طرحت جبهة العدالة والتنمية برئاسة عبد الله جاب الله، عملية سبر أراء على موقعها الالكتروني من اجل معرفة توجهات المناضلين والمواطنين المهتمين حول مشاركتها في الانتخابات المحلية المقبلة، وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي يقوم بها جاب الله داخل الجبهة السياسية المعارضة من اجل بلورة موقف موحد بشان الانتخابات المزمع تنظيمها قبل نهاية السنة . ما تزال تداعيات نتائج الانتخابات التشريعية للعاشر من ماي والتي منيت فيها جبهة العدالة والتنمية برئاسة عبد الله جاب الله، تلقي بظلالها على الحركة وكوادرها، حيث سارعت الهيئات القيادية إلى التفكير في كيفية التعامل مع الاستحقاقات المقبلة في ظل قناعة لدى إطارات الجبهة أن التزوير وراء الهزيمة التي منيت بها جبهة جاب الله، ومن هذا المنظور تسعى الجبهة لتوسيع استشارتها السياسية في قواعدها من جهة وحتى نحو المواطنين المتعاطفين مع الجبهة من اجل التوصل إلى سند شعبي للقرار المنتظر بخصوص المحليات، إما بالمشاركة أو المشاركة المشروطة أو بالمقاطعة التامة للحدث الانتخابي. وفي هذا السياق قال القيادي وممثل الجبهة عمار خبابة ل»صوت الأحرار« في وقت سابق أن جبهة العدالة والتنمية تدرس بعمق مسالة الانتخابات المحلية، سواء من خلال توسيع استشارة قواعدها ومناضليها والمتعاطفين معها وأيضا من خلال دراسة الموضوع بجدية مع أحزاب الجبهة السياسية للدفاع عن الديمقراطية التي تعتبر الجبهة واحدة من الأطراف الفاعلة فيه، حيث يسعى جاب الله إلى إقناع أطراف الجبهة السياسية باتخاذ موقف موحد على الأقل من الانتخابات، وبرأي عمار خبابة فان هذه الخطوة ستشكل امتحانا حقيقيا لاستمرار التكتل والتنسيق مع مجموعة ال16 ، ذلك لان نشاطها بقي بدون فعالية إلى حد الساعة. ويحاول جاب الله أن يفتك موقف موحد من الجبهة السياسية بما يمكنه من ممارسة ضغط اكبر على السلطة من اجل بحث آليات جديدة واتخاذ إجراءات إضافية لضمان نزاهة الانتخابات خاصة وان النسبة الاقصائية في المحليات ترتفع إلى 7بالمائة مما يعني أن الأحزاب الصغيرة أو تلك التي لا تحضر نفسها بشكل كافي ستتلقى هزيمة نكراء. ومعلوم أن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله قد عبر عن رفضه للنتائج التي أفرزتها انتخابات العاشر ماي والتي لقيت فيها جبهته الوليدة هزيمة سياسية كبيرة، بالنظر إلى التصريحات التي أطلقها الرجل قبل الانتخابات والتي توقع فيها فوز حزبه بالمرتبة الأولى أو الثانية على الأقل، لكن النتائج كانت مخيبة لآماله مما وضعه في موقف حرج لم يتجاوزه إلا بحملة سياسية وإعلامية ضد الانتخابات ونتائجها، كما اختار الانضمام إلى تكتل الأحزاب المعارضة لممارسة ضغط على السلطة وتعبئة الشارع إلا أن أمله سرعان ما خاب بسبب ضعف الأحزاب الجديدة وافتقارها إلى قاعدة نضالية وضعف تاطيرها السياسي، فضلا على دخول أحزاب أخرى في أزمات جراء المواقف المتخذة ومنها إنشاء برلمان شعبي وكتاب ابيض يوثق للتزوير. في حين اختلفت أطراف الجبهة السياسية حول آليات التنسيق المحلي مما جعل المبادرة تبقى دون تأثير يذكر في المشهد السياسي العام. وبالعودة إلى عملية سبر الآراء التي طرحتها جبهة العدالة والتنمية، فقد يكون المقصود منها تبرير أي خطوة يقدم عليها الشيخ وتقاسم المسؤولية مع قواعده إذا ما كانت النتائج في غير صالح الجبهة. فالمقاطعة برأي المراقبين لها ضريبتها على الجبهة والمشاركة أيضا، وهو ما يعني أن قيادة الجبهة تبحث عن خيارات منها المشاركة بشروط، مثل إسناد تنظيم الانتخابات وتأطيرها إلى هيئة مستقلة تماما عن الإدارة وهي التي تعلن النتائج بدل وزارة الداخلية، وهو ما يبدو غير مطروح على الأقل بالنسبة للسلطة في الوقت الحالي سيما وأنها تعتبر الانتخابات نزيهة وشفافة وتمت في أجواء ديمقراطية وسخرت لها كل الإمكانيات القانونية والمادية والبشرية لنزاهتها.