حمل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي السلطات الألمانية المسؤولية عن إعدام رهينة ألماني ظل محتجزا عند التنظيم الإرهابي مدة أربعة أشهر، مؤكدا بأن محاولة الاقتحام العسكرية التي قامت بها قوات خاصة بنيجريا هي التي أدت إلى تصفية الضحية، وهدد من جهة أخرى برلين بالتعرض لأمنها وأمن رعاياها إذا لم تقم، حسب تعبير الفرع المغاربي للقاعدة، بتصحيح سياساتها اتجاه المسلمين. قال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في بيان نشر أمس على المواقع الجهادية التابعة للقاعدة أن السلطات الألمانية تتحمل كامل المسؤولية عن مقتل الرهينة الألماني إدجر فريتز روباخ الذي اختطفه التنظيم في جانفي الماضي، وظل محتجزا مدة 4 أشهر كاملة. وواصل التنظيم الإرهابي يقول: »يبدو أن الساسة الألمان لم يستفيدوا من إخفاقات ساركوزي في الساحل الإفريقي، وهاهم يرتكبون إخفاقًا وحماقة أخرى مشابهة في نيجيريا تسببت في مقتل مواطنهم الأسير الألماني إدجر فريتز روباخ إثر تدخل قوات عسكرية خاصة في نيجيريا لمحاولة تحريره بالقوة، رغم حرص المجاهدين على تسوية سلمية للملف يكون من نتائجها رجوعه لأهله سالمًا إن تم تلبية مطلبهم«. وفي محاولة واضحة لتأليب الرأي العام الألماني وتحميل برلين وحدها المسؤولية عن دم الضحية، استطرد تنظيم عبد الملك درودكال: »نقول لأهل المواطن الألماني إن دم ابنكم معلق برقبة حكومتكم، فعملية الاقتحام العسكري هي التي تسببت في مقتله، وحكومتكم هي التي أعطت الضوء الأخضر ووافقت عليها.. ونقول للحكومات الأوروبية عامة إن أسلوب الحماقة في التعاطي مع ملفات الرهائن قد أثبت فشله وأدى في كل الحالات إلى مقتل الرهائن وكثير من العسكريين، بينما أثبت أسلوب التفاوض الجدي والمسئول نجاحه وأدى إلى الإفراج عنهم«. وحمل بيان الفرع المغاربي للقاعدة تحذيرات واضحة لألمانيا، تضمنت إشارات لإمكانية استهداف أمنها وأمن رعاياه وضرب مصالحها في المنطقة في حال لم تغيير سياساتها اتجاه المسلمين، وأكد البيان في هذا الشأن: »نوجه رسالة للعقلاء في الحكومة الألمانية: أننا لسنا غافلين عن الانتهاكات الممارسة ضد المسلمين وضد مقدساتهم في ألمانيا أو في خارجها، وأنه يتوجب عليكم تصحيح ذلك قبل فوات الأوان، لأن أمنكم وأمن مواطنيكم مشروط بأمن المسلمين وباحترام مقدساتهم«. وكان الضحية الذي يعمل لدى مجموعة »بيلفينجر بيرجر« للبناء قد اختطف من قبل مجموعة إرهابية في نهاية جانفي الماضي في ضواحي كانو في نيجيريا، وذلك بعد أيام قليلة من سلسلة هجمات منسقة على تلك المدينة أسفرت عن سقوط 185 قتيلا تبنتها حركة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة، ونشر التنظيم في مارس مقطع فيديو وظهر الألماني في الشريط مكبل اليدين ومحاطا بمسلحين ووجهه مقنع، وأعلن هويته ودعا الحكومة الألمانية إلى إنقاذ حياته، وطالب الخاطفون في مقطع الفيديو المذكور بإطلاق سراح امرأة ألمانية من أصل تركي تقضي عقوبة بالسجن لإدانتها في قضية تتعلق بدعم الإرهاب، من دون أن تتسرب معلومات أخرى عن قيمة الفدية المالية التي طالب بها الخاطفون، علما أن مقايضة الرهائن بمعتقلين مدانين في قضايا الإرهاب، كثيرا ما تكون مجرد غطاء لمطالب أخرى لها علاقة بفديات مالية ضخمة، وللإشارة أيضا فإن الرهينة الألماني »إدجر فريتز روباخ« أعدم في كانو على أيدي خاطفيه في نهاية ماي الماضي في وقت كانت قيه قوات أمنية خاصة على أهبة للقيام بعملية أمنية لتحريره. وحسب مصدر عسكري في نيجيريا فإن جنودا »شنوا هجوما على مخبأ كان خاطفوه يحتجزونه فيه، فوقع تبادل إطلاق نار فجر خلاله المخاطفون متفجرات، قتلوا الرهينة عندما أدركوا أنها النهاية«. ويلجأ تنظيم القاعدة وفروعه المختلفة في الكثير من الأحيان إلى بتصفية رهائنه في حال لم يتم الاستجابة فورا لمطالبه، وقد سبق للتنظيم أن أعدم الرهينة الفرنسي العجوز ميشال جيرمانو بعد عملية عسكرية فرنسية- موريتانية فاشلة في شمال مالي قتل خلالها ستة من الخاطفين، ولا يزال التنظيم الإرهابي، والمجموعات الجهادية الأخرى المرتبطة بها يحتجزون عدد من الرعايا الغربيين، فضلا عن الدبلوماسي الجزائر بوعلام سايس وستة من معاونيه اختطفوا بمقر القنصلية الجزائرية بغاو بشمال مالي على يد حركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا التي هدد بتصفيتهم ما لم تستجب السلطات الجزائر لشروط هذا التنظيم الإرهابي المنشق عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.