بعد تعيينه خلفا لكوفي أنان المستقيل من مهمة في سوريا قال الأخضر الإبراهيمي إن سوريا تعيش حالة حرب، هذا الواقع لا يحتاج إلى تأكيد، والمهمة التي بدأها الإبراهيمي بزيارة باريس لن تنجح إلا إذا حدث توافق بين اللاعبين الدوليين الذين يعبثون بمستقبل سوريا ويسفكون دماء أبنائها ويهددونها بالفناء في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر. المعارضة السورية المسلحة يتم تحريكها من الخارج، الأعراب يدفعون الأموال، والأمريكان وحلفاؤهم يرسمون خط السير، والنظام السوري لا يملك إلا الاحتماء بروسيا والصين وإيران، ورغم أن الثلاثة لهم أهداف متباين فإن غاية نظام دمشق هي ربط مصالحهم به في آن واحد، والحرب التي تجري على الأرض هي حرب بالوكالة ليس فيها إلا الدم السوري، مع الاعتراف بأن الجانب الأكبر من المسؤولية يقع على جهة المعارضة ومن يقف وراءها لأن ذلك الفريق هو من أصر على حرمان الشعب السوري من فرصة التغيير السلمي الذي كان ممكنا حين توفر شروطه الموضوعية. لم يترك أنان وراءه أي لبس، فما لم يقله كممثل كمبعوث أممي وعربي قاله ككاتب في جريدة فايننشال تايمز بعد استقالته عندما أكد أن مفاتيح الحل بأيدي أمريكا وفرنسا والسعودية وقطر من جهة، وروسيا والصين وإيران من الجهة الأخرى، ولن يغير مجيئ الإبراهيمي في هذه المعادلة شيئا، وما نشهده على الأرض من إسراف في القتل إنما يهدف إلى تغيير موازين القوى حتى يقدر طرف على إرغام طرف آخر على التنازل، وهذه لعبة قد تطول كثيرا، فالحرب صارت مفتوحة، وكل الأسلحة أصبحت مباحة، والمعارضة مقتنعة بأن النظام يترنح، والطرف الآخر يدرك أن لا خيار أمامه إلا القتال إلى آخر طلقة، وعندما يحين وقت الحساب يكون الإبراهيمي قد رحل كما رحل عن العراق، وتكون سوريا قد أصبحت أثرا بعد عين.