دعا السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية علي العسكري السلطة إلى العمل مع القوى السياسية والاجتماعية التي لها تمثيل في الجزائر، مؤكدا أن الدخول في مسار انتقال ديمقراطي لا زال ممكنا شريطة وجود إرادة سياسية لدى أصحاب القرار. أوضح العسكري خلال افتتاحه للجامعة الصيفية للأفافاس أول أمس أن نجاح عمل الحكومة المقبلة مشروط بالتوصل إلى إجماع اقتصادي واجتماعي وأن هذا الإجماع ينبغي أن يسبق بمسار سياسي يكون ثمرة مشاورات حقيقية ونقاش فعلي ولما لا مفاوضات شفافة وعامة، حيث دعا السلطة إلى العمل مع القوى السياسية والاجتماعية التي لها تمثيل في البلاد. وذكر السكرتير الأول للأفافاس أمام المناضلين الشباب في جبهة القوى الاشتراكية بالانتخابات التشريعية الأخيرة، مشيرا إلى أنها لم تسمح بإرساء حركية سياسية جديدة سواء على مستوى المؤسسات أو المجتمع، واستطرد قائلا »آمالا كثيرة قد خابت« وأن الدخول في مسار انتقال ديمقراطي لا زال ممكنا شريطة وجود إرادة سياسية لدى أصحاب القرار في هذا البلد، مؤكدا أن هذه الإرادة »غائبة« حتى الآن، وأضاف العسكري بأن التطورات الأخيرة للوضعية السياسية الوطنية لا تبعث على الأمل. وتساءل ذات المسؤول عن الدافع من وراء ما أسماه »تزامن الدخول البرلماني واستدعاء الهيئة الناخبة وقرار تعيين وزير أول«، مشيرا إلى أن تغيير الحكومة يجب أن يندرج في مسعى شامل، متطرقا إلى الحديث عن الوضع الاقتصادي للبلاد حيث أكد أن إعادة البلاد إلى النشاط يشكل مسألة محورية، مضيفا بأن للشعب الجزائري الحق في معرفة الحقائق حول الواقع والآفاق المالية والاقتصادية والاجتماعية وأن ذلك يعد من صلاحيات الجهاز التنفيذي وكذا الهيئات المنتخبة. كما أبرز العسكري أن من أهم آمال جبهة القوى الاشتراكية أن يتمكن المجلس الشعبي الوطني من المساهمة بشكل فعال في إعداد ميزانية الأمة وليس الاكتفاء بالتصويت الآلي على ميزانية يتم إعدادها في مكان آخر، مؤكدا أن المواطنين يطالبون بدولة قادرة على مواجهة جميع الأزمات وأنهم أصبحوا لا يريدون معايشة كوابيس الحرائق والفيضانات وشح المياه، داعيا إلى إرساء سياسة حقيقية للوقاية مع تطبيق فاعل على أرض الميدان. وفي تطرقه وضعية الحزب، جدد العسكري التذكير بأن جبهة القوى الاشتراكية في مرحلة إعادة هيكلة وهي تستعد للمشاركة في الانتخابات المحلية ل29 نوفمبر 2012، معتبرا أن الأمور تتقدم في الاتجاه الصحيح.