أقنع «تكتل الجزائر الخضراء» ستة أحزاب سياسية، على الأقل، من أجل الانضمام إلى مبادرة أطلق عليها اسم «جبهة ضد التزوير» في محاولة منه للتحريض ضد النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع الخميس الماضي، ومن المنتظر أن تلتقي قيادات هذه التشكيلات اليوم من أجل الخروج ب«موقف موحّد» تجاه نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة. أفاد مصدر قيادي في «تكتل الجزائر الخضراء» أن اجتماعا تحضيريا انعقد أمس بالعاصمة بين ممثلي خمسة أحزاب من أجل تحضير جدول أعمال اللقاء المقرّر بعد ظهر اليوم بين قياداتها، وكشف أن الأمر يتعلق بكل من أحزاب التكتل زيادة على جبهة العدالة والتنمية (7 مقاعد) التي يقودها «عبد الله جاب الله»، وجبهة التغيير (4 مقاعد) برئاسة «عبد المجيد مناصرة»، وكذا حزب الفجر الجديد بقيادة (5 مقاعد) «الطاهر بن بعيبش»، والجبهة الوطنية الجزائرية (9 مقاعد)، مع احتمال انضمام جبهة الجزائرالجديدة التي فشلت في الحصول على أي مقعد. ومن المرتقب أن ينضم كل من حزب العمال (17 مقعدا) وجبهة القوى الاشتراكية (21 مقعدا) إلى جانب حزب عهد 54 (3 مقاعد) إلى المبادرة بحسب مصدرنا الذي برّر غياب هذه الأحزاب عن أول اجتماع مبرمج اليوم بانشغال قياداتها بتقديم الطعون عن النتائج النهائية التي أعلن عنها رئيس المجلس الدستوري «الطيب بلعيز»، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود اتفاق مبدئي مع المبادرة التي أطلقتها أحزاب «تكتل الجزائر الخضراء». ومن خلال المعطيات الأوّلية التي استقتها «الأيام» من المصدر ذاته فإن كل الاحتمالات مطروحة خلال لقاء اليوم الذي سيركز على أمرين يتعلق الأول بتوحيد الموقف حيال «عدم الاعتراف بالنتائج التي أعلنت عنها الإدارة» بالإضافة إلى دراسة خيارات أخرى من ضمنها «الانسحاب الجماعي من البرلمان المقبل». واعترض محدّثنا على أن يكون هذا التنسيق الجماعي بمثابة «تصعيد الموقف ضد السلطة» وإنما اعتبر ذلك مجرّد «ردّ فعل طبيعي على ما حصل من تجاوزات أضرّت بمصداقية العملية الانتخابية». واللافت في هذه الخطوة أنها تأتي في وقت تتجه فيه الأنظار إلى أكبر التيارات التي خسرت الرهان في اقتراع العاشر من شهر ماي الجاري، ويتعلق الأمر ب «تكتل الجزائر الخضراء» الذي خرج من الباب الضيّق بعد عجزه عن الحصول على نفس المقاعد التي حازت عليها حركة مجتمع السلم منفردة في تشريعيات 2007، وهو ما يسري على جبهة العدالة والتنمية التي كانت من أبرز المرشحين لتكون بعد «الأفلان» في ترتيب الفائزين في التشريعيات، وكذا جبهة التغيير التي لم تحصل سوى على أربعة مقاعد. والغريب في الأمر أن هذه الأحزاب بما فيها حزب العمال ترفض قياداتها تحمّل مسؤولية الإخفاق في اقتراع الخميس الماضي وهي لم تجد ما تواجه به حدة التذمر والاستياء على المستوى الحزبي سوى الانضمام إلى مبادرة «تكتل الجزائر الخضراء» في خطوة يعتبرها الكثير من المتتبعين بمثابة خطوة فاشلة مسبقا من أجل لفت الأنظار وتوجيهها إلى الساحة الوطنية بدلا من الساحة الحزبية. الأمينة العامة لحزب العمال التي كانت تسبّ وتشتم التيار الإسلامي قبل التشريعيات وتتهمه بالعمالة للولايات المتحدةالأمريكية لم تجد أي مانع اليوم في التحالف معها في موقف غريب يعكس فعلا فشل هذا الحزب وتناقض مواقفه بشكل مفضوح. كما يتزامن هذا الحراك مع محاولات البعض التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية لكن من دون تقديم دليل مادي واحد يُثبت حدوث تلاعب في النتائج النهائية خاصة وأن ما يزيد عن 12 مليون جزائري امتنعوا عن التصويت مع إلغاء 1 مليون و704 ألف ورقة. وفي وقت كان من المفترض فيه أن تراجع الأحزاب الخاسرة أوراقها وتبحث عن تبرير موضوعي لنكستها وخاصة منها المحسوبة عن »التيار الإسلامي« لم تجد أي خيار آخر تواجه به غضب قواعدها سوى التلويح بالانسحاب من عضوية المجلس الشعبي الوطني.