عرفت ساحة البريد المركزي بقلب العاصمة أمس، احتجاجات صاخبة، و امتلأت الساحة بعدة فعاليات فمن حركة بركات، إلى مطالبين بحقوقهم المهنية والإجتماعية، و عائلات المفقودين التي طالبت بمعرفة مصير ابنائها، و كالعادة طوقت”البذلة الزرقاء” كافة المنافذ، دون تسجيل توقيفات في صفوف المحتجين، مثلما حدث في الاحتجاجات السابقة. وما ميز خرجة حركة بركات أمس هو أنها جاءت تزامنا مع ثلاث مظاهرات الأولى، وقفة احتجاجية أمام مبنى البريد المركزي، نظمها نشطاء أربع جمعيات حقوقية، شكلوا جبهة رافضة للنظام، وشارك في هذه الوقفة الإحتجاجية حوالي 40 شخصا، جميعهم ينتمون إلى جمعية الدفاع عن حقوق البطالين، ومنظمة 8 ماي الذين رفعوا فيها شعارات للمطالبة بحقوقهم، بعد أن تم تجنيدهم لمكافحة الإرهاب في مرحلة العشرية السوداء، لمدة تجاوزت ثلاث سنوات، ليجدوا أنفسهم أمام مستقبل مجهول، وشارك في هذه الوقفة الإحتجاجية حوالي 30 شخصا من أفراد التعبئة. أما جمعية عائلات المفقودين، وجمعية مكافحة الفساد لصاحبها الجمركي السابق، المقال من منصبه، رشيد عوين، والثانية وقفة احتجاجية نظمها أفراد التعبئة المجندين في صفوف الجيش الشعبي الوطني خلال الفترة الممتدة بين 1995 و1999 والثالثة مظاهرة نظمها نشطاء حركة بركات المعارضة للنظام وللعهدة الرابعة. والتي رفع أعضاؤها شعارات “بركات من الاستبداد ومصادرة الحريات، بركات من العبث بالقانون والدستور ومؤسسات الدولة، بركات من الشرطة السياسية، بركات من استعباد هذا الشعب الحر..وغيرها من الشعارات الرافضة للنظام، كمار رددوا الأناشيد الوطنية، بيد أنه لوحظ أن الاستجابة كانت ضعيفة من جانب المواطنين، حيث شارك في الوقفة الإحتجاجية حوالي 200 متظاهرفيما صنع غياب المجاهدة القديرة جميلة بوحيرد عن هذه المظاهرة الحدث خلال هذه المظاهرة، بعد أن كانت حركة بركات قد أعلنت أن هذه الأخيرة ستشارك في الوقفة الإحتجاجية إلى جانبهم. وسمحت عناصر الشرطة لأول مرة لحركة بركات منذ خروجها للشارع بتنظيم وقفة احتجاجية سلمية بساحة البريد المركزي دون تدخل عناصر الشرطة لقمع المتظاهرين إذ أنها المرة الأولى منذ انطلاق الحملة المناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، التي تتمكن فيها الحركة “ من التظاهر من دون أي تدخل لقوات الأمن التي طوقت المكان واكتفت بدور الملاحظ الحذرفي محيط التجمع السلمي وأمام مقر الجامعة المركزية ، حيث قامت المديرية العامة للأمن الوطني بإنزال أمني لقوات الأمن بالزيين الرسمي والمدني لاحتواء الإحتجاج لكنها تفادت تعنيف المتظاهرين والدخول معهم في احتكاك ، وقد يكون وراء هذه الإستراتيجية الأولى في التعاطي مع مثل هذه التظاهرات هو تسليط الإعلام الأجنبي والدول الخارجية الضوء على هذه المظاهرات التي تشهدها العاصمة مؤخرا وما أحدثته من ردود أفعال دولية ،وخوفا من توجيه انتقادات للسلطة حول قمع حرية التعبير ،وهو رد على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الذي تهجم على تعامل السلطة مع الإحتجاجات المتكررة حيث التزمت قوات الأمن بضبط النفس وعدم قمع المتظاهرين ، ولم تشهد المظاهرة أية توقيفات ، أو تجاوزات إلى حين أن غادر المحتجون المكان وتفرقوا من تلقاء أنفسهم. ليلى.ع