هدد الرجل الثاني في حركة أنصار الدين عمر ولد حماها بتنفيذ عمليات استشهادية ضد الدول التي تشارك في أي هجوم عسكري أجنبي في شمال مالي، وتوعد باستهداف فرنسا تحديدا، في حين أشاد بالموقف الجزائري الرافض للتدخل العسكري ووصفه بالحكيم، فيما أعلنت حركة الجهاد والوحيد بغرب إفريقيا من جهتها حصولها على فدية مالية مقابل تحرير الرهائن الغربيين المختطفين من مخيم الرابوني بتندوف، وإطلاق سراح منفذ عملية الاختطاف. قال عمر ولد حماها أحد أبرز قادة الجماعات الإسلامية، والرجل الثاني في حركة أنصار الدين التي يتزعمها أياد أغ غالي، بأن حركته ستقوم بأعمال انتقامية ضد الدول التي تفكر في التدخل في هذه المنطقة لمقاتلة الإسلاميين وكذلك الذين يؤيدون هذه البلدان بما فيها فرنسا، وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية »نبلغ كل العالم أننا مستعدون لمواجهة أي جيش، نحذر سلفا من أن كل الدول التي سترسل قوات ستواجه ردا لا رحمة فيه«، وواصل يقول: »لدينا مئات الفدائيين لعمليات استشهادية ينتظرون الأوامر« بتنفيذ عمليات استشهادية. ويعد ولد حماها من المقربين من مختار بلمختار المكني ب »أبو العباس« والأعور، أحد قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموجود في شمال مالي. وبخصوص فرنسا، قال ولد حماها أن هذا البلد »عاجز عن التدخل ميدانيا ويكتفي باستخدام دول أخرى«، مضيفا »إذا هوجمنا فستهاجم فرنسا«. ورحب الرجل الثاني في حركة أنصار الدين بموقف الجزائر التي تتحفظ على تدخل عسكري غربي في مالي، واعتبر أنه »موقف حكيم«، مؤكدا في هذا الإطار أن »لدى الجزائر خبرة في هذه الشؤون بينما دول أخرى أفسدها الغرب«، مع العلم أنه سبق لوسائل الإعلام أن كشفت استنادا إلى مصادر أمنية وصفتها بالمطلعة بأن وفدا من أنصار الدين جاء إلى الجزائر وشارك في مفاوضات حول الأزمة في شمال مالي، وسبق للوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن صرح بأن العلاقة بين أنصار الدين والقاعدة غير واضحة، وترك الانطباع بأن الجزائر مع فكرة إشراك حركة أياد أغ غالي في أي حل في شمال مالي يضمن وحدة مالي ويضع حدا للفلتان الأمني الذي تعاني منه المنطقة منذ أشهر بسبب سيطرة حركات إسلامية توصف بالمتطرفة على المنطقة. ومن جهة أخرى كشف متحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا أن الحركة تلقت »فدية كبيرة« مقابل إفراجها الأربعاء الماضي في شمال مالي عن الرهائن الثلاثة وهم اثنان من الاسبان وايطالية، كانت هذه الحركة الإرهابية اختطفتهم من مخيم »الرابوني« للاجئين الصحراويين بتندوف، وقال وليد أبو صحراوي »تسلمنا 15 مليون أورو للإفراج عن الرهائن الثلاثة وكذلك حصلنا على الإفراج عن مجاهد في موريتانيا«، وقال وسيط من بوركينافاسو أن الإفراج عنهم تم مقابل الإفراج عن إسلاميين كانا معتقلين في موريتانيا وعن معتقل آخر يفترض الإفراج عنه في النيجر، لكن النيجر نفت ذلك، في حين أعلن محمد ولد هشام القيادي في حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وهي حركة موالية لتنظيم القاعدة، أن الإفراج عن الرهائن تم مقابل الإفراج عن ثلاثة معتقلين إسلاميين »في بلد إسلامي« وفدية لم يحدد قيمتها، ولم تقدم الدول التي ينحدر منها الرهائن عن تلبية شروط الخاطفين، واكتفى متحدث باسم الخارجية الاسبانية بالقول أن عملية الإفراج عن المخطوفين الثلاثة انتهت بعدما أخرتها عاصفة رملية، وأوضح أن بلاده أرسلت طائرة لإعادة الاسبانيين الاثنين إلى الوطن.