دعت جبهة القوى الاشتراكية يوم الثلاثاء ببجاية "السلطة للعمل مع القوى السياسية و الاجتماعية التي لها تمثيل" في البلاد. و أوضح الامين الأول لجبهة القوى الاشتراكية خلال افتتاح الجامعة الصيفية للحزب أن "على السلطة أن تعترف وتحترم وتعمل مع القوى السياسية و الاجتماعية التي لها تمثيل في البلاد". كما أشار إلى أن نجاح عمل الحكومة المقبلة "مشروط بالتوصل إلى إجماع اقتصادي واجتماعي" و أن هذا الإجماع ينبغي أن يسبق بمسار سياسي يكون "ثمرة مشاورات حقيقية و نقاش فعلي و لما لا مفاوضات شفافة و عامة". وذكر السيد العسكري أمام المناضلين الشباب في جبهة القوى الاشتراكية بالانتخابات التشريعية الأخيرة "ليسجل" بأنها "لم تسمح - حسب رأيه- بإرساء حركية سياسية جديدة سواء على مستوى المؤسسات أو المجتمع". وأضاف يقول أن "آمالا كثيرة قد خابت" مشيرا إلى الأمل في "أن الذي لم يتم يتحقق بالطرق الانتخابية سيتم تجسيده من خلال قرارات سياسية في المستقبل". كما أكد بان الدخول في مسار انتقال ديمقراطي لا زال ممكنا شريطة وجود إرادة سياسية لدى أصحاب القرار في هذا البلد". وتابع يقول السيد العسكري أن هذه الإرادة "غائبة" حتى الآن مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة للوضعية السياسية الوطنية "لا تبعث على الأمل". وتساءل في هذا الخصوص عن الدافع من وراء ما اسماه "تزامن الدخول البرلماني و استدعاء الهيئة الناخبة و قرار تعيين وزير أول". كما أوضح الامين الأول لجبهة القوى الاشتراكية أن تغيير الحكومة "يجب أن يندرج في مسعى شامل". في ذات الصدد تطرق السيد العسكري إلى الوضع الاقتصادي للبلاد مؤكدا أن "إعادة البلاد إلى النشاط يشكل مسالة محورية". و أشار إلى أن للشعب الجزائري "الحق في معرفة الحقائق حول الواقع و الآفاق المالية و الاقتصادية و الاجتماعية" مضيفا أن ذلك يعد من "صلاحيات الجهاز التنفيذي و كذا الهيئات المنتخبة". كما ابرز أن من أهم آمال جبهة القوى الاشتراكية "أن يتمكن المجلس الشعبي الوطني من المساهمة بشكل فعال في إعداد ميزانية الأمة وليس الاكتفاء بالتصويت الآلي على ميزانية يتم إعدادها في مكان آخر". و تابع يقول انه "بعد الصدمات و المعاناة الفردية و الجماعية التي مرت خلال السنوات الأخيرة فان مواطناتنا ومواطنينا يطالبون بدولة قادرة على مواجهة جميع الأزمات و انهم اصبحوا لا يريدون معايشة كوابيس الحرائق و الفيضانات و شح المياه". في هذا السياق دعا حزب جبهة القوى الاشتراكية إلى إرساء "سياسة حقيقية للوقاية مع تطبيق فاعل على ارض الميدان". و في معرض تطرقه لوضعية الحزب جدد السيد العسكري التذكير بان جبهة القوى الاشتراكية "في مرحلة إعادة هيكلة و هي تستعد للمشاركة في الانتخابات المحلية ل29 نوفمبر 2012". معتبرا أن "الأمور تتقدم في الاتجاه الصحيح". وخلص في الأخير إلى أن "مناضلينا مطمئنون وكلنا أمل في أن تكون النتائج في مستوى جهودنا (...) و من أسباب حفاظنا على الأمل هو إقبال الشباب على العمل السياسي".