وضع حزب »تجمع أمل الجزائر« قيد التأسيس الذي يقوده الوزير السابق للأشغال العمومية عمر غول، الانتخابات المحلية المقبلة ضمن أولوياته مباشرة بعد استكمال إجراءات عقد المؤتمر التأسيسي المقرّر منتصف الشهر الداخل. وقد حرص رئيس الهيئة التأسيسية ل »تاج« على التأكيد بأن تشكيلته »لا تحمل أية عداوة أو خصومة لأحد« وإنما هي »حزب مفتوح لكل النزهاء«. كشفت الندوة الوطنية التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لحزب »تجمع أمل الجزائر« المنعقدة أمس بفندق »شيراطون« بالعاصمة عن بعض الأسماء التي اختارت الانضمام إلى المشروع السياسي للوزير السابق عمر غول، على غرار رئيس الكنفيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية حبيب يوسفي، ونقيب المحامين بالعاصمة عبد المجيد سيليني، وكذا رئيس مجمع »بلاط« رجل الأعمال لخضر بلاط، ووجوه كثيرة منحدرة من حركة مجتمع السلم وأحزاب أخرى. وقد حضر هؤلاء إلى أشغال الندوة باعتبارهم أعضاء منخرطين وفق ما صرّح بهم سؤول قيادي في »تاج« على هامش هذا اللقاء الأوّل من نوعه الذي ضمّ حوالي 800 مشارك من 48 ولاية، لكن المعنيين بالأمر رفضوا الإدلاء بأي تصريح للصحفيين. وبعيدا عن هذه الجدل ظهر رئيس الهيئة التأسيسية للحزب الوليد متفائلا بمستقبل تشكيلته التي ستكون حاضرة في أوّل امتحان انتخابي ستخوضه يوم 29 نوفمبر المقبل بعد استكمال كل إجراءات عقد المؤتمر التأسيسي المرتقب أيام 13 إلى 15 من شهر سبتمبر الداخل. وقدّم القيادي السابق في »حمس« نفسه وحزبه الجديد بأنهما البديل في الجزائر بقوله عن شخصه إنه »ثمرة من ثمرات الشيخ الراحل محفوظ نحناح وحسنة من حسنات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة«، مدافعا في الوقت نفسه عن خيار »المشاركة الإيجابية« في الحكومة. وكشف في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الهدف الأساسي الذي يتطلع إليه حزبه هو »تجميع كل القوى الحية في الوطن«، رافضا أن يكون »تاج« قد استغل الانشقاقات الحاصلة في العديد من الأحزاب السياسية في الفترة الأخيرة. وذكر المتحدّث أن ميلاد ه\ا الحزب جاء »لبعث الأمل والتفاؤل في نفوس الجزائريين«، وشدّد على أنه »ليس لنا عداء أو خصومة مع أحد في الجزائر، بل نتفهم الاختلاف ونحترم الآخر ونُثمّن إنجازات الجميع لأنها كلّها إنجازات للجزائر، كما نعمل على أن لا يتحول الاختلاف إلى خلاف«، مثلما لفت إلى أن تشكيلته »فضاء واسع يستمد قوته وشرعيته من الشعب ومختلف الحساسيات السياسية ويجمع كل الأفكار والألوان السياسية، وليس لديه إيديولوجية محددة«. وبعد أن اعترف بأن فكرة تأسيس هذا الحزب ليست وليدة التشريعيات الأخيرة وإنما تعود إلى نهاية سنة 2002، أعلن عن أربعة شروط سيتم اعتمادها لانتقاء قياداته عبر الولايات حصرها في »النزاهة، الكفاءة، التفاني في العمل والمصداقية«، فيما قدر بأن 70 بالمائة من تشكيلة الحزب تمثل فئة الشباب. وفضل عمر غول إرجاء الإعلان عن تركيبة الحزب وعدد لنواب البرلمان الملتحقين به إلى موعد لاحق، مكتفيا بالقول: »في كل يوم يلتحق بنا نواب جدد من الغرفيتين«، في حين قدرت مصادر من داخل »تاج« عدد النواب المنضمين إليه بحوالي 30 نائبا. ومن جانبه صرّح القيادي في حزب غول، عبد القادر جمعة، أنه يوجد من بين المنضمين إلى »تاج« مناضلون سابقون ينحدرون من عدة أحزاب على غرار حركة مجتمع السلم وحركة الإصلاح وحركة النهضة وجبهة التغيير والجبهة الوطنية الجزائرية إلى جانب منتخبين محليين ونواب أحرار ومواطنين.