مشروع سياسي وطني وفق دستور توافقي وإصلاحات سياسية حقيقية بدل الاصلاحات السياسية العرجاء التي كرستها السلطة، وتابعت القول بالاشارة الى انحياز الادارة ومختلف مؤسسات الدولة للرئيس المرشح، على اعتبار ان النتيجة محسومة مسبقا لصالحه، كما أضافت بأن المشاركة فيها مجرد تزكية لهذا المسار الذي يشكل خطرا كبيرا على مصلحة واستقرار البلد حسبها. وقالت في بيانها الذي تلاه رئيس حركة مجتمع السلم»عبدالرزاق مقري»، بأن الأزمة السياسية القائمة لا تتعلق بالعهدة الرابعة فقط على الرغم من أنها المظهر الأسوأ لنظام حكم مترهل وجب العمل على تغييره بالطرق السياسية السلمية حسبه، معبرة عن رفضها لسياسة التأزيم وافتعال الأحداث لاسيما في بعض مناطق الوطن لتمرير المشاريع السياسية وفرض الأمر الواقع على المواطنين، منددة بمنع المسيرات والوقفات وقمع المشاركين فيها، على الرغم من أن وقفة الامس لم تعرف ولا اعتقال أو ضرب لأحد منهم، وهو ماجعل رجال الصحافة يقولون بأن توصيات المدير العام للامن الوطني»عبدالغني هامل» بعدم التعرض للمتظاهرين أتت بنتيجة، كما صممت التنسيقية في سياق ذي صلة على مواصلة النضال بكل الوسائل والطرق السلمية حتى يتحقق التغيير المطلوب وتعود الكلمة للشعب من خلال انتخابات حرة ونزيهة.وفي ختام بيانها عبر أعضاء التنسيقية المكونة من كل من رئيس الحكومة السابق «احمد بن بيتور» رئيس حركة حمس» عبد الرزاق مقري»، رئيس التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية «محسن بلعباس»، رئيس جبهة العدالة والتنمية «عبد الله سعد جاب الله» الامين العام لحركة النهضة «محمد ذويبي» ورئيس حزب جيل جديد»سفيان جيلالي» عن رفضهم للمساومات والترتيبات غير الشفافة التي يستعملها النظام السياسي للخروج من الورطة التي وضع نفسه فيها حسبما جاء في كلامهم، داعيين جميع الرافضين للأمر الواقع مهما كانت مواقفهم السياسية قبل الانتخابات الرئاسية أن يستعدوا للتنسيق والتعاون من أجل فرض التغيير وإنهاء المخاطر التي تهدد الوطن والتي تدفع لها سياسات الرداءة والفساد والهيمنة التي يفرضها النظام القائم. سارة شرقي