جدّدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اتهامها لشيخ الطريقة العلاوية خالد عدلان بن تونس على خلفية ما ورد من صور في مضمون كتابه الأخير "الصوفية الإرث المشترك" وأيضا بعد التصريحات الأخيرة التي وصف فيها الجمعية بالجهل والظلامية، حيث أكدت الأخيرة في بيان مفصّل أنها تتحدى بن تونس أن يأتي بدليل واحد على شرعية هذه الرسوم للرسول الكريم وسيدنا جبريل في صورة امرأة. لم تهضم جمعية العلماء المسلمين ردّ فعل الشيخ بن تونس العنيف حيالها بعد أن انتقدت ما تضمّنه كتابه الأخير من صور اعتبرتها مسيئة للإسلام، وحرصت مقابل ذلك على تقديم بعض التوضيحات بشأن هذه القضية حيث أوردت أن ردّها لم يكن على الكتاب الذي لم يصل بقدر ردّها على ما وصلها من رسوم يسمّيها بن تونس "منمنمات"، كما أفادت أنه "لا سند شرعي ولا دليل في القرآن والسنة يجيز هذه المنمنمات فيما يتعلق بشخص الرسول.. وإنما المنمنمات تتعلق بالنبات والحيوان والناس..". وتساءلت الجمعية هذه المرة باستغراب في بيان مطوّل حمل توقيع الدكتور عمار طالبي بعنوان "سلوك محزن لصوفي"، "أليست المنمنمات رسوما وتشخيصا لمن يتنزّه عن التشخيص والرسم كالرسول صلى الله عليه وسلم، وهل ما فعله الأفغان وغيرهم من الفرس شرع وقانون يجعلنا نسلك سلوك البوذية في رسم البوذا وتجعل الرسول الكريم شكلا من الأشكال ربما يعبد من دون الله عند بعض الناس الذين لا علم لهم بالتوحيد المطلق في الإسلام وممن يتشبّثون في القبور.."، وتابعت أنها من خلال موقفها إنما تريد إبراز ما تراه مخالفا للشرع كون القرآن نهانا أن نغلو في شخص الرسول الكريم. ورغم تأكيد جمعية العلماء المسلمين أنها لم تطّلع فعلا على مضمون الكتاب كونه لم يصلها، فإن ذلك لم يمنعها من تقديم بعض الملاحظات بناء على ما وصلها من مكتبها بوهران، حيث انتقدت شيخ الطريقة العلاوية الذي لم تتوان في اتهامه بأنه تجاهلها ولم يعتبرها كونه لم يرسل إليها بنسخة عن كتابه "الصوفية الإرث المشترك" على غرار ما فعله مع وزارة الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى، كما حرصت على نفي أن تكون قد شبّهت تلك المنمنمات المسيئة بالرسوم الكاريكاتورية الدانماركية. إلى ذلك تساءلت الجمعية مخاطبة بن تونس بعد أن أكد أن الصور التي وردت في كتابه تعكس حبّه للرسول الكريم، بقولها: "وهل التعريف بالرسول يكون برسم رسوم له؟، وهل الحب والإجلال يبرّر رسم صورة له؟، وهل التعريف به يكون عن طريق نشر أخلاقه والقيم التي جاء بها أم يكوم بتجسيده وتشخيص بدنه؟، هل إذا كان الشخص جميلا رائعا في ملامحه يدلّ ذلك على نبوّته وأخلاقه دون النظر إلى سلوكه وقيمه التي أتى بها؟". وقالت الجمعية بشأن خاتم سليمان ونجمة داوود عليه السلام بأنهما "من الإسرائيليات التي تسرّبت إلى المسلمين وما حوله من أساطير شعبية، فليس من القرآن ولا السنة ما يجعل هذا الخاتم من تراث الإسلام ورموزه"، قبل أن يضيف البيان في هذا السياق "ولو فرضنا أنه استعمل في بعض الأشياء فليس ذلك حجة شرعية تجيز أو توجب اعتباره واستعماله اليوم وقد تطوّرت أحواله وأصبح رمزا لعلم الكيان الصهيوني الذي احتل فلسطين حيث مقدسات المسلمين..". وبالتالي فإن جمعية العلماء ترى أنه "لا يجوز أن نركب صورة رمز من رموز الوطن وهو الأمير عبد القادر على هذه النجمة السداسية"، لتخاطب مجدّدا بن تونس "بعد هذا يدّعي أننا نلمح إلى أن الأمير عبد القادر كان صهيونيا.. سبحان الله متى ادّعينا هذا وأين؟ إننا نبرأ مما نسب إلينا براءة مطلقة"، كما تحدّثت أيضا اتهمت بأنها جعلت سند التصوّف منذ مولد الرسول "فكيف يتصوّر تصوّف إسلامي قبل نبوة محمد صلى الله عليه وسلّم؟".