تنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج، ما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.. البواسير من الأمراض الشائعة جداً، خاصة بين النساء خلال مرحلة الحمل أو ما بعد الولادة، ففي حالات الحمل، تلعب عدة عوامل في نشوء الإصابة بالبواسير، منها ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك.. معالجة حالات البواسير، والأعراض المزعجة الناجمة عنها، ممكن بسهولة في غالبية الحالات. لكن الإشكالية في كيفية منع عودة وتكرار حصولها. وهنا تبدو أهمية الوقاية عبر تجنب كثرة الجلوس ولمدة طويلة، وعبر تسهيل إخراج البراز. وتسهيل إخراج البراز يتطلب الاهتمام بعدة أمور، منها: - تناول الألياف النباتية ضمن وجبات الطعام اليومي. - الإكثار من تناول الخضار والفواكه الطازجة والبقول والحبوب الكاملة غير المقشرة. - تناول كميات جيدة من السوائل، أي حوالي ثمانية أكواب من الماء، على أقل تقدير، حين التواجد في مناطق معتدلة المناخ وحين ممارسة جهد بدني متوسط. - الذهاب إلى الحمام متى ما شعر المرء برغبة في التبرز، أي عدم تأجيل ذلك. - تناول الملينات إذا ما نصح الطبيب بها. - تجنب تناول مسببات حصول الإمساك. - تقليل التعرض للتوتر النفسي. - ممارسة رياضة المشي. وهناك عدة مضاعفات محتملة لحالات البواسير، منها تجمع الدم وتجلطه في تلك الإنتفاخات بالأوردة، ما يتسبب بحصول ألم شديد ومفاجئ في منطقة الشرج. وينجم عن هذا تلف الأغشية المحيطة بذلك التجلط الدموي. وهو ما يتطلب معالجة طبية تُزيل تلك الكتلة من تجلط الدم والأنسجة المحيطة بها. وقد يُؤدي حصول نزيف حاد وكبير في البواسير، أو تكرار حصول نزيف مزمن منها، إلى الإصابة بحالة من فقر الدم وهو ما يتطلب العناية بتناول الأطعمة عالية المحتوى من الحديد، كاللحوم والأعضاء، مثل كبد الدجاج، والبيض ومشتقات الألبان.