غيّرت مصالح الأمن من أسلوبها في التعاطي مع الإحتجاجات التي تنظّمها حركة بركات للأسبوع الثالث على التوالي أمام الجامعة المركزية، حيث تمكنت الأخيرة أمس مرفوقة بتكتل جديد يحمل اسم جبهة الرفض من التظاهر بشكل سلمي، دون تسجيل أي اعتقالات وسط المتظاهرين، وعمد رجال الشرطة بالزي المدني والرسمي إلى وضع طوق أمني دون الإحتكاك بالمحتجين محاولة منهم لحصرهم ومنع تنقّلهم إلى ساحة البريد المركزي، أين اجتمعت عائلات المفقودين وأفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب، جاء ذلك تطبيقا لتعليمات اللواء عبد الغاني الهامل المسؤول الأول عن الجهاز، الأخير خرج عن صمته بعد الانتقادات التي تهاطلت على جهاز الشرطة بخصوص قمع المتظاهرين بحجّة حفظ النظام العام. وصل المتظاهرون إلى المكان المحدّد في حوالي الساعة الحادثة عشر صباحا حاملين شعارات مندّدة بالعهدة الرابعة، وبدى نوع من التعايش السلمي بين قوات الشرطة والمتظاهرين الذين ردّدوا أناشيد وطنية وعبارات "لابوليس تاوعنا" تعبيرا عن استحسانهم للطريقة التي عوملوا بها لأول مرّة منذ بداية تلك الإحتجاجات، أين كانت سلسلة الاعتقالات تطال الحقوقيين والإعلاميين وكل من يقف للإدلاء بتصريح أمام الكاميرا، حيث يقتادون إلى مراكز أمنية ليطلق سراحهم وهي طريقة لتفريق المتظاهرين بطريقة غير مرخّصة قانونا، لا يواقفها - حسب المختصوين في القانون- مصطلح "اعتقال" الذي يعني أن الموقوف يبقى في الحجز تحت النظر لمدة لا تقل عن 24 ساعة، ويتم سماعه على محاضر رسمية.