اكدت الجمعية الوطنية لتعريف وترقية تراث الأوراس المسماة «أوراس الكاهنة» النشطة في مناطق الشرق الجزائري، انها ستلجأ إلى العدالة لمقاضاة مدير حملة الرئيس بوتفليقة، عبد المالك سلال، الذي استعمل «كلمات جارحة ومهينة تضاهي تلك المستعملة في الفترة الاستعمارية». احتجت الجمعية الوطنية «أوراس الكاهنة»، في بيان وقعه رئيسها بشير أغرابي، على «هذا النوع من المساس بالوحدة المعنوية لجزء من الشعب الجزائري، ومنطقة لطالما ضحت بالشهداء من أجل تحرير هذا البلد، من القوى الاستعمارية العالمية التي «تنمرت» على الشعب منذ 132 سنة، لتجد نفسها في الأخير تعامل بشكل قاس بنفس عبارات الفترة الاستعمارية من شخص يقول عن نفسه أنه مسؤول سياسي سام في الجزائر المستقلة«. وجاء في بيان الجمعية امس، أنه بعد «الكلمات الخطيرة والمجحفة والجارحة والمهينة والقاذفة التي أطلقها عبد المالك سلال، ضد قطاع من الجزائريين الذين هم الشاوية، فإن الجمعية الوطنية «أوراس الكاهنة»، قررت رفع دعوى قضائية أمام المحاكم الجزائرية ، ضد العبارات الخطيرة والجارحة التي استخدمها الشخص المذكور اسمه». وتثير تصريحات سلال التهكمية، في كل مرة، غضب الشارع في الجزائر، جراء شعور قطاع كبير من الجزائريين باستفزازهم.واخر «زلة لسان» وقع في فخها مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، ان تهكم، الجمعة الماضي، امام مديري الحملة عبر 48 محافظة، جمعهم بالعاصمة، من امازيغ «الشاوية»، وخرج الالاف من سكان باتنة، الى الشارع، منددين بما وصفوه» إساءة سلال لهم» منذ يوم السبت، وتتواصل الاحتجاجات وسط المدينة التي التحق بها المئات من المحتجين من الولايات المجاورة، من الامازيغ»الشاوية» كمحافظة خنشلة ومحافظة ام البواقي، ويردد هؤلاء عبارات مناهضة لمدير حملة بوتفليقة. وأثارت التصريحات المتوالية الحاملة لمضمون «تهكم» للوزير الأول السابق في زياراته التفقدية إلى مختلف الولايات، حفيظة قطاع واسع من الجزائريين، وكذلك «النخبة» المثقفة في البلاد، وسلال، البالغ من العمر 64 عاما رغم انه استقال من منصبه للتفرغ لإدارة حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، لرئاسيات 17 افريل، بناء على طلب بوتفليقة نفسه، الا ان خطاباته ومواقفه، تعطي انطباعا على انه مازال يمارس مهامه الرسمية في الدولة ، ولا ينظر اليه ما دونه من المسؤولين وحتى المواطنين على انه مدير حملة الرئيس المترشح ولكن كوزير اول. وقد اثارت تصريحات عبد المالك سلال سخطا كبيرا في الاوساط الشعبية، اذ خرج المئات من الباتنيين وسكان ولايات الشرق تنديدا بالعبارة التي استعملها في حقهم يوم الجمعة الماضي بالعاصمة على هامش لقاءه بمديري حملة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بينما يتحدث الجزائريون، عن مسؤول سام في الدولة، فريد من نوعه، هو عبد المالك سلال، الوزير الأول السابق، والمدير الحالي للحملة الانتخابية للرئيس المترشح ، وذلك على خلفية خرجاته التنكيتية غير المتوقعة، منذ أن تولى كرسي الوزارة الأول، ماي 2012. وتنقل الوزير الاول بالنيابة يوسف يوسفي رفقة قائد الدرك الوطني اللواء احمد بوسطيلة اول امس، الى باتنة، آتيا اليها من محافظة غرداية في الجنوب، التي تشهد اعمال عنف غير مسبوقة، وقال يوسفي « ان سلال صديقي ولا يقصد الاساءة لاي كان ولا ينبغي تضخيم الامور».ويعتقد الكثيرون ان سلال يدفع ضريبة جهله باللغة العربية، اذ انه زاول مسارا تعليميا بالفرنسية مثل العديد من المسؤولين الجزائريين.