أكد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة العلاقات الخارجية بحزب جبهة التحرير الوطني أن الأفلان يدعم فكرة إشراف ملاحظين دوليين على مراقبة الانتخابات التشريعية المقبلة، مشددا على أن حضور الملاحظين يعد ضامن لمصداقية الانتخابات ويضع حدا نهائيا للمساومة السياسية لبعض الأحزاب التي تتغطى وراء عبارة »انتخابات مزورة«. أوضح سي عفيف خلال استقباله أمس وفد الاتحاد الأوروبي المكلف بالتحضير لمهمة ملاحظي الاتحاد الأوروبي للانتخابات التشريعية 2012 بمقر الحزب، أن الأفلان يدعم فكرة حضور ملاحظين دوليين لمراقبة العملية الانتخابية وذلك من أجل وضع حدا نهائيا للمساومة السياسية لبعض الأحزاب التي تتغطى وراء شعار »انتخابات مزورة«، مؤكدا أن استقدام الملاحظين من شأنه إعطاء مصداقية أكثر للانتخابات التشريعية المقبلة. وأعرب سي عفيف عن قناعته بأن الانتخابات القادمة ستكون شفافة ونزيهة، مشيرا إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني هو الذي اقترح مراقبة الانتخابات من طرف القضاة، حيث ذكر بأن الافلان لديه وعاء انتخابي ولا يتخوف من المراقبة باعتبار تواجده وقوته في الساحة السياسية، مؤكدا استعداد الأفلان لهذه الانتخابات رغم صعوبتها. وفي رده على انشغالات رئيسة الوفد الأوروبي دلفين سكورون المتعلقة بالعزوف الانتخابي، الأوراق الملغاة وتحالف الأفلان مع باقي الأحزاب في المرحلة المقبلة، قال سي عفيف »إن ظاهرة العزوف ليست مقتصرة على الجزائر فقط، وإنما هي ظاهرة عالمية بحكم طبيعة الانتخابات«، فيما أرجع تنامي الظاهرة إلى عوامل موضوعية مرتبطة أساسا بتغيير أماكن الانتخابات وإعادة إسكان المواطنين ما أثر سلبا على إعادة تسجيلهم في القوائم الانتخابية أما بخصوص الأوراق الملغاة والتي بلغ عددها أكثر من 900 ألف ورقة في تشريعيات 2007، أوضح القيادي الأفلاني أن سببها راجع إلى نسبة الأمية وكذا تصويت الرجل نيابة عن زوجته في لمناطق الريفية، مذكرا بقانون الانتخابات الجديد الذي يمنع ذلك، إضافة إلى ارتفاع عدد القوائم الذي بلغ آنذاك 35 قائمة ما يصعب على الناخب اختيار قائمته ما يجعل الورقة ملغاة. وبشأن تحالف الأفلان مع باقي الأحزاب، أشار سي عفيف أن الأفلان ليس بحاجة إلى تحالفات من أجل ضمان عملية مراقبة الانتخابات في مكاتب التصويت لأنه قادر على تغطية كافة مكاتب الاقتراع، فيما أكد استعداد الأفلان للتحالف مع أحزاب أخرى في البرلمان الجديد لتشكيل الحكومة، واستطرد قائلا »لا يمكن تسيير شؤون دولة بحزب واحد«. وفيما يتعلق باستراتيجية الحزب في الانتخابات المقبلة، أكد المتحدث أن الأفلان أعد برنامج عمل خاص بالعملية بعد تشكيل 16 لجنة فرعية تطرقت إلى مختلف الجوانب خاصة ما تعلق بتحسين ظروف المواطن، الحملة الانتخابية والخطاب السياسي، مذكرا بمختلف المراحل التي قطعها الحزب منذ الاستقلال في التسيير السياسي للبلاد وقدرته على التكيف مع مرحلة التعددية التي استطاع خلالها الحفاظ على الأغلبية. ومن جهتها، أوضحت رئيسة الوفد الأوروبي أن مهمة الوفد تقوم على رفع تقرير للاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ قرار الموافقة بإيفاد ملاحظين من عدمه وذلك بداية من شهر مارس المقبل، مؤكدة أن مهمة الوفد مستقلة وستقوم بتقييم وتحليل المسار الانتخابي على المدى البعيد، وقالت »إن عمل الملاحظين الأوروبيين لا يقتصر على يوم الاقتراع فقط ولا ينحصر لفي تقديم أحكام إيجابية أو سلبية على العملية بقدر ما هو عمل متواصل، حيث سيتم تقديم تصريح 24 ساعة بعد الانتخابات وإعداد التقرير النهائي بعد شهر أو شهرين من الانتخابات«، مشيرة إلى أن التقييم يعتمد على المناسبة الانتخابية في حد ذاتها مدى جدوى عملية المراقبة ومدى فعاليتها.