أكدت الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي احتضنته مكةالمكرمة، وشارك فيه رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، الدعم الكامل للجهود التي تبذلها الجزائر وموريتانيا والنيجر، فضلا عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لاستعادة الاستقرار في مالي، وأعربت الدول الأعضاء عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع التي يعرفها شمال مالي ومنطقة الساحل جراء تصاعد النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة، كما أدانت الخيار الانفصالي للحركة الوطنية لتحرير أزواد التي وضعتها في خانة واحدة مع التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على شمال مالي. تبنى البيان الختامي للدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الذي عقد بمكةالمكرمة يومي 14 و15 أوت الوضع في مالي ومنطقة الساحل، الطلب الذي تقدمت به الجزائر لإدراج هذه الأزمة ضمن جدول أعمال الدورة، حيث أعربت الدول الأعضاء المشاركة في الدورة عن قلقها الشديد أمام الأوضاع التي يعرفها شمال مالي ومنطقة الساحل وتصاعد الأعمال الإرهابية التي تؤججها ويلات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية ولا سيما الاتجار بالسلاح والمخدرات، مما يهدد الاستقرار والسلم والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدان منطقة الساحل وخصوصا مالي التي تواجه خطر تقسيم أراضيها، وجدد المؤتمر دعمه لكل الجهود التي تبذل من أجل الحفاظ على وحدة مالي وسيادته الكاملة على أراضيه وأدان من جهة أخرى محاولات الحركة الوطنية لتحرير أزواد وغيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنتهك سلامة أراضي هذا البلد، واضعا بذلك هذه المنظمة الانفصالية في سلة واحدة مع التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على الميدان في شمال مالي. وأعلن البيان الختامي للدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي عن التضامن الكامل مع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية ودعا جميع الدول الأعضاء إلى أن تقدم لها الدعم للازم لمساعدتها على تحقيق أهدافها، وفيما ثمن المؤتمر وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا »إيكواس«، أعلن عن الدعم الكامل للجهود الجارية التي تبذلها البلدان الجوار )الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر( والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في سبيل مساعدة مالي على استعادة كامل أراضيه واستقراره، مما سيمكنه من توطيد وحدته الوطنية وتعزيز تنميته. وعبر المؤتمر عن قلقه الشديد من المأساة الإنسانية في مالي ومنطقة الساحل، وكلف الأمين العام باتخاذ الإجراءات اللازمة لحشد الموارد الضرورية التي من شأنها المساعدة على تذليل الصعاب التي يواجهها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين في مالي والدول المجاورة، كما أدان من جهة أخرى وبشدة ما ترتكبه المجموعات الإرهابية من مظالم في حق السكان المدنيين العزل، وما تقترفه من تدمير للمواقع التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن التراث الثقافي العالمي، ولاسيما في تومبوكتو، والتصدي للغلو والتطرف وأكد المؤتمر أن الإسلام هو دين الوسطية والانفتاح، ويرفض كافة أشكال الغلو والتطرف والانغلاق، وأكد المؤتمر على أهمية التصدي لكل ما يبث ويروج للفكر المنحرف بكافة الوسائل المتاحة، وتطوير المناهج الدراسية بما يرسخ القيم الإسلامية الأصيلة في مجالات التفاهم والتسامح والحوار والتعددية، ومد جسور التواصل بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة بما يعزز وحدتها وتضامنها من خلال عقد الندوات والمؤتمرات التي توضح هذه القيم.