أكد عبد الرحمن بلعياط عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أن نمط الاقتراع هو الذي كان له دور في فوز الأفلان بعدد كبير من المقاعد وليس طبيعة النظام الانتخابي الذي أشار إليه تقرير بعثة الملاحظين الأوروبيين للانتخابات التشريعية، واصفا التوصيات التي تضمنها تقرير بعثة الاتحاد الأوروبي بالتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، مشددا على أن الجزائر لم تطلب من الاتحاد الأوروبي نصائح وإرشادات وأنها مرفوضة تماما. أوضح عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب السياسي أن هناك مغالطة كبيرة في استعمال المصطلحات في محاولة لتغليط الرأي العام بخصوص فوز حزب جبهة التحرير الوطني بعدد كبير من المقاعد واستفادته مما وصفه تقرير بعثة الملاحظين الأوروبيين ب»طبيعة النظام الانتخابي«، وقال بلعياط بأنه يجب التدقيق في المصطلحات وأن نمط الاقتراع ساعد الأفلان في الحصول على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات التشريعية الأخيرة وذلك نتيجة لنسبة 5 بالمائة. وأكد بلعياط بأن الأفلان لم يفرض القانون المتعلق بنمط الاقتراع وتحديد نسبة 5 بالمائة، مشيرا بأن المجلس الشعبي الوطني الذي صاع القانون وناقشه ووافق عليه كان يضم 21 تشكيلة سياسية ساهمت في إعداد هذا القانون، وعليه لا يمكن أن يعاب على الأفلان أو تحميله مسؤولية رسوب هذه الأحزاب في الانتخابات التشريعية. وفي ذات السياق، أشار القيادي الأفلاني إلى أن هذه الأحزاب نظمت استراتيجيتها واستعدت للانتخابات على أساس القانون المعمول به ونمط الاقتراع وهي على دراية بذلك، مضيفا بأن الأحزاب الجديدة التي دخلت المعترك الانتخابي لم تدخل بعد ذهن الناخب الجزائري، داعيا الأحزاب القديمة التي لم تحقق أهدافها إلى مساءلة نفسها ومعرفة سبب خسارتها في الانتخابات التشريعية. وحمل بلعياط الأحزاب السياسية التي تقول بأن النظام أبرم صفقة مع ملاحظي الاتحاد الأوروبي مسؤوليتها كاملة، وقال بأن هذا اتهام وزور ومحاولة من هذه الأحزاب لإلصاق التهمة بالمنظمة الأوروبية على أنها قابلة للرشوة، مؤكدا أن هذه الأحزاب تسيء لرئيس الجمهورية الذي أمر باستدعاء الملاحظين الدوليين بالرغم من شكلية مراقبة الانتخابات، مضيفا بأن حزب جبهة التحرير الوطني حضر جيدا للانتخابات التشريعية وكان أكثر وجودا في الأوساط الشعبية خاصة والنشاطات واللقاءات التي أشرف الأمين العام للحزب في مختلف ولايات الوطن وكذا قياديو الحزب الذين نشطوا تجمعات ولقاءات تحسيسية وهو ما ساعد الأفلان في كسب ثقة الناخب الجزائري الذي أكد حرصه على ضمان الأمن والاستقرار للجزائر تحت راية الأفلان، مشيرا إلى أن خسارة »الإسلاميين« يعود إلى موقف الرأي العام الوطني من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي والتي تمتزج مع التطرف الديني وهو ما لم يهضمه الناخب الجزائري خاصة وأنه جرب ذلك في فترة التسعينيات وما عاناه من ويلات. ومن جهة أخرى، ندد بلعياط فيما يتعلق بالتوصيات التي تضمنها تقرير بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات التشريعية بالتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر لم تطلب من البعثة تقديم نصائح وإرشادات وأن مهام هذه الأخيرة القيام بملاحظة الانتخابات لا أكثر ولا أقل، مشددا على أن هذه التوصيات ليست في محلها ومرفوضة تماما.