أجلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر النطق بالحكم في قضية التفجيرات التي استهدفت قصر الحكومة وخلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى إلى يوم الغد، ويوجه المتهمون ال 56 المتورطون في القضية أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أحكاما غيابية لوجودهم في حالة فرار. أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر قرار تأجيل الفصل في قضية تفجيرات قصر الحكومة التي وقعت في 11 أفريل بسبب غياب دفاع ثلاث متهمين من الستة الحاضرين والذين انتظرتهم المحكمة طيلة أربع ساعات دون حضورهم، وتضم القضية 56 متهما، 50 منهم في حالة فرار ومن بينهم عبد المالك درودكال أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ورئيس اللجنة الإعلامية للقاعدة بالجزائر"قاسمي صالح"، ويوجه المتهمون تهما تتعلق بجنايات إنشاء وتكوين جماعة إرهابية والانتماء والانخراط في جماعة إرهابية مسلحة علاوة على القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد باستعمال المتفجرات. وكشفت هيئة الدفاع أن هذه القضية التي تتعلق بالتفجيرات التي استهدفت مقاطعة الشرطة للدار البيضاء والتي أودت بحياة 11 مواطنا وخلفت 78جريحا قد تم فصلها عن قضية التفجيرات التي استهدفت قصر الحكومة وأودت بحياة عدد أكبر من المواطنين. وقد حضر الجلسة عدد كبير من الضحايا وذويهم والذين تأسسوا كأطراف مدنية مع عدد من المحامين من بينهم الأستاذ عزي مروان الذي اشتغل طيلة السنوات الماضية على ملف المصالحة الوطنية. وكان المتهمون في تفجيرات 11 أفريل قد أدلوا في إفاداتهم أمام قاضي التحقيق أنهم كانوا يستهدفون كذلك تفجير المديرية العامة للأمن الوطني. كما تفيد أقوالهم أمام ومصالح الضبطية القضائية، إلى أن الاعتداءات الانتحارية بما في ذلك الفاشلة تمت من طرف عناصر كتيبة تنشط بمنطقة الثنية بولاية بومرداس، والتي غيرت مركز نشاطها مباشرة بعد العمليتين تحسبا لأي تحرك أمني من طرف مصالح الأمن الجزائري التي كانت تتعقب نشاط المجموعة كما أن العمليتين نفذتا بناء على دراسة مفصلة وأيضا بدعم كبير من شبكات الدعم والإسناد التي تعد بمثابة مكتب دراسات للقيادة العليا في التنظيم الإرهابي. وتشير التحريات حول القضية إلى أن أغلب عناصر هذه الكتيبة فضلت الالتحاق بمعاقل "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" مباشرة بعد تنفيذ العملية التي خطط لها طويلا على حد قول المتهمين، وهذا بالتنسيق من طرف المكلف بالعلاقات والاتصال" سمير سعيود" الذي لم يشهد العمليتين لأن مصالح الأمن أطاحت به قبل الاستعداد التام للتنفيذ، وذلك في كمين له حين كان في طريقه من العاصمة إلى مركز القيادة بجبال "بوغني".