غابت، أمس، أحزاب التكتل الأخضر عن اجتماع قادة أحزاب المعارضة التي التقت بمقر جبهة العدالة والتنمية ببوشاوي، وهو ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن أسباب هذه المقاطعة بعد حضورهم في اللقاء الأولي بمقر الجبهة الوطنية الجزائرية؟ على عكس تصريحات ممثلو أحزاب التكتل المتعلقة بقيامها بتنسيق المواقف مع أحزاب المعارضة والسعي لقيادة جبهة الرفض للانتخابات حسب تصريحات نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، بدا واضحا أمس، أن أحزاب التكتل الأخضر نفضت يداها من مبادرة الأحزاب المنهزمة في الانتخابات التشريعية الماضية، فقد سجل غياب أي ممثل عن التكتل الأخضر على لقاء قادة الأحزاب التي التقت بمقر جبهة العدالة والتنمية لبحث أرضية العمل المشتركة في المرحلة المقبلة واليات التعاطي مع النتائج والتوازنات الجديدة التي أفرزتها نتائج انتخابات العاشر ماي الجاري. وحسب العديد من المصادر الحزبية فان الانسحاب غير المعلن للتكتل الأخضر من مبادرة العشرين يعود إلى جملة من الأسباب: أولها ما أفرزته دورات مجالس شورى أحزاب التكتل من نتائج وفي مقدمتها حمس، فالأخيرة قررت المشاركة في البرلمان وهذا الخيار يعني انها غير متفقة مع مجموعة العشرين التي تطرح خيار مقاطعة البرلمان كواحدة من الأوراق الضاعظة على السلطة. ذلك لان استبعاد حمس وحليفيها لخيار المقاطعة يتطلب من تعديل جوهري في أرضية المطالب والآليات التي تطرحها أحزاب المعارضة وهو ما يبدو مستبعدا من قبل العديد من النشطاء الذين يدعون إلى دراسة كل الخيارات والوسائل الممكنة سياسيا وقانونيا وسلميا. أما ثاني أسباب المقاطعة غير المصرح بها من قبل التكتل الأخضر فيعود في جانب كبير منه إلى الخلافات التي تطبع العلاقة بين عبد الله جاب الله وأحزاب التكتل الأخضر وبالأخص حركتي الإصلاح والنهضة، علاوة على الخلاف التقليدي بين عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير وقادة حمس، وهو ما جعل من حضور التكتل على مستوى القادة غير ممكنا بالنظر إلى الهوة العميقة التي ارتسمت بين قادة الأحزاب الإسلامية وشكلت حاجزا نفسيا من الصعب تجاوزه في هذه المرحلة بالذات. هذا في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر حزبية على بروز مؤشرات على صراع بين التكتل الأخضر وجاب الله حول قيادة مبادرة العشرين، فحمس تتطلع حسب التصريحات المتتالية لعبد الرزاق مقري إلى قيادة ما يسميه المعارضة الشعبية والحزبية في المرحلة المقبلة، وهو الدور الذي يتقاطع مع حسابات عبد الله جاب الله الذي يرى أن حمس تنافسه في موقعه الطبيعي وهو المعارضة باعتباره واحد ممن قاطعوا السلطة منذ عقود بل ويعتبر نفسه ضحية للسلطة جراء مواقفه المعارضة. وبعيدا عن هذه الحسابات، تبدو أحزاب العشرين في وضع يتسم بالضعف بسبب سقوط ورقة مقاطعة البرلمان من يديها، خاصة وان مجموع نواب الأحزاب العشرين مجتمعة لا تتجاوز 26 نائبا ، فضلا على فشلها في إقناع الافافاس والعمال بجدية المبادرة وقرار التكتل الانخراط في العمل البرلماني.