أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، أول أمس، أن الجزائر تضل متمسكة بمطلب تجريم الاستعمار إلى غاية إقناع الطرف الفرنسي، قائلا »إن هذا المطلب يحتاج لبعض سنوات لتحقيقه، لا إلى 132 سنة أخرى«. قال وزير المجاهدين محمد الشريف عباس على هامش عرض المجاهد والوزير الأسبق بوعلام بن حمودة لكتابه الجديد »الثورة الجزائرية ثورة أول نوفمبر: معالمها الأساسية«، أن »مطلب تجريم الاستعمار يبقى قائما حتى وإن تطلب ذلك انتظار بضع سنوات لإقناع الطرف الفرنسي«. وفي هذا الصدد، أوضح محمد الشريف عباس بأن الجزائر لا تحتاج ل 132 سنة أخرى لإقناع السلطات الفرنسية بضرورة الاعتراف بالجرائم التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية، وإنما تحتاج لبضع سنوات فقط لتحقيق هذا المطلب، وأضاف وزير المجاهدين أن مدة 132 سنة من الاستعمار »تتطلب حقيقة التسلح بالثقافة والتعليم ومواصلة النضال، لكن مطلب تجريم الاستعمار يظل قائما«. وجاء التصريح الأخير لوزير المجاهدين لتأكيد ما سبق وأن صرح به بهذا الشأن، سيما عندما قال أن الجزائر »تنتظر أفعالا« بخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية، وذلك عقب التصريحات »المشجعة« التي أدلى بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال حملته الانتخابية، وأضاف أن الجزائر تتوخى من التصريحات أنها ستضع العلاقات بين الجزائروفرنسا في أحسن صورها التي نتمناها والتي تخدم مصلحة الشعبين، كما أضاف »يبقى أنه بعد انتخابه وتوليه الرئاسة بصفة رسمية سوف ننتظر الأفعال«. وكان فرانسوا هولاند أكد في الذكرى الخمسين لتوقيع اتفاقات يفيان العام 1962 التي مهدت لاستقلال الجزائر، أنه »يريد القطيعة مع حرب الذاكرة« بين فرنساوالجزائر، قائلا »اليوم بين الإعراب عن الندم على الاستعمار، أو الركون إلى النسيان، وهو بالتأكيد خطأ، هناك مجال لنظرة ثاقبة ومسؤولة لماضينا الاستعماري وللتقدم بثقة باتجاه المستقبل«.