كفاءات مهمشة بالداخل تراسلها جهات إسرائيلية يوميا لتكوين أبنائها برواتب خيالية كشفت بعض الكفاءات الوطنية ممن تعتبر نفسها مهمّشة داخل وطنها، أن جهات رسمية إسرائيلية اتصلت بها عارضة عليها تكوين أبنائها في نقاط مختلفة عبر العالم بفرنسا وألمانيا وغيرها من الوجهات القريبة من الجزائر، مقابل رواتب خيالية ومغرية "المهم قبول العرض"، مقدمة لهم كل الضمانات لرفع "صفة التهميش" عنهم. وأشارت بعض هذه الكفاءات المهمّشة في لقاء لها ب"اليوم"، إلى أنها تلقت مراسلات عبر "الانترنيت" واتصالات هاتفية من جهات رسمية إسرائيلية تعرض عليها التكفل بتكوين أبنائها في مجال خبرتهم، معتمدة على كفاءتهم "التي همشت من طرف سلطاتنا المسؤولة"، يضيف أحدهم وهو متحصل على شهادة دكتوراه دولة في الكيمياء من إحدى الدول الأوروبية، عانى التهميش إلى حد انزوائه وحيدا بعيدا عن كل شيء. ويقول ذات المتحدث إنه تلقى كم من مرة مراسلات مغرية من طرف جهات رسمية إسرائيلية "لم يعرف حتى كيف وصلت إليه". وتأتي هذه العروض في الوقت الذي دعا فيه عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، الكفاءات الجزائرية المتواجدة بالمهجر بمناسبة افتتاح الجامعة الصيفية للجالية الوطنية بالخارج التي نظمتها وزارة ولد عباس، لعودتهم لأرض الوطن والمساهمة في تنميته وازدهاره، تركن في زوايا داخل الوطن العديد من الكفاءات المهمّشة من طرف المسؤولين عن القطاعات التي اكتسبوا الخبرة فيها إلى حد وصولهم للتفوق والتميّز وأكثر من ذلك بعد إثباتهم لكفاءتهم وجدارتهم عبر العالمية. واستطرد ذات المتحدث قوله "إن ضميره الشخصي وجزائريته حالا دون قبوله العرض لأنه يتنافى والأصول المعروفة في وسط الجزائريين". ويؤكد ذات المتحدث أنه ليس الوحيد في القضية، إذ ذكر أن هناك العديد من المراسلات والاتصالات اليومية التي يتلقاها الكثير من أمثاله وفي مجالات وقطاعات متعددة منها مجالات البحث العلمي والخبرة والاختراع التكنولوجي وحتى القطاع الرياضي. ومن جهة أخرى، تتحدث بعض الأخبار عن دعوة بعض المدارس العبرية تكفلها بتكوين وتدريس بعض الجزائريين الذين يبحثون عن الدراسة في الخارج. ويأتي هذا في الفترة التي تطمح فيه الجزائر إلى الاستفادة من الكفاءات الوطنية في الخارج في مجالات البحث العلمي والخبرة والاختراع التكنولوجي والاستثمار المالي في قطاعات متعددة، وتبحث عن مساهمات من بعض كفاءات التي هاجرت إلى الخارج بالخصوص في حسن التسيير والتدبير والعقلنة في إدارة الأعمال بما توفره المعرفة والوسائط المختلفة اليوم في الاتصال والتكنولوجيا الرقمية وغيرها، من فرص للإرتقاء بالنهضة الوطنية وازدهار البلاد. وفي نفس الوقت الذي أشار فيه عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، إلى توفر الجزائر في الفترة الحالية على أفضل الشروط للمتعامل والمستثمر الوطني قبل غيره، وتأكيده على أن الدولة ساهرة على تعزيز ملاءمة البيئة الاقتصادية والاجتماعية المشجعة للإنتاج الوطني وتنويعه، تشتكي هذه الكفاءات المهمّشة من مسؤولي قطاعاتهم التي ينتمون إليها، لرئيس الجمهورية، لرفع الغبن عنهم قبل أن يأخذهم "موج الضعف" إلى أياد لا يشرف أي جزائري يحب وطنه أن يعمل تحت رهن أوامرها أو خدمتها.