حمّلت القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الحكومة الألمانية مسؤولية مقتل مهندس ألماني في شمال نيجيريا أثناء محاولة تحريره، نهاية ماي الماضي. وبذلك كشف التنظيم الإرهابي، لأول مرة، أنه يملك حضورا في نيجيريا ويؤكد صلته القوية بجماعة ''بوكو حرام''. إدغار فريتز روباش، مهندس ألماني تعرض للاختطاف، يوم 26 جانفي الماضي، بمنطقة كانو في شمال نيجيريا، حيث يشتغل في مؤسسة متخصصة في البناء. وقتل يوم 31 من الشهر الماضي على أيدي خاطفيه، عندما حاولت وحدة عسكرية فك أسره. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، عن موقع إلكتروني أمريكي، أن ''القاعدة بالمغرب الإسلامي''، تعتبر ألمانيا مسؤولة عن مقتل المهندس. ولكن التنظيم المسلح لم يعلن أبدا، من قبل، تبنيه عملية الاختطاف. وبتحميلها برلين مسؤولية قتل فريتز، فإن ''القاعدة'' تكشف بأن نشاطها اتسع من شمال الجزائر وجنوبها إلى الساحل ثم إلى نيجيريا. وذكر التنظيم في بيانه التحذيري لألمانيا، أن برلين هي من أعطت الضوء الأخضر للجيش النيجيري لشن عملية عسكرية بهدف تحرير المختطف. وأوضحت أن الخاطفين الذين سمّتهم ''مجاهدين''، كانوا يرغبون في حل أزمة المهندس سلميا. لكن تدخل الجيش النيجيري، بإيعاز من ألمانيا، هو من تسبب في دفع الخاطفين لقتله. وأضاف البيان متوجها إلى عائلة فريتز : ''نقول لكم بأن حكومتكم هي من سفكت دم ابنكم''. ودعا التنظيم برلين إلى ''تغيير موقفكم تجاه المسلمين لأن أمنكم وأمن رعاياكم متوقف على أمن المسلمين واحترام مقدساتهم''. ومن أكثر ما يلفت الانتباه في تبني خطف وقتل الرهينة الألماني، أن الفرع المغاربي ل''القاعدة'' يؤكد الصلة الموجودة مع جماعة ''بوكو حرام'' التي تزرع الرعب في مناطق كثيرة بنيجيريا. أما تواجد ''القاعدة'' في شمال نيجيريا فيعكس سعي التنظيم، منذ عامين، لأن يجد له موطئ قدم جديد بمناطق أخرى في إفريقيا. ولبلوغ هذا الهدف، لم يكن ممكنا أن يجد أفضل من ''بوكو حرام'' لمساعدته على الانتشار، وفتح جبهة جديدة لتهديد المصالح الغربية. ونشرت ''الخبر''، في بداية جوان، أن الأمن النيجيري اعتقل ستة أشخاص ينتمون إلى القاعدة، عقب اشتباك اندلع خلال محاولة تحرير المهندس فريتز. ويوجد من بين المعتقلين، جزائري يسمى بن غردي صالح وهو عضو ب''كتيبة طارق بن زياد'' التي يقودها محمد غدير، الشهير ب''عبد الحميد أبو زيد''.