" بركات" تحتج مجددا بالعاصمة والشرطة تكتفي بتطويق المتظاهرين لأول مرة منذ إطلاق حركتها الاحتجاجية ضد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، تمكنت حركة "بركات" من التظاهر أمام الجامعة المركزية وسط العاصمة دون تدخل رجال الشرطة، الذين فضلوا تطويق المحتجين وتأطيرهم دون تسجيل تدخلات عنيفة أو اعتقالات في صفوف المتظاهرين. وغير بعيد عن المكان، تجمع عشرات الناشطين فيما يسمى ب"جبهة الرفض" وانضم إليهم ناشطون في جمعية عائلات المفقودين، رفعوا شعارات تنادي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة. تمكن الناشطون ضمن حركة "بركات" المعارضة لترشح الرئيس بوتفليقة، أمس، من التظاهر دون تعرضهم للاعتقال، وقبل بداية الوقفة الاحتجاجية بالقرب من الجامعة المركزية وسط العاصمة، تبادل الناشطون رسالات قصيرة على هواتفهم النقالة تفيد بان الشرطة "لن تعتقل أحدا اليوم وعلى الجميع النزول إلى الشارع". وقبل نصف ساعة عن الموعد المحدد لبداية تجمع حركة "بركات"، التقى عدد من الناشطين فيما يسمى ب"جبهة الرفض" قبالة البريد المركزي، وانضم إليهم ناشطون في جمعية "أس أو أس مفقودين" وتنسيقية عائلات المفقودين، رفعوا شعارات تنادي بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وضد العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. أحد المشاركين في الوقفة التي دعت إليها حركة "بركات" قال في تصريح للنصر بان بعض أعوان الأمن اخبروهم بأنهم "هنا من اجل ضمان الأمن العام وتأطير الحركة ولن يتم اعتقال أي أحد"، وقال بأن تعليمات تكون قد وجهت لأفراد الشرطة الذين انتشروا في المكان منذ الصبيحة بتفادي الاحتكاك المباشر، وتشكيل طوق أمني حول المتظاهرين لتفادي أي مشاكل دون منعهم من ترديد شعاراتهم. وعلى غير العادة التظاهر لم تتدخل قوات الأمن التي انتشرت بقوة في محيط التجمع أمام مقر جامعة الجزائر، واكتفت بتطويق المحتجين لمنعهم من السير باتجاه ساحة البريد المركزي، وذلك بوضع حزام أمني محكم حال دون تمكن المتظاهرين من الوصول إلى البريد المركزي. ورفع المحتجون شعارات كتب عليها "50 سنة بركات"، "جزائر حرة ديمقراطية" وغيرها من الهتافات المنادية بالتغيير ورحيل النظام الحالي والمرور إلى مرحلة انتقالية. كما ردد الحاضرون شعار "الشرطة ديالنا" في إشارة إلى التعامل السلس الذي واجهت به مصالح الأمن الاحتجاج. في الجهة المقابلة، وقف بعض الفضوليين والمارة لمتابعة الموقف والاستماع للشعارات التي يرددها المحتجون، وطلب احد المحتجين من المواطنين الذين كانوا واقفين في الجهة المقابلة بالانضمام إليهم وخاطبهم قائلا "الأمر بهمكم انتم كذلك يا سكان العاصمة لماذا لا تتحركوا نحن هنا من اجل مستقبلكم ومستقبل الجزائر"..لكن هذا النداء قوبل بالتجاهل أو التعليق، ورد احد المارة "بأن الاحتجاج لا يجدي نفعا" رغم انه أبدى تعاطفا مع ما تطالب به الحركة إلا انه "اعتبر بان الأوضاع السائدة في دول الجوار تجعل المرء يفكر مرتين قبل الانخراط في أي مسعى كهذا". ويبدو بان الانتقادات التي طالت الحركة، واتهامها من قبل سياسيين و قادة أحزاب بخدمة "أجندات مشبوهة" تكون قد أثرت على صورة حركة "بركات"، وقال شخص كان يشاهد الاحتجاج من الجهة المقابلة "بان الكثير من الأقاويل والإشاعات راجت حول الأطراف التي تقف خلفها وشخصيا لا اعرف أين هي الحقيقة إن كانوا فعلا ملائكة كما يدعون أم عكس ذلك كما يقول البعض"، وأضاف قائلا "رانا في خالوطة كبيرة احتجاجات هنا عنف في غرداية ومناطق أخرى ربي يستر " وقالت أميرة بوراوي، وهي من أبرز منشطي حركة "بركات" بان الحركة نجحت في "كسر الحملة التي طالتها في الفترة الأخيرة والتي حاولت تشويه سمعتها بأنها تعمل لصالح أطراف أجنبية" وأضافت "تمكنا من التظاهر دون أي طارئ ودون " أن يتم اعتقالنا من قبل رجال الأمن المنتشرين في كل مكان". بدوره قال عضو في الحركة، إن الوقفة كانت مناسبة لتمرير رسالة "مفادها بان الحراك سلمي وحركتنا سلمية ولا تستهدف إطلاقا المساس بأمن البلاد كما يحاول البعض الترويج لذلك" وأضاف "رفضنا كإعلاميين ومثقفين التدخل الأجنبي في السابق ونرفضه اليوم كما نرفض أي تسييس لحركتنا الاحتجاجية" التي تعترف بالمواطن لا بالانتماء السياسي.