كتبت صحيفة غارديان في مستهل افتتاحيتها في الشأن السوري أنه من الصعب تجنب الاستنتاج بأن استقالة كوفي أنان، مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية السابق إلى سوريا، تشير إلى نهاية الدبلوماسية في سوريا وأنه حدث مهم. وقالت الصحيفة إن مهمة أنان وصفت من البداية بالمهمة المستحيلة لأنه لا أحد من طرفي النزاع في سوريا كان مهتما بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومن ثم جاءت استقالته أمس. وأشارت الصحيفة إلى أن البعض جادل منذ البداية بأن أنان زاد الطين بلة. فالوسيلة -في شكل وقف لإطلاق النار- قدمت للقوات الحكومية مهلة، في حين أن الغاية -وهي عملية سياسية- أصبحت بطاقة خروج من السجن لبشار الأسد. وقيل إن خطة أنان لخصت الفجوة بين الترقب والتسليم الذي استغله الأسد بقصد إجرامي، والدبلوماسية غير المخلصة المترنحة من عاصمة لأخرى لم تكن لتضاهي الأحداث سريعة التدفق على الأرض. والصحيح أن نظام الأسد لم يلتزم أبدا بخطة السلام رغم التعهد بذلك يوم 27 مارس. وفي ملاحظته اللاذعة عند انصرافه حدد أنان: الانقسام الدولي وتأييد أجندة حرب بالوكالة وتأجيج التنافس العنيف على الأرض، بأنها العوامل الثلاثة التي نسفت جهوده. ومن وجهة نظره فإنه في الوقت الذي فشلت فيه روسيا والصين وإيران في إدراك أن القيادة السورية فقدت شرعيتها، ومن ثم فشلت في وضع أي ضغط على الأسد ليرحل، كذلك فشلت أميركا وبريطانيا وتركيا والسعودية وقطر جميعا في الضغط على المعارضة في أي شيء يمكن أن يسير تحت مسمى عملية سياسية. فالأمر ليس فقط أن المعارضة كانت متضعضعة، بل إنها فشلت في قبول أي عنصر من عناصر النظام القائم كجزء من العملية الانتقالية.